«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات خلف الأبواب
يقدمها : صلاح حامد
نشر في الجمهورية يوم 03 - 08 - 2017

صاحبات البالطو الأبيض .. تحت هذا الشعار . أنشأت طبيبة جروب علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك . ليكون منبرا للزميلات . يتحدثن من خلاله عن مشاكل المهنة . وآمالهن فيها . ويكون أيضا وسيلة للم الشمل . ونشر كل جديد في أنبل مهنة في الحياة .
لاقت الصفحة استحسانا من الطبيبات . فتسابقن في الانضمام اليها . حتي أصبح أعضاؤها 50 ألف طبيبة . في وقت قياسي . بل وانضم اليها أيضا خريجات الصيدلة وطب الأسنان .
كانت الأمور تسير بصورة طبيعية . وكل العضوات مشغولات بمناقشة هموم المهنة . حتي انضمت الي الجروب . أستاذة بكلية العلوم هكذا قالت . وبدأت علي الفور تخاطب مشاهير الصفحة . وتتود اليهن . وتخاطب مشاعرهن النبيلة . مرة بنشر صورة لها . وهي واقفة أمام الكعبة المشرفة . تدعو لهن بالبركة والصلاح والفلاح .. ومرة أخري وهي في الحسين .. وثالثة وهي تزور ملاجئ الأيتام ودور المسنين .
.. وهنا مربط الفرس !!!
اكتسبت أستاذة العلوم المجهولة الهوية پ . ثقة أعضاء الجروب . وقياداته من الطبيبات البارزات . وبدأت العلاقة بينهن تأخذ مسارا أخر . سمح لها أن تطلب منهن تبرعات . لحالات انسانية .. ولدور الأيتام.
بالطبع .. كانت الثقة التي اكتسبتها . لدي عضوات الجروب . قد وضعتها في مكان السيدة بتاعة الخير . فتوالت عليها التبرعات سخية . بدون استفسار عن حقيقة وجود هؤلاء المساكين . من عدمه .. مع أن كل الحوارات والمناقشات . تتم مع شخصية اعتبارية مجهولة الهوية .
تنوعت طلبات التبرع .. وتكررت الاستجابات . وكانت الأمور تسيرپ . وفق ما كانت تخطط له أستاذة العلوم . حتي كتبت بوست علي الجروب . تطالب فيه عضواته بالدعاء لها بالذرية الصالحة .
لكنها نسيت بسرعة حكاية الذرية الصالحة . وكتبت بوست أخر . يتناقض تماما مع البوست السابق .. قالت باركو لي .. ابنتي نجحت في الثانوية العامة .. وهتدخل الطب !!
كانت هذة السقطة .. بداية افتضاح أمرها ..پ وبدأ الشك في حقيقة شخصيتها . يتسرب الي عضوات الجروب . فكيف تطلب الدعاء . أن يهبها الله الذرية الصالحة .. وابنتها في الثانوية العامة . وهي أصلا استاذة في كلية العلوم .. يعني مش بنت صغيرة .
تتبعت أدمن الجروب حساب استاذة العلوم . فاكتشفت أنها كذبة كبيرة أوي . وأنهن وقعن في شباك نصّابة مجهولة الهوية !!
عندها .. أغلقت ابنة أستاذة العلوم الوهمية الصفحة . وكتبت بوست أخير: أمي ماتت .. فارقت الحياة بنفس راضية .. وطالبت كل من يعرفها أن يدعو لها بالرحمة .
** كان رد الطبيبات : طبعا .. رحلت راضية عن حجم الفلوس التي لهفتها من أهل الخير .. الله يجحمها .
رصيف الأحزان
شمّرت سعاد عن ساعديها . بعد وفاة زوجها .. ربطت الحزام علي وسطها . وقالت سأنقطع عن الدنيا . وأعيش فقط من أجل ابنتي .. سأكون لها الأب والأم . وأعوضها فقدان أعز الأحباب .
