كشف حادث كمين البدرشين حالة من غياب المروءة واللامبالاة في الشارع حيث وقف المواطنون يتفرجون علي عملية اغتيال رجال الشرطة.. نزلنا للشارع. وسألنا المواطنين.. فأكدوا أن ما يحدث سببه انعدام القدوة وغياب دور الأسرة والمدرسة. وانتشار الأعمال الفنية التي تحث علي العنف والبلطجة. والتقليد الأعمي لثقافات الغرب. .. ورأي علماء النفس والاجتماع أن تبدأ الأجهزة فوراً عن طريق وسائل الإعلام المختلفة توعية المواطنين لإعادة الثقة للمواطن في المشاركة الإيجابية والبعد عن السلبية. ميخائيل صموئيل.. مستشار قانوني.. يري أن السبب انعدام القدوة وتأثير نجوم الفن والكرة فقط علي الشباب. والتقليد الأعمي هو السبب الرئيسي في انهيار القيم الأصيلة في المجتمع. ويضيف إمام البحيري. موظف: علي الإعلام دور مهم في عودة القيم الأصيلة كالمروءة والشجاعة من خلال بث برامج توعية لرجال الدين. وعلماء الاجتماع حتي تعود شخصية المصري الأصيل لما كانت عليه في الماضي. ويشير إبراهيم كامل. أعمال حرة: إلي دور الأسرة والمدرسة في بث القيم الأصيلة لدي النشء وغياب هذا الدور. أثَّر بالسلب علي تصرفات الشباب وانتشار أعمال العنف والبلطجة بالشارع. ويتفق معه في الرأي حميدو حسن. عامل. قائلاً: بعد ثورة 25 يناير وحالة الفوضي التي حدثت. أصبحت السلبية وعدم الاهتمام بنجدة الآخر. حالة عامة بالشارع المصري. ونطالب رجال الدين والعلماء بإعادة توجيه الشباب لعودة القيم الأصيلة مرة أخري. ويقول عبدالرحمن عاطف. خريج جامعي: إن الحالة الاقتصادية وغلاء الأسعار والحياة المعيشية الصعبة. ساعدت في غياب القيم. والبحث عن المادة بأي وسيلة. والبعد عن الروحانيات والقيم الأصيلة. الدكتور أحمد يحيي. أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس. يشير إلي أن الشخصية المصرية قد تغيرت بسبب بالمعطيات الأخيرة. فأصبحت تعتمد علي الذاتية والمصالح الخاصة. وإشباع احتياجاتها نتيجة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. فالمروءة والشجاعة ونجدة الآخر. قيم لا يعترف بها المجتمع الجديد. مما يؤدي إلي الخوف والحذر لأن ممارسة هذه القيم يؤدي لأضرار ومشاكل. وما يحدث الآن من صراع ثلاثي الأبعاد ضد الدولة لإشباع الاحتياجات وغلاء الأسعار والمشاكل الخاصة.. وصراع مع الذات. فكل فرد يبحث عن نفسه لتحقيق ذاته.. والصراع ضد الإرهاب الذي نعيشه الآن.. وهذه القيم انهارت لاتباع سياسة "الأنا". واختفاء القيم الجمعية. وتغير المناخ العام. والبيئة المحيطة بالإنسان. "فالإنسان ابن بيئته. وعبد احتياجاته". فيجب علي المجتمع توفير احتياجات الفرد وإيجاب البيئة الجيدة من الأسرة والمدرسة والإعلام. فعندما يفقد المجتمع المصداقية. يفقد معه كل القيم من مروءة وشجاعة. ويتبع الفرد سياسة السلبية والخوف. وهناك شك كبير داخل المجتمع. والتشكيك في كل شيء يدور حول الإنسان. بالإضافة إلي ظهور جرائم جديدة في المجتمع والخوف من المستقبل. لذا يجب عودة الثقة مرة أخري بين الأفراد وبين أجهزة الدولة والإعلام. يضيف الدكتور جمال فرويز. أستاذ علم النفس: أن المروءة أصبحت صورة من صور انهيار الثقافة بين الناس. موجودة في الكتب فقط. فكانت موجودة قبل ثورة 1952. حتي السبعينيات. وكانت في احترام الأديان. واحترام الصغير للكبير. ووجود المضيفة في كل بيت لاستضافة الغرباء. وتقديم المعونة لهم. فكانت تعاملات الناس في ذلك الوقت روحانية وليست مادية. وللأسف أصبحنا الآن مجتمعاً مادياً بحتاً. ونحصل علي الثقافة من دول أخري. خاصة الثقافة السلبية. التي تسبب العديد من الأضرار الاجتماعية في حين أن العديد من دول العالم عادت مرة أخري لإحياء القيم الأصيلة. وعودة ترابط الأسرة والاحترام المتبادل بين الأفراد. والغول الذي يسيطر الآن علي عقول المصريين هو الإعلام. فله دور خطير في بث أي أفكار. وعليه توعية الشباب لعودة هذه القيم مرة أخري. فيجب علي علماء الدين مع أساتذة علم النفس والاجتماع. دراسة المسلسلات التي تذاع. ومدي تأثيرها علي الشباب في بث القيم النبيلة من خلال هذه الأعمال لأننا أصبحنا نقلد بدون تفكير. فأعمال البلطجة بالمسلسلات أصبحت تنفذ علي أرض الواقع. ففي الدول المتقدمة عند إنتاج أي عمل سينمائي أو تليفزيوني. تتم دراسة ماهو الهدف من هذا العمل. حتي يؤثر علي المجتمع بالإيجاب في التصرفات والأفعال. ولا يؤدي إلي نشر عادات سيئة بين أفراد المجتمع. وتشير الدكتورة هدي زكريا. أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة الزقازيق. إلي أن الشخصية المصرية مازالت تحتفظ بنخوتها. ومروءتها. وكل الصفات الطيبة. خاصة في الطبقات الدنيا والمتوسطة.. واختفاء هذه القيم يكون بسبب ظهور فئات اجتماعية طفت علي السطح وحصلت علي ثروات بصورة غير طبيعية مثل تجار العملة والسماسرة. وتجار المخدرات. وهذه العناصر بأموالها استطاعت أن تنتج أفلاماً وأعمالاً سينمائية تهدم بها قيم المجتمع. وتظهر أعمال العنف والبلطجة في صورة جيدة. فأثرت بالسلب علي المجتمع والشباب. ويجب إعادة تقييم هذه الأعمال مرة أخري. ووضع الرقابة الجيدة عليها.