واضح ان الحكومة مصرة علي اقتحام صناعة السيارات من خلال استراتيجية واضحة المعالم ومنظومة متكاملة من أجل التصنيع وليس التجميع كما كان يحدث في الماضي حيث بلغت مجموعة المصانع "الدكاكين" المجمعة للسيارات ما يقرب من 18 مصنعاً تقوم بتجميع بعض الموديلات للشركات المختلفة لا ترقي للانتاج الاقتصادي من قريب أو بعيد ليظل الوضع كما هو عليه منذ عام 1980 وبدء انشاء مصانع لتجميع عدد من الموديلات للشركات العالمية بمكونات محلية لا تزيد علي 45% من مكون السيارة ليبقي الحال كما هو عليه لسنوات وسنوات ولم تحدث أي انفراجة في هذا القطاع الهام. الانتاج لا يزيد عن 100 ألف سيارة ملاكي لكل الشركات المجمعة بخلاف بقية السيارات الأخري حتي ان بعض المصانع توقفت تماما عن الانتاج حتي التصنيع لحساب الغير شبه متوقف بسبب ارتفاع أسعار السيارات عقب تحرير أسعار الصرف منذ عدة شهور والسوق يعاني الأمرين بسبب تراجع المبيعات. من الضروري التوجه الجديد للحكومة إلي التصنيع وليس التجميع كما هو الحال حاليا. المباحثات التي أجراها المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة في الصين علي هامش اجتماعات مبادرة الحزام والطريق والتي حضرها عدد من رؤساء الدول منهم الرئيس الروسي بوتين والتي القي فيها المهندس طارق قابيل رئيس الوفد المصري كلمة مصر في هذا المحفل الدولي وذلك للاستفادة من الاتفاقات الثنائية والثلاثية ومتعددة الأطراف كمنطقة حرة مع افريقيا والدول العربية. التقي المهندس قابيل برؤساء كبريات الشركات الصينية حيث أكد الجميع رغبتهم الجادة في الاستثمار في مصر ومن هذه الشركات رؤساء شركات السيارات العالمية الصينية حيث أكد الجميع رغبة شديدة في التواجد بقوة في مصر..اللقاءات كانت ايجابية ومشجعة حيث أعربت شركة هادتاي موتورز لصناعة السيارات والصناعات المصرية اعتزامها تنفيذ مشروع صناعي في مصر في المرحلة القادمة وضخ استثمارات تصل مليار دولار في مجال انتاج السيارات والصناعات المغذية والاستفادة من موقع مصر في الوصول للعديد من الأسواق التصديرية. قابيل ركز علي قضية التصنيع وليس التجميع حيث ترحب الحكومة بكافة الاستثمارات في هذا المجال وليس التجميع خاصة في ظل توجه الحكومة نحو اقامة صناعة حقيقية للسيارات قائمة علي تعميق التصنيع وزيادة نسبة المكون المحلي في ظل توافر كافة الحوافز المزايا المشجعة لاقامة هذه الصناعة الحيوية وانتاج سيارة وفقا للأسعار العالمية للسوق المحلي والتصدير. كما التقي الوزير في هذا الاتجاه أيضا رئيس شركة جاك الصينية والتي تعد من أهم الشركات الصينية المنتجة للسيارات حيث تحتل المرتبة ال 303 علي مستوي 500 شركة في العالم ويصل حجم مبيعاتها 40 مليار دولار سنويا كما تم دعوة مسئولي الشركة لزيارة مصر للوقوف علي الفرص المتاحة في السوق المصري. الجانب الصيني في كل اجتماعاته مع الجانب المصري أكدوا ان مصر تمثل أحد أهم الدول المحورية والصديقة للصين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا كما ان موقع مصر الفريد يجعلها أحد الركائز الأساسية في مبادرة الحزام والطريق وهو ما سيسهم في تنمية وتعزيز أطر التعاون الاقتصادي بين البلدين المرحلة المقبلة كما ان المنطقة الصناعية شمال غرب خليج السويس تمثل أحد 10 مناطق صناعية صينية في القارة الأفريقية وتعد الأفضل بين كافة المناطق لموقعها المتميز وتوافر آليات النفاذ للعديد من الأسواق في مختلف دول العالم من خلال منظومة الاتفاقيات التجارية المرتبطة بها مع مصر ونعم الصينيون قادمون وبقوة ولكن هذا استغرق وقتا طويلا منذ سنوات ونحن نعلم لوجود المنطقة الصينية غرب خليج السويس ولكن التنمية فيها تسير ببطء ليه مش عارف.