مرت الأيام . والابنة تكبر أمام عيني ست الحبايب .. كانت وحيدتها هي الجانب الجميل في حياتها . وتعيش ككل أم پ في انتظار أن تراها في بيت العدَل .
وجاءت لحظة الحصاد . فقد أصبحت الابنة فتاة شابة . يطرق العرسان بابها . والأم تضحك في سعادة غامرة . وتقول لابنتها: علشان تبقي تصدقيني لمّا أقول لك ان خرّاط البنات خرطِك !!
من بين الخطّاب .. اختارت الفتاة واحدا . وباركته الأم .. لكن عش الزوجية . ظل هو المشكلة .. عرض العريس استئجار شقة . لأن مدخراته لا تكفي لشراء شقة تمليك .
رفضت الأم هذا الحل .. فما سيتبقي من الراتب . بعد دفع الايجار . لن يفتح بيت .
والحل ايه .. طرح العريس السؤال . وهو ينتظر اجابة معينة .. وكانت حماته معه علي الخط . فقد عرضت عليه أن يتزوج في شقتها .. وفي نفس الوقت لن تنفصل عن وحيدتها . وقرة عينيها.
كانت هدية رائعة : شقة وعروسة بضربة واحدة .. تم تجهيز الشقة واعادة طلائها .. وظللت السعادة البيت .. لكن الي حين .
أنجبت الابنة صغارا . كانت أمها نِعم المعينة علي تربيتهم .. لكن الصغار كبروا . وأصبحوا في حاجة لحجرة مستقلة .. لا وجود لها الا بخروج الجدة من البيت !!
أرض الله واسعة
اختلت الابنة بأمها .. قالت لها : كمّلي جميلك .. اريد غرفتك ؟
قالت الأم : واين سأذهب .
تصنعت الابنة الضحك . وقالت تداعبپ من كانت ست الحبايب : أرض الله واسعة.
.. ثم لكي تكون عملية وأكثر تحديدا . طرحت البدائل : يعني ممكن تروحي عند خالتي .. أو تدخلي داراً للمسنين . وسوف أتحمل التكاليف.
ردت الأم : تكاليف ايه .. أنت وزوجكپ أصلا عايشين من خيري .. ثم كيف سيتحملني أبناء شقيقتي . بينما ابنتي لم تتحملني ؟
أنهت الابنة الحوار بلهجة تهديد ووعيد . وقالت : أنا سأترك لك فرصة للتفكير .
كانت الضربة قوية . لدرجة أنها لو نزلت علي ظهر بعير . لقصمته نصفين .. فهاهي ابنتها . التي دفنت أجمل سنوات عمرها من أجلها . تريد أن تلقي بها في الشارع .. ومن بيتها . وليس بيت زوجها.
أما ما كان أقسي علي قلبها الضعيف . أنها سمعت ابنتها من خلف بابها المغلق . تتمني لها الموت . لتخلص منها !!
هل أنا رخيصة عند ابنتي لهذه الدرجة .. هكذا قالت سعاد لشقيقتها . التي ذهبت اليها . تشكو لها قلة الأصل . وقسوة الأيام .. وعندما عادت الي شقتها . وجدت أن ابنتها غيرت كالون الباب .. يعني أعطتها استمارة 6 . و تذكرة خروج بلا عودة پ .
نزلت المسكينة الي الشارع . ودموعها تسيل أنهارا علي خديهاپ . حتي أنها لم تكد تري الطريق .. وقفت لبرهة علي الرصيف . تلقي نظرة ربما تكون الأخيرة علي بيتها .. واتجهت من فورها الي قسم الشرطة . تحرر بلاغا ضد ابنتها العاقة .. لكنها كانت تعلم أنها لن تعود الي شقتها . ف الوضع سيبقي علي ما هو عليه پ پ بحسب تأشيرة النيابة .. انما أرادت فقط أن تسجل موقفا. حتي لا يعتب عليها الناس .
