أخيراً تحركت الحكومة وأعلنت عن خطة طموحة لإعادة ما فقدناه من الذهب الأبيض.. من مليوني فدان كانت منزرعة بالمحصول حتي السبعينيات من القرن الماضي تراجعت إلي 217 ألف فدان حالياً جاءت خطة وزارة الزراعة لتهدف إلي الوصول لنصف مليون فدان العام القادم 2018 ثم مليون فدان حتي مليوني فدان 2020.. الأرقام تكشف مدي التراجع الذي اصاب محصولاً ظل رئيسياً واسترايتيجياً للوطن لعقود طويلة.. امامه تتراجع كل السلالات ويتباهي به المصريون أمام العالمين.. وبه تدور عجلات الانتاج في مصانع المحلة الكبري وكفر الدوار وسالمون القماش وورش أهلية عديدة في كل المحافظات. كان محمد علي ياني نهضة مصر الحديثة قد أدرك القيمة الذهبية للمحصول فأدخله البلاد لتنتشر زراعاته في الدلتا والصعيد رغم عدم وجود السد العالي بعد. ومع انتشار زراعته دخلت المحالج والمصانع حتي لا يتم تصدير الانتاج "خاماً" فكانت الفائدة المضاعفة للمحصول. ومن بعده جاءت ثورة 23 يوليو والزعيم جمال عبدالناصر ليستكمل المسيرة فكان المحصول بمثابه "النفط" المصري.. من ايراداته سددت مصر تكاليف إنشاء السد العالي العظيم. للقطن ظل الفلاح المصري محمد أبوسويلم "يغني لعقود طويلة" إلي أن جاءت حكومات سابقة أهملته فكان ما كان وتراجعت المساحة المنزرعة وتوقفت ماكينات المصانع.. واخيراً بدأ العمل في خطة الحكومة فزادت المساحة المنزرعة هذا العام وبدأ الذهب الأبيض يكسو أراضي جديدة في الوادي والدلتا فهل يسترد المحصول الذهبي عرشه؟ وهل يغني المصريون من جديد "نورت ياقطن النيل".. علي الأرض راح مندوبو الجمهورية في المحافظات يرصدون الموقف..