يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي ستعقد بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء الدول العربية والإسلامية في الرياض اليوم. ويلقي الرئيس أمام القمة كلمة يستعرض خلالها الرؤية المصرية لصياغة استراتيجية شاملة لمواجهة خطر الإرهاب من خلال تكثيف الجهود الدولية الساعية لوقف تمويل المنظمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين وتوفير الملاذ الآمن. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد وصل أمس إلي العاصمة السعودية الرياض في زيارة تستغرق يومين للمشاركة في أعمال القمة. وقال علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس سيعقد خلال تواجده بالرياض عدداً من اللقاءات الثنائية مع بعض قادة الدول والحكومات المشاركين بالقمة. للتباحث حول سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية مع هذه الدول ومناقشة إمكانات وفرص التعاون المتاحة في مختلف المجالات وكيفية تفعيلها بما يحقق المصالح المشتركة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصل - صباح أمس - إلي الرياض في زيارة رسمية للمملكة تستمر يومين. وكان في مقدمة مستقبلي الرئيس ترامب بمطار الملك خالد الدولي. العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. ووقع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس عددا من الاتفاقيات العسكرية والتجارية. كما وقع الملك سلمان والرئيس ترامب الرؤية الاستراتيجية بين البلدين. ومن جانبه ثمن وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس. جهود المملكة العربية السعودية في التحضير لقمم الرياض "القمة السعودية الأمريكية. القمة الخليجية الأمريكية. والقمة العربية الإسلامية الأمريكية". والاستعدادات المتخذة في وقت قصير للتحضير لهذه الأعمال التي تشهد حضورا واسعا من الشركات والأفراد. مما يعكس مدي القدرات الإدارية الفاعلة التي سيكون لها دور فاعل في تحقيق أهداف رؤية المملكة .2030 وبين روس في كلمة ألقاها خلال أعمال منتدي الرؤساء التنفيذيين السعودي الأمريكي والتي نقلتها وكالة الأنباء السعودية "واس" المنعقد في الرياض اليوم. أن اختيار شعار "العزم يجمعنا". للقمة السعودية الأمريكية. يجسد هذا الحدث الضخم الذي تحتضنه المملكة. وأكد وزير التجارة الأمريكي. تطابق توجهات المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية في مختلف المجالات علي مستوي القطاعين الحكومي والأعمال. بما يؤسس لعلاقة طويلة الأمد بين الطرفين. وقالت شركة "جنرال الكتريك" الأمريكية أمس إنها قامت بتوقيع اتفاق بلغت قيمته 15 مليار دولار مع السعودية كجزء من تنويع المملكة لاقتصادها بعيدا عن البترول. وأضافت الشركة - في بيان رسمي - أن الاتفاق جري توقيعه في حضور العديد من رجال الأعمال الأمريكيين ونظرائهم السعوديين في إطار الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة. وتتضمن الاتفاقية 7 مليارات دولار بضائع وخدمات من الشركة للسعودية. وتتنوع بين معدات لقطاع الرعاية الصحية بالإضافة إلي البترول والغاز والتعدين. وذكرت الشركة أن الاتفاقيات تضمنت - أيضا - بعضا من مذكرات التفاهم والتي تحتاج إلي اتفاقيات أخري قبل أن تصبح سارية المفعول. ومن بين الاتفاقيات - أيضا - توريد معدات تقنية رقمية أكثر فعالية لعمليات شركة "أرامكو" السعودية. والتي تصل إلي أكثر من 4 مليارات دولار تساعد في تحسين الإنتاج لشركة "أرامكو". إضافة إلي اتفاقيات أخري للتعاون في مجال البحث والتدريب. وفق البيان. والجولة شرق أوسطية التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمملكة العربية السعودية في أولي جولاته الخارجية كرئيس تعد من التواريخ الهامة في التاريخ والتي ستبقي ذات دلالة في مسيرة العلاقات العربية الإسلامية الأمريكية. حيث