خيانة .. علي طريقة أيام الجاهلية
تجمّع الجيران في شقةپ الحاج مصطفي .. فالرجل تعثرت قدماه في درجة السلم المكسورة . والتوت ساقه . وأصبح طريح الفراش .. وهو وحيد ومسكين . لا عيّل ولا تيّل . ولا يجد من يخدمه . بعد وفاة زوجته .
بعد السلامات والتحيات . قال أحد الأصدقاء القدامي: ياحاج مصطفي .. لماذا لا تتزوج بواحدة تاخد حسّك .. يعني عاجبك رقدتك دي ؟.
زقزقت الفكرة في قلبه . قبل عقله .. هو أيضا كان يفكر في هذا الأمر . لولا خشيته من الملامة . وكلام الناس .. لكن الناس الأن . هم من يعرضون عليه الزواج.
بادر بامساك الخيط من طرفه . قبل أن يفلت منه . وتضيع الفرصة . وقرر أن يطرق الحديد وهو ساخن .. قال : لكن من سترضي بي . وأنا في سن ال 52 ؟
قالوا في نفس واحد : كتييييير .. صحتك والحمد للهپ عال .. وميسور الحال . وسمعتك طيبة . ثم ان الزواج سترة وشرع الله .. لا عيب ولا حرام .
وأضاف أحدهم : كمان ستأخذ ثواب في من ستتزوحها . وتسترها .
ارتسمت علي وجهه رغما عنه ابتسامة عريضة .. جداً . لم يستطع أن يخفيها .. قالوا : أيوه كده .. اضحك ياراجل .
وبدأوا في الحال . في طرح الترشيحات .. فجلسات السمر لا تكتمل . الا بمثل هذا الكلام . المحبب الي قلوب الرجال .. كانت المرشحات بالطبع من الأرامل أو المطلقات . لتكون العروس مناسبة لسن العريس .
عريس الهنا
لكنه كان يرفض كل واحدة . و يطّلع فيها القطط الفاطسة : هذه دمها تقيل .. وتلك عندها أورطة عيال . والثالثة مسترجلة . والرابعة صاحبة كوكتيل أمراض .. وهو مش ناقص هموم.
ثم دخل في الموضوع الذي يشغل باله .. قال : اذا كنت سأتزوج . فمن الأفضل أن تكون زوجة . قادرة علي الانجاب . لأنني عشت عمري كله . محروم من البنين والبنات .
كانت رغبته في محلها .. حملق أحدهم في سقف الغرفة لبرهة . وكأنه يقدح زناد فكره . ثم تهلل وجهه بالسرور . وقال : طلبك عندي .. أبشر . ربنا سيعوض صبرك خير .
كانت العروس المقترحة . شابة ريفية فقيرة . من أقارب صاحب الفكرة . الذي أكمل حديثه قائلا : ابسط ياعم .. عروستك قمر 14 وبنت 24.. يعني في عز الصبا .
أنفرجت أسارير الحاج مصطفي .. لكنه كان يريد أن يستوفي المزيد من المعلومات . عن العروس .. قال : لكنها صغيرة لن تقبلني . وربما تكون جاهلة . فلا تفهمني.
رد : أولاً الفتاة معاها دبلوم . وثانيا الرجل لا يعيبه الا جيبه .. أما الذي من المؤكد سيجعلها توافق فورا. أنها مطلقة بعد زواج قصير اتبهدلت فيه .. وسوق المطلقات في الريف للأسف علي قد حاله.
لم يكن الحاج مصطفي وهو في هذا العمر . ينتظر أن يتزوجپ فتاة بكر .. اعتدل في جلسته . قال وهو يصدر تنهيده الموافقة : كله بأمر الله .
