أعلن وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل أن القاهرة ستستضيف خلال الشهور القليلة المقبلة الاجتماع الثالث للجنة المصرية الصينية المشتركة لرفع القدرات الإنتاجية على مستوى الخبراء بهدف مراجعة موقف المشروعات ذات الأولوية، والتي يبلغ عددها 18 مشروعاً في مجالات الطاقة والنقل والصناعة. جاء ذلك خلال جلسة المباحثات الموسعة التي عقدها الوزير مع نينج جى شى نائب رئيس لجنة الإصلاح والتنمية الصيني والتي تناولت موقف الاستثمارات المشتركة بين البلدين في ضوء تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الوزاري الأول للجنة والذي عقد في العاصمة الصينيةبكين شهر يوليو الماضى. وقال الوزير في بيان له اليوم إن مصر حققت العديد من الإنجازات على طريق الإصلاح الاقتصادى وهو ما أسهم في تحسين بيئة ومناخ الأعمال في مصر، مؤكدا أن هذا هو الوقت المناسب لزيادة الاستثمارات الصينية في مصر خاصة في ظل مبادرة الحزام و الطريق والتي تتبنى من خلالها الصين ضخ 150 مليار دولار في الدول المطلة على الطريق. وأشار قابيل الى أهمية تنفيذ المشروعات ذات الأولوية والتي تم تحديدها حيث تم تنفيذ بعض من هذه المشروعات خاصة فيما يتعلق بقطاع الكهرباء بينما هناك عدد من المشروعات لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن، مؤكدا أن زيادة الاستثمارات الصينية في مصر سيسهم في علاج الخلل الحالي في الميزان التجارى بين البلدين. وقال وزير التجارة والصناعة إنه تم الاتفاق على وضع آلية سريعة لمتابعة تنفيذ المشروعات بين وزارة التجارة المصرية ولجنة الإصلاح والتنمية الصينية بهدف تذليل العقبات أمام بدء تنفيذ هذه المشروعات والتي ستسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين خاصة في ظل دعم كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شى جين بينج للشراكة الاستراتيجية بين البلدين. من جانبه أكد نينج جي شى نائب رئيس لجنة الإصلاح والتنمية الصينى أن مصر تمثل أحد أهم الدول المحورية والصديقة للصين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مشيرا إلى أن موقع مصر الفريد يجعلها أحد الركائز الأساسية في مبادرة الحزام والطريق وهو ما سيسهم في تنمية وتعزيز أطر التعاون الاقتصادى بين البلدين خلال المرحلة المقبلة. وقال شي" إن المنطقة الصناعية الصينية بشمال غرب خليج السويس تمثل أحد 10 مناطق صناعية صينية في القارة الأفريقية، مؤكدا أنها تعد الأفضل بين المناطق كافة لموقعها الجغرافى المتميز ولتوافر آليات النفاذ إلى العديد من الأسواق في مختلف دول العالم من خلال منظومة الاتفاقيات التجارية المرتبطة بها مصر مع العديد من الأسواق والتكتلات الدولية". وأشار إلى أن مصر تعد من أهم المقاصد السياحية أمام السائح الصينى، متوقعاً أن تشهد المرحلة المقبلة زيادة في تدفق السياحة الصينية إلى مصر. وقبيل مغادرته العاصمة الصينيةبكين أجرى المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة سلسلة لقاءات مكثفة مع عدد من كبرى الشركات العاملة فى مجال إنتاج السيارات والصناعات المغذية لها والأحذية الرياضية وذلك بمقر المكتب التجاري المصري ببكين، والتقى بجيفرى شانج نائب رئيس شركة هاوتاى موتورز العاملة فى مجال صناعة السيارات ومكوناتها وتم استعراض المشروعات التى تعتزم الشركة تنفيذها فى السوق المصرى خلال المرحلة المقبلة . وقال الوزير إن الشركة أعربت عن رغبتها في الاستثمار في مصر من خلال ضخ استثمارات تصل إلى ما يقرب من مليار دولار في مجال إنتاج السيارات والصناعات المغذية لها والاستفادة من موقع مصر في الوصول الى العديد من الأسواق التصديرية وعلى رأسها السوق الافريقي. وأكد ترحيب مصر بالاستثمارات كافة في مجال صناعة السيارات وليس التجميع خاصة في ظل التوجه الحالي للحكومة نحو إقامة صناعة سيارات حقيقية قائمة على تعميق هذه الصناعة وزيادة نسبة المكون المحلى خاصة في ظل توافر الحوافز والمزايا المشجعة لاقامة هذه الصناعة الحيوية. وأشار قابيل إلى أنه تم الاتفاق مع الشركة على زيارة مصر قريبا وإعداد دراسة شاملة للمشروعات التي ترغب في إقامتها سواء في المنطقة الاقتصادية الخاصة بقناة السويس أو في أى منطقة أخرى. كما التقى قابيل ستيفن وانج نائب رئيس مجموعة جاك للسيارات والتي تعد من أهم الشركات الصينية المنتجة للسيارات حيث تحتل المرتبة 303 ضمن افضل 500 شركة منتجة للسيارات على مستوى العالم وتصل حجم مبيعاتها الى نحو 40 مليار دولار. وأوضح الوزير أن الشركة عبرت عن رغبتها في إقامة مصنع لتوسيع حجم استثماراتها في القارة الافريقية، مشيرا إلى أنه تم دعوة الشركة لزيارة مصر للوقوف على الفرص المتاحة في السوق المصري. كما تضمنت لقاءات الوزير لقاء مع ممثلى شركة بيك سبورت برودكت الصينية المنتجة للملابس والأحذية الرياضية والتى تعد من أشهر الماركات الرياضية سواء فى الصين او خارجها حيث تصدر منتجاتها لأكثر من 80 دولة حول العالم واستعرض الجانبان إمكانية انشاء مشروع جديد للشركة بالسوق المصرى لانتاج الاحذية الرياضية خلال المرحلة المقبلة . واشار الوزير خلال اللقاء الى اهمية تواجد الشركة فى السوق المصرى خلال هذه المرحلة خاصة فى ظل قرب الانتهاء من انشاء أول مدينة متخصصة للجلود بمصر بمنطقة الروبيكى والتى ستجعل من مصر محور ارتكاز مهم لصناعة الجلود فى منطقة الشرق الاوسط وافريقيا ، مبينا أن صناعة الجلود فى مصر تعد من الصناعات المتميزة والتى تمتلك فيها مصر مزايا تنافسية عديدة فتتوافر المنتجات الجلدية كافة فيما عدا الاحذية الرياضية ولذا فان تواجد الشركة الصينية فى مصر لتصنيع منتجاتها سيعطيها العديد من المزايا سواء لتلبية احتياجات السوق المحلى او من خلال التصدير للدول المرتبطة مع مصر باتفاقيات تجارية وتضم ما يقرب من 1.6 مليار مستهلك.