تبدأ اليوم "الجمعة" بمدينة هامبورج الألمانية قمة مجموعة العشرين. التي ترأس ألمانيا دورتها الحالية قبل أن تنتقل الرئاسة إلي دولة الأرجنتين العام المقبل. ويشارك في القمة دول "جنوب افريقيا. الصين. الأرجنتين. كندا. استراليا. النرويج. الولاياتالمتحدة الأمريكية. كوريا الجنوبية. اليابان. السنغال. فيتنام. الاتحاد الأوروبي. تركيا. اسبانيا. الهند. أندونيسيا. روسيا. المملكة المتحدة. البرازيل. هولندا. فرنسا. إيطاليا وغينيا" وقد اعتذر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبدالعزيز وتحدثت المستشارة الألمانية معه هاتفياً ولكن سيحضر وزير المالية السعودي نائباً عنه. وتعقد القمة في هذه المدينة الساحلية وسط إجراءات أمنية مشددة وفي ظل دعوات متتالية من أجل الاهتمام بقضية الجوع في العالم فقد دعت منظمة "فيلت هوتجر هيلفا" الألمانية لمكافحة الجوع في العالم إلي عدم تجاهل مكافحة الفقر والجوع بافريقيا. وطبقاً لبيانات الأممالمتحدة هناك أكثر من 20 مليون شخص مهددون بالجوع بسبب التزامات والجفاف في نيجيريا وجنوب السودان والصومال واليمن. وصرحت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل قبل انعقاد القمة وجود عالم متعدد الأقطاب يضم مراكز كثيرة وأساليب تنمية مختلفة وقالت ميركل أنه ليس من الضروري أن تكون الدول الصناعية بالعالم الغربي مثالاً يحتذي به بالنسبة لمناطق أخري في العالم. وأضافت ميركل في رسالة عبر الفيديو أن الدول الناشئة مثل الصين والهند تدرك بأن المرء يضر نفسه بنفسه إذا اتخذ نهج التطوير ذاته الذي اتخذناه مشيرة إلي أن تطوير العالم لن يكون بالتأكيد مستمراً وشاملاً إذا لم نغير ما نقوم بعمله. ويترقب العالم ما ستسفر عنه اجتماعات قمة العشرين في ضوء التغييرات الجديدة علي الساحة الدولية خاصة تداعيات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمواقف الأمريكية الجديدة إزاء القضايا الدولية مثل التغييرات المناخية والتعاون عبر الأطلسي والناتو ودور الأممالمتحدة ومكافحة الإرهاب والأزمة الأوكرانية والتطورات السياسية بالشرق الأوسط. ويقوم بتغطية القمة أكثر من 400 صحفي محلي وعالمي. وذكرت مصادر ل "الجمهورية" أنه ستقام مساء اليوم حفلة موسيقية للترويح عن المجتمعين تسبقها مأدبة عشاء تقيمها ميركل لضيوف القمة وأزواجهم. وتنشر السلطات نحو 20 ألف شرطي. ومعهم كلاب بوليسية وخيول وطائرات هليكوبتر للتعامل مع عشرات الآلاف المحتجين المتوقع احتشادهم في هامبورج. تحولت أجزاء من هامبورج إلي ما يشه الحصن أو القلعة. وفرض نطاقان أمنيان حول منطقة أرض المعارض في مدينة هامبورج والتي تشهد فعاليات قمة العشرين.. وتشهد القاعات والردهات هناك حراسة مشددة علي مدار الساعة لحمايتها.. إجراءات أمنية غير اعتيادية فرضت لسلامة الزعماء قمة العشرين تعزل هامبورج عن العالم. فيما يشهد العالم تفاقم مشكلات جيوسياسية خطيرة. من الخلافات بين ضفتي الأطلسي إلي تهديدات كوريا الشمالية النووية وفي الوقت نفسه الصين تؤكد في مجلس الأمن رفضها الخيار العسكري ضد كوريا الشمالية بينما تدعو واشنطن وباريس لتشديد العقوبات علي كوريا الشمالية وموسكو ترفض. جاءت قمة مجموعة العشرين في وقت عادت فيه مسألة الهجرة غير الشرعية إلي المربع الأول في الأجندة الأوروبية. إذا أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن عدد المهاجرين الذين دخلوا أراضي القارة العجوز عبر مياه البحر الأبيض المتوسط منذ بداية العام الجاري تجاوز 100 ألف مهاجر. استضافت إيطاليا 85% منهم. يأتي هذا في الوقت الذي يستعد فيه الآلاف للخروج في شوارع هامبورج بألمانيا علي مدار اليوم. وغداً للاحتجاج ضد الرؤساء الأمريكي والروسي والتركي الذين يزورون المدينة الألمانية لحضور قمة مجموعة العشرين. وحث صندوق النقد الدولي زعماء مجموعة العشرين للاقتصادات الكبري في العالم علي تفادي السياسات "القصيرة النظر" التي تركز فقط علي المصلحة الوطنية والعمل سوياً في المنتديات المتفق عليها لحل خلافاتهم التجارية والاقتصادية كما يفعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يذكر أن مجموعة العشرين تمثل ثلثي التجارة الدولية وثلثي البشر وتملك 90% من الثروات الخام في العالم.. فهي إذا تجمع اقتصادي خاص بالكبار فقط. والسعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي تستحق المشاركة فيه. وهذه المجموعة تأسست قبل سبعة عشر عاماً للتشاور حيال الأزمات المالية العالمية وتضم عشرين دولة كبيرة أبرزها أمريكا والصين واليابانوبريطانياوروسيا والاتحاد الأوروبي.. ومن الدول الإسلامية تركيا واندويسيا.. ومن الدول العربية السعودية فقط. وتهدف المجموعة إلي التفاهم حيال الأزمات الاقتصادية وتعزيز الاستقرار المالي العالمي وخلق فرص حوار بين البلدان الصناعية والبلدان الناشئة. وقد تمكنت بالفعل من الاتفاق علي عدد من القضايا المهمة مثل اتفاقيات سياسات النمو والحد من سوء استخدام الأنظمة المالية والتعامل مع أزمات الانهيار الاقتصادي والتصدي لأساليب تمويل الإرهاب ومكافحة غسيل الأموال.