بعد مداولات ومشاورات لم تستغرق سوي عدة أسابيعپ . اتفق الطرفان علي كل شئ .. وانتقلتپ العروس الي بيت الزوجية بدون زفة . أو معازيم . فالحاج لا يمكن أن يجلس في الكوشة . ولم تكن العروس أيضا تهتم بهذه الشكليات .. الأهم عندها أن هذه الزيجة نقلتها من الأرض .. الي السما .
مرت عدة أشهر علي الزواج .. وبدأ الحاج يسأل بتلهف . عن أخبار ولي العهد .. خشيت الزوجة الشابة . أن تضيع منها فرصة العمر . وأخذت تبحث عن أي حل ينقذها . ويضمن لها الجمل .. بما حمل .
أثناء تصفحها الانترنت . وقعت علي موضوع في غاية الطرافة . ويناسب ظروفها .. قرأت عن نوع غير شرعيپ . من ممارسة الجنسپ في الجاهلية .. ومع ذلك تنال فيه المرأة الشرف . أو تحسين النسل. وهو ما كان يعرف بنكاح الاستبضاع . حيث كان الزوج يختار بنفسه .پ أحد الفرسان الأشداء. من ذوي البأس والقوة. أو أحد أصحاب السطوة والنفوذ. ليقدم له امرأته . ويطلب منه أن يمارس معها الجنس. عسي أن تحمل منه . پفيكون له ولد من صلب هذا الفارس . پأو ذاك العظيم . ولم يكن هذا النكاح بمستنكر في الجاهلية . بل كان متعارفا عليه.
وقرأت أيضا عن لقاء الخدن في الجاهلية . حيث كانت المرأة تتعرف برجل غير زوجها. وتدخله عليها في الفراش . في غياب زوجها .. وكانت المرأة توسم بالعار . ان جهرت بزناها. ولكن طالما أنها تمارس الجنس في الخفاء . فلا عيب عليها.
** ابتسمت .. وقالت في نفسها: ومين قال انني هاعرف زوجي .. أو حتي الجن الأزرق !!
پكانت الزوجة الشابة . غرقتپفي غرام جارها الشاب الوسيم . الذي أصبح بطلها في أحلام اليقظة والمنام . فلماذا لا تفتح له الباب . لاقامة علاقة غرامية . سيكون لها منها 3 فوائد :
* قد تنجب من تلك العلاقة . فتلبي رغبة زوجها .
* وعندما تنجب الغلام . ستضمن أن تكون ملكة متوجة في بيتها .
* وفي نفس الوقت ستستمتع هي بحياتها .. فزوجها لا يستطيع أن يجاري شبابها .
بدأت في تنفيذ الخطة .. في موعد خروج الشاب .. كانت تقف في انتظاره . أمام باب شقتها . ثم دعته للدخول لمساعدتها في خدمة .. كانت ملابسها الساخنة . وابتسامتها العريضة . ونظرتها اللعوب . تنبئ بأنها رتبت كل شئ . ولا يبقي الا أن تقول له . كما قالت امرأة العزيز لسيدنا يوسف "عليه السلام" : هيت لك .
رفض الشاب الدعوة غير الكريمة . فلم يكن ليطعن جاره في ظهره . وهو الذي يعامله كابنه .. أدار لها ظهره وانصرف .. أما هي فقررت أن تنتقم . انتظرت عودة زوجها . اشتكت له من جارها الشاب . الذي يعاكسها في الرايحة والجاية . بل انه تهجّم عليها اليوم .. فمن يعرف ماذا سيفعل غدا؟!!
استشاط الحاج مصطفي غضبا .. بادر الي شقة جاره . يشكو ابنه .. كانت دموع الشاب ونظراته . توحيان بأنه برئ . وهو ما استقر في روع الرجل . الذي صدق روايته .. وعاد الي زوجته . ليأمرها بأن تحمل ملابسها . وتعود الي أسرتها . معترفا بأنه مش من توبها .. وليس كفؤا لها .