تكشف عن إدراك استراتيجي أمريكي للوضع الراهن في المنطقة. وتمثل فرصة تسمح للإدارة الأمريكية الجديدة بمواصلة السياسات التي تساعد علي تعزيز قوتها. زيارة لها أهمية استثنائية لما تدل عليه من أن الإدارة الأمريكية لا تتفهم القضايا الأساسية في الشرق الأوسط فحسب وإنما تسعي إلي تعزيز الشراكة الأمنية مع الدول العربية والإسلامية وتدعم جهود السلام. أحد أهداف هذه الزيارة هو البدء في بناء أساس جديد للتعاون بين ثلاث من أبرز الديانات في العالم وتوحيدها لمكافحة الإرهاب والتعصب والعنف وتعكس الزيارة سعي ترامب الحثيث نحو بناء جسور التعاون من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف باسم الدين وتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. وذلك في إطار استراتيجية يحاول ترسيخ دعائمها للتواصل بين الأديان والتصدي للتطرف. "العزم يجمعنا" كان شعار اللافتات التي زينت شوارع الرياض ترحيبا بالضيف. والحفاوة التي استقبل بها الرئيس الأمريكي والوفد المرافق جاءت احتفاء ببدء مرحلة جديدة من العلاقات السعودية الأمريكية. والتي شكلت فيها زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لواشنطن ولقاؤه مع ترامب نقلة في شكلها وطبيعتها وساهمت في توكيدها. وتستهدف الزيارة قراءة جديدة للأحداث في المنطقة في إطار مرتكز أمني استراتيجي يتمثل في الدعوة إلي تشكيل حلف دفاعي إقليمي شرق أوسطي لمواجهة التهديد فيما يطلق عليه صفقة القرن التي يتحدث عنها ترامب. والمشروعات التي سيتحاور حولها مع قادة السعودية والخليج والدول الإسلامية والعربية. وتعقد اليوم قمة عربية إسلامية أمريكية موسعة في الرياض تضم أغلب قادة الدول الإسلامية وفي مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسي. تحاول واشنطن من خلالها استعادة الثقة الاستراتيجية والعمل علي استيعاب قدر هائل من العمل لتعزيز التحالفات وتقاسم الأعباء حول القضايا الأمنية. وتبقي السعودية من أهم الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدةالأمريكية في المنطقة. فالعلاقات السعودية الأمريكية قامت منذ عقود علي المصالح المشتركة علي كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية. وشهدت حالة من التباعد السياسي خلال الفترة الثانية لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما نتيجة لسياساته تجاه قضايا المنطقة. خاصة الموقف من إيران. وتسبب قانون جاستا والموقف الأمريكي من الأزمة السورية في توتر العلاقات. وإن ظلت العلاقات الاستراتيجية مستمرة علي المستوي الأمني والتعاون في مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري وشراء صفقات السلاح. إضافة إلي التعاون الاقتصادي. حيث تسعي الإدارة الأمريكية الجديدة إلي استعادة دورها المحوري في العالم عبر إنعاش العلاقات الأمريكية - العربية الإسلامية عبر تحالفات جديدة وأخري قديمة ستبقي عليها أمريكا في سياستها الخارجية فمقاطعة حليف قديم والبحث عن حليف جديد ليس بالأمر السهل. سيحاول الرئيس الأمريكي جاهدا عبور النقاط الشائكة في الملفات المطروحة للنقاش علي القمم الثلاث التي تحتضنها الرياض خلال الساعات المقبلة تصميما منه علي إعادة الالتزام بالتحالف القديم الذي يوفر الاستقرار في المنطقة. حيث يزور ترامب السعودية حاملا معه العديد من الملفات السياسية والاقتصادية. ويعد ملف الإرهاب ومواجهة الجماعات التكفيرية والإرهابية وتحديدا داعش من أهم الملفات التي سيتم تناولها بالبحث والمناقشة ثم تأتي ملفات سوريا وليبيا واليمن والعراق. كما سيحاول ترامب إعادة الحياة لمباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال زيارة لإسرائيل. والتأكيد علي أن حل القضية الفلسطينية هو مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإعادة مصداقية الدور الأمريكي كراع لعملية السلام.