فصل جديد من فصول التخبط اضافته الدوحة إلي سجلها الهزلي في السياسة الدولية. فخلال مدة زمنية لا تتعدي بضع دقائق اتخذت قطر موقفين متناقضين حيث أجري أميرها تميم بن حمد اتصالا هاتفيا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أبدي خلاله رغبة إمارته في الحوار مع الدول الأربع المقاطعة "مصر والسعودية والامارات والبحرين" . ثم عادت وكالة الانباء القطرية لنشر معلومات لا تمت للحقيقة بأي صلة تحرف مضمون الاتصال. أدعت الوكالة أن الاتصال جاء إثر تنسيق أمريكي أو مبادرة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو ما استدعي رد من وزارة الخارجية السعودية حيث أكد مصدر مسئول بالوزارة إن ما تم نشره في وكالة الأنباء القطرية هو استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق. ويدل بشكل واضح أن الدوحة لم تستوعب بعد أن المملكة العربية السعودية ليس لديها أي استعداد للتسامح مع تحوير الاتفاقات والحقائق. وأكد المصدر أن هذا التحريف القطري يثبت أن السلطة هناك ليست جادة في الحوار ومستمرة بسياستها السابقة المرفوضة موضحا أن تخبط السياسة القطرية لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار. وجاء رد الجانب السعودي حازما في هذا الموقف حيث أعلنت الرياض تعطيل أي حوار أو تواصل مع الدوحة حتي يصدر منها تصريح واضح توضح فيه موقفها بشكل علني. وأن تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به. كانت وسائل إعلام عالمية عديدة قد وصفت المكالمة بين تميم وولي العهد السعودي بأنها "فرصة كبري علي الجميع أن يستغلها". قبل ان تقف حائرة بسبب تصرفات قطر ووكالة الانباء الرسمية لها ليصل الأمر إلي انتظار وترقب لتطورات المشهد خلال الساعات المقبلة. يذكر أنه وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" تلقي ولي العهد السعودي. الأمير محمد بن سلمان اتصالا هاتفيا مع أمير قطر. الشيخ تميم بن حمد آل خليفة. وقالت إن أمير قطر عرض في الاتصال الجلوس علي مائدة الحوار مع دول المقاطعة الأربع. ومناقشة مطالبهم بما يضمن تحقيق مصالح الجميع. أضافت الوكالة أن ولي العهد السعودي أعلن ترحيبه بالعرض القطري. ولكن أكد أنه سيعلن موقف المملكة الرسمي بعد التشاور مع دول المقاطعة الثلاث. الإمارات والبحرين ومصر. وبعد "الاتصال المفاجئ". بدأت تتوالي البيانات والتقارير. حيث قالت وكالة الأنباء القطرية إن الدوحة عينت مندوبين للتفاوض مع دول المقاطعة الأربع. بما لا يتعارض مع سيادة الدول. كما أعرب أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية عن ترحيبه بالاتصال. قائلا في تغريدة نشرها علي حسابه الشخصي عبر "تويتر": "متي ما كانت المسالة في يد الأمير محمد بن سلمان فابشروا بالخير". إلا أن التحريف الذي جاء علي لسان الوكالة القطرية كان بمثابة قلب للطاولة وكشف استمرار تقلب الموقف القطري الذي لم يكن الأول من نوعه. فمساء الخميس الماضي وبعد وقت قصير من إعلان أمير الكويت من واشنطن أن الدوحة أبدت استعدادها لمناقشة مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب . اعتبر وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن المطالب تمس سيادة قطر وأصبحت من الماضي. من ناحية أخري تناولت الصحف السعودية في افتتاحياتها تحريف الإعلام القطري لواقع الأحداث والتفافه علي الحقائق حيث قالت صحيفة "الرياض" تحت عنوان "الكذاب لا يتوب". "لم يحتمل نظام الدوحة أن يكون صادقا ولو لعدة دقائق. إذ بادرت وكالة الأنباء القطرية بتحريف مضمون الاتصال الذي تلقاه سمو ولي العهد من تميم . كاشفة عن عدم قدرة السلطات القطرية عن التوقف عن ممارسة الكذب والمراوغة". وأضافت: "ما حدث لم يكن مفاجئا. خصوصا أن المجتمع الخليجي والعربي والإسلامي والدولي. يعرف أنه أمام نظام يعيش علي الدسائس ومحاولات الخداع والتهرب من أي التزام جاد". وعلي نحو متصل. قالت صحيفة "الجزيرة" تحت عنوان "قطر ما بعد تصريحات أمير الكويت". "من السابق لأوانه معرفة تأثير زيارة أمير الكويتلواشنطن في تحريك الأزمة القطرية باتجاه اختراق المعوقات القطرية. التي تحول دون إيجاد حلول لها. فقد كانت تصريحات سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح واضحة في البداية في قبول قطر للمطالب الثلاثة عشر. غير أن دولة قطر سارعت إلي اجهاض ما قاله الأمير الكويتي. واعتباره وكأنه لم يكن". وأضافت الصحيفة "فقد قامت وسائل الإعلام القطرية وتلك المحسوبة علي قطر بالالتفاف علي تصريح الشيخ صباح. وبدأ التأويل والتفسير. مع تجنُّب قطر لأي التزام بما قاله الشيخ. من خلال تجييش وسائل الإعلام لهذا الغرض. وتوظيف بعض التفاصيل في إجابات سمو أمير الكويت لإظهار ما قاله وكأنه كلام متناقض. وصولا إلي التأكيد علي أن قطر مستمرة في موقفها في التعاطي مع الأزمة برفض أي حل لها من خلال ما صرح به وزير الخارجية القطري".