قال لها : كما دخلنا بالمعروف . سنخرج بالمعروف .. لكنها رفضت الحلول الوسط . أقسمت أنها ستبهدله . بحجة أنه أساء الي سمعتها . وذهبت الي المحاكم مدفوعة بمشورة المحامي . الذي قال أنه سيخرب بيته . و يدوخه السبع دوخات . حتي يقول حقي برقبتي .. ويجعله عبرة علي كل لسان .
لكن .. يوم المحاكم .. بسنة .
امرأة وحيدة .. في منتصف الليل
مي ياقوت
وقفت سيارة الأجرة . أمام قسم شرطة النزهة "القاهرة" .. ترجلت منها سيدة شابة .. كانت تزك علي ساقها اليسري. وبالكاد حاولت الاتزان في مشيتها. وهي تسير نحو قسم الشرطة مباشرة . لا تلتفت يميناً أو شمالاً. وكأنها تهرب من وحش يطاردها !
پأمّا ما كان يزيد من غرابتها حقاً. فهي تلك النظارة الشمسية السوداء الكبيرة . التي ترتديها بعد پمنتصف الليل. وتغطي بها وجهها .
فما الذي دفع بالمرأة الشابة الجميلة . للنزول الي الشارع بمفردها . في تلك الساعة المتأخرة من الليل ؟
وما هو الوحش الذي تهرب منه ؟
ولماذا تخفي ملامحها . وراء النظارة السوداء ؟
.. هذه هي أزمة منيرة .. وسر بلائها
كانت العيون الفضولية. ترمقها من كل زاوية . تحاول أن تكشف غموض المرأة المثيرة . فأغمضت عينيها خلف نظارتها السوداء. لتهرب من تلك النظرات المتلصصة . وجلست في انتظار ضابط الشرطة .
الفتي الوسيم
عموما .. كانت منيرة تجلس في المكان بجسدها . فقطپ .. بينما خيالها يسرح في الماضيپ . الذي مر أمام عينيها . كشريط سينمائي .. تذكرت ذلك اليوم . الذي رأت فيه حبيبها صدفة . فملك فؤادها من النظرة الأولي . ودخل قلبها من غير احم ولا دستور .
** بالنسبة لها .. كانت أجمل صدفة .. في حياتها .
** بالنسبة له .. كانت أجمل فرصة في حياته .
* المكان : أحد معارض السيارات الكبري بالقاهرة .
كانت منيرة تتمشي بين السيارات المرصوصة . لتختار سيارتها الجديدة .. تملكتها الحيرة . فكل السيارات فخمة . وماركات شهيرة . وهي لم تذهب الي هناك . وفي ذهنها سيارة بعينها.
ايه الحيرة دي ياربي .. هكذا كانت تكلّم نفسها . عندما اصطدمت به .. انتابها الحرج من الموقف السخيف . ورفعت عينيها لتعتذر .. ف تجمدت في مكانها .
كان يقف أمامها شاب وسيم .. تزين وجهه ابتسامة عريضة ساحرة . تضفي علي وسامته جمالا . كنجوم هوليوود .
قال لها بأدب : تحت أمرك يا افندم .
ردت : لا .. العفو .. أنا اللي أسفة .
ضكك من قلبه .. قال لها موضحا : أنا أعمل هنا .. ممكن أساعدك في اختيار سيارتك؟
المحظوظ
شعرت بالراحة من كلامه الحلو . وطريقة الأدب الجم التي يتحدث بها . كأنه جنتلمان حقيقي . وليس بائعا بسيطا في معرض سيارات .
طاف معها المعرض .. فهذه طبيعة عمله .. تحدث اليها بلغة الخبير . عن مزايا كل السيارات ..پ وفي النهاية تبادلا أرقام التليفونات . لمزيد من المشاورات .. لكنها كانت قد وقعت في حبه . ومن النظرة الأولي .
** هي : كان جمالها من النوع العادي .. لكن ثروة أبيها تضفي عليها بريقا وجاذبية .
** هو : كانت الوسامة وخفة الدم .. هما كل نصيبه من الدنيا .. فجيوبه فاضية .
انجذب الشاب والفتاة لبعضهما .. لكن كل علي طريقته . وان اختلفت الأهداف .. هي تبحث عن الحب . وتصدق النهايات السعيدة للأفلام الرومانسية .. وهو يعتبر نفسه محظوظا . أن وقعت في طريقه . ونال اعجابها .. ولن يسمح للسمكة أن تفلت من السنارة .
وقد كان محظوظا بالفعل .. فالسمكة هي التي تمسك بالسنارة بأسنانها. وتتوق لحضن الصياد . والوقوع في مقلاته .
قررت أن تفاتح أبيها بقصتها . فهذه القصة بالذات . يجب أن يعرفها .. ويباركها. فواجهها بالرفض الذي كانت تتوقعه . لكنها كانت قد قررت أيضا . أن تقاتل من أجل ما تعتبره سعادتها .
قالت لأبيها وهي تبكي : أنا من ستتزوج .. وأخترت من يريده قلبي .
قال لها وهو يضمها لصدره : يا بنتي .. صدقيني . هذا الشاب طمّاع .. اسمعيني أنا ابن سوق .. وبافهم الناس . لأنني بدأت من الصفر . ونحت في الصخر .. مش زيك تبدلي السيارات كما تبدلي ملابسك !!
رفضتپ الاستسلام .. رفعت راية العصيان . وأضربت عن الطعام .. هاج وماج .. قالت : مفيش فايدة باحبه يابابا علي رأي نيللي في الفوازير .
وافق الأب مرغما ..اشترط ألا تأتي لزيارته وزوجها معها .. تحمل تكاليف الزفاف . واستأجرپقاعة أفراح فخمة . حتي يبدو الأمر شبه طبيعي .. لكنه وقف علي بابها .. ولم يدخل .
ضرة جميلة
تزوجت وانتقلت الي عش الزوجية .. شقة صغيرة استأجرها لها والدها .. لكنه قطع علاقته بها . وقال لها : افطري وتغدي وتعشي حب .. ولمّا تكتشفي الخدعة . بيتي مفتوح لك .
طبعا .. لم تكن لتصدقه .. لكنها بعد عدة أسابيع . اكتشفت أن الحب كلام أغاني .. بدأت تسحب من رصيدها في البنك . حتي لا يشمت فيها أحد .. و البعل لا يخجل .. ولا يشبع . وحاله دائما يقول هل من مزيد ؟
لكنها بدأت ترتاب في أمره . فهو ك البلاعة . ما يدخل فيها . لا يخرج ابدا . فأين ينفق أموالها . التي تبددت ولم يبق لديها الا النزر اليسير؟
ضغطت عليه .. أوجعته بكلامها بأنه يعيش عالة عليها .. وأنها زهقت .. ففجّر فيها القنبلة : أيوه ياهانم .. أنا أصلا متزوج امرأة جميلة . وعندي طفلان .. وانت الزوجة الثانية .
صرخت : يا خسييييس .. ياندل . انهال عليها كالمجنون ضربا ولكما و تشليتاً . فالدجاجة لم تعد تبيض ذهبا .. نجحت بصعولة في الافلات من براثنه .. الي الشارع .
خير يا مدام .. أفاقت منيرة من شرودها . علي صوت ضابط الشرطة . الذي يسألها عن مشكلتها . ليحرر لها محضرا .. كانت قد فشلت في كبح جماح دموعها . فانسابت كمياه جدول صغير علي وجنتيها. وجعلتها تري من حولها . صورا غامضة . وكأنها تنظر من وراء زجاج نافذة . بلله المطر .
خلعت النظارة السوداء لتمسح دموعها . فكشفت عن كدمة زرقاء كبيرة حول عينيها . أما الرضوض في جسدها . من أثار العلقة . فقد تكلف طبيب بوصفها في تقرير طبي . ستضمه الي المحضر . لأنها بدأت لتوها . أول خطوة في مشوار طويييل .. طويييل . آخرته الطلاق .
الدلوعة
كل ما كان يريدهپ أحمد . هو أن يكمل نصف دينه . ويتزوج بنت الحلال .. وهوّ ونصيبه . عرضت عليه أسرته . عدة خيارات . بأسلوب الخاطبة . تعلق قلبه بفتاة من صورتها . وقال هيّ دي.
قال له شقيقه الأكبر وهو يداعبه :پ بلاش تشعلق نفسك بها . انتظر حتي تراها أولا . فالصورة قد لا تكون طبق الأصل .
حصل علي أقرب ميعاد لزيارتها .. وكانت المفاجأة أنها أجمل بكثير من الصورة . استبشر العريس خيرا . وقال محدثا نفسه يا محاسن الصدف . وأبدي موافقته في الحال علي الفتاة . وارتياحه لأهلها .
عاش أحمد أصعب أيام حياته . خلال مهلة الأسبوع . التي يطلبها أهل العروس في العادة . لأخذ رأي ابنتهم. والسؤال عن العريس .. و جاءته البشري بالموافقة .. كانت العروس بالمقاس . حسب مواصفات فتاة أحلامه . لكن كان يعيبها أنها دلوعة حبتين .
كانت تريده دائما أن يسير وراء رأيها . حتي اذا قالت له علي الأحمر .. أخضر . فلابد أنها علي حق . وهو اللي عنده عمي ألوان .. كان هذا الدلال علي قلبه زي العسل . أيام الخطوبة . وأيضا في أشهر الزواج الأولي .. ولم لا .. فقد قال الحكماء أن المرأة الفاضلة تلهمك .. والذكية تثير اهتمامك .. والجميلة تجذبك .. والرقيقة تفوز بك
قال له شقيقه : اجمد شوية .. لا تضع اللجام في فمك . وتتركها تقودك .
لكنه كان يتبع مذهب لاموني اللي غاروا مني .. فمن يده في الماء البارد . ليس كمن يده في النار .
انسحاب تكتيكي
لكنها بالغت في الدلال . حتي أصبحت في واد .. وهو في واد آخر . وانتهي الأمر بوقوع أبغض الحلال . الذي كان علي نن عينه . لولا تدخل الأهل . الذين ضغطوا عليه . وأحرجوه . وطعنوه في رجولته .
لكنه احتاطپ للأمر . وسار علي طريقة الانسحاب التكتيكي .. منحها كل حقوقها . لعلها تحملها له جميلة . وتعود اليه .
وجاءه الخبر الذي كان أجمل مما كان يحلم به .. بعد فترة قصيرة . اتصلت به وهي تبكي .. أخبرته أنها حامل . وترغب في العودة لعصمته . حتي لا يخرج الطفل للحياة يتيما . ووالده علي پوش الدنيا .
لم يستطع أن يتحمل دموعها .. فدموع المرأة أقوي نفوذاً من القوانين پ. وطوفان يغرق فيه أمهر السباحين .. شكرها علي احساسها الطيب . وتضحياتها من أجله . وعدها أنه سيكون في خدمتها . وتحت أمرها . وسيلبي كل رغباتها . حتي لو طلبت منه لبن العصفور . أو قالت له اعمل من الفسيخ شربات.
أسرع الي أسرتها . يطلب اعادة مطلقته الي عصمته .. اشترطوا أن يكتب لها مؤخر صداق كبير . حتي يفكر ألف مرة . قبل أن يتخلي عنها .. حتي لو كانت هي الغلطانة .
لكن .. لأن الطبع غلّاب .. فقد عادت ريمة لعادتها القديمة .. فشل في ترويضها . ضاق بدلعها واستهتارها . وعدم احترامها له .. وطلقها للمرة الثانية .
لكنه في فورة غضبه . نسي حكاية المؤخر الكبير . الذي بدأت تلاعبه به .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.