أثارت تصريحات الدكتور طارق شوقي. وزير التربية والتعليم عن وجود توجه عام لإلغاء النظام الحالي المعمول به في المرحلة الثانوية. جدلاً واسعاً بين كافة الأوساط التعليمية وخبراء التعليم الذين اكدوا ان هذا التصور النظري بدون جدول زمني وليس بجديد ولا يمت للواقع الميداني بصلة مطالبين بضرورة الحفاظ علي تكافؤ الفرص بين الطلاب وضمان وجود آليات تحقق العدالة وعرض الأفكار للحوار المجتمعي مشيرين إلي ان هذه الأفكار ضمن توصيات مؤتمر التعليم عام .2008 اضافوا ان الطلاب أصبحوا حقلاً للتجارب بتطبيق نظام السنة الواحدة ثم السنتين ثم جعل النظام تراكمياً مثل الجامعات في أن يحصل الطالب علي مجموع تراكمي في الثانوية العامة بسنواتها الثلاث. مع إلغاء العلمي والأدبي مشيرين إلي امكانية تدخل المجاملات في اختبارات القدرات. أشاروا إلي أن تصريحات الوزير باحتساب النجاح في الثانوية علي ما يتحصله الطالب في الصف الأول والثاني والثالث. ليكون أمامه فرصة لتحسين مستواه إذا أخفق في أي سنة سيكون أيضاً زائداً علي كاهل أولياء الأمور ودعماً لمافيا الدروس الخصوصية وضغطاً نفسياً زائداً. وينص النظام أيضاً علي أن تكون مدة صلاحية شهادة الثانوية العامة 5 سنوات. يستطيع الطالب خلالها ان يتقدم إلي الجامعة في أي وقت وسيكون أمام الطالب ان يعمل أو يبحث أو يقوم بأي شيء خلال الخمس سنوات ثم يتقدم إلي الجامعة علي أن يتم تغيير التنسيق تماماً من خلال اختبارات قدرات وبنوك أسئلة مؤهلة لدخول الجامعة.. وأضاف وزير التعليم ان هذا لا يعني أن أبناء الكبار في الدولة هم فقط من سينجحون في هذه الاختبارات. كما يردد البعض من خلال الواسطة والمحسوبية. هذا لن يحدث. وللأسف الجميع يخشي ذلك. وهذا لن يحدث. كل شيء معمول حسابه كويس مشيراً إلي ان ازالة الضغوط عن الطلاب أول طرق الاستمتاع بالعلم!! أكد د. حسن شحاتة أستاذ المناهج بتربية عين شمس ان المطروح إطار نظري ليست فيه تفاصيل وتوقيتات زمنية من الصعب الحكم علي هذا الفكر النظري الذي لم يصل للواقع الميداني والعلمي لذلك لابد من الحوار المجتمعي وطرحه علي كليات التربية أيضاً حيث ان التسرع في التطبيق يؤدي إلي فشله ولا يجوز تطبيق فكر جديد ما لم يكن هناك قبول مجتمعي فنحن نفكر عالمياً ونطبق محلياً في ضوء ثقافة وطبيعة المجتمع.. أضاف ضرورة ان به مخصصات مالية لانجاح هذا التصور وإذا كانت الدولة غير قادرة علي توفير هذا الجزء المالي لابد من وجود تنوع لمصادر التمويل من رجال الأعمال والتبرعات حتي نستطيع النجاح في التطبيق.. قال د. مخلص محمود عميد كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة ان ما يحدث عبث بمعني الكلمة لأن الطلاب لا يجب ان يتم اللعب بعقولهم فجاء وزير وقام بعمل نظام ثانوية عام جديد لسنة واحدة ومن ثم تطبيق نظام البوكليت الذي فاجيء الجميع والآن يأتي الوزير الجديد ويقوم بعمل نظام الثلاث سنوات الذي سينتج عنه فشل من جميع النواحي سواء من الناحية الدراسية أو من الناحية المادية بالنسبة لأولياء الأمور ولهذا يجب وضع خطة من خبراء التربية والتعليم لتخفيف عبء الثانوية العامة التي أصبحت شبحاً يهدد الأسر المصرية..قال أحمد نهاد مدرس لغة انجليزية ان نظام الثانوية العامة الجديد يحتاج إلي العديد من الآليات من أجل تنفيذ هذه الفكرة التي تحتاج إلي استراتيجية دراسية جيدة بسبب ان كل وزير يأتي ويقوم بهدم منظومة التعليم ويجعل الطلاب "فئران تجارب" فالشعب تعود علي نظام السنة الواحدة لأنه يعد تخفيفاً لاعباء الدروس الخصوصية والآن ستتحول السنة الواحدة إلي ثلاث سنوات مما يعني وجود أزمة مالية لدي الأسرة المصرية.. أكد أحمد حجي مدير مشروع تطوير كليات التربية سابقاً ان هناك فرقاً بين استخدام نظام المجموع التراكمي في الجامعة واستخدامه في الثانوية العامة حيث ذلك سيضع رقبة الطالب تحت يد المدرس في المدرسة لأن المشكلة ليست فقط الدروس الخصوصية بل ان بعض أولياء الأمور قد يضطرون لدفع أموال للمدرسين نظير حصول أبنائهم علي درجات.. أشار إلي انه يجب وضع استراتيجية عامة للتعليم بداية من الروضة حتي التعليم الجامعي موضحاً ان اصلاح التعليم لن ينجح في ظل الظروف المحيطة به والمحبطة لأي محاولات للتطوير.. أضاف انه يجب النظر إلي أسباب فساد التعليم في مصر ولا نركز علي جهة واحدة فقط دون أخري حيث انه يجب مراعاة أحوال المعلمين اقتصادياً وزيادة مرتباتهم وتدريبهم علي أحدث طرق للتدريس وتطوير الأبنية التعليمية وتزويدها بالأدوات التي تساعد علي تطوير التعليم لمواكبة العصر وتخريج طالب صالح نفسياً ومهنياً.. أكد تامر محمد مدرس لغة عربية أننا لا نملك أي استراتيجية دراسية حول تطبيق هذا النظام الذي يشمل تغيير المنظومة بشكل كامل حيث سيتم إلغاء الشعب الداخلية كالأدبي والعلمي والاعتماد علي القدرات.. يتساءل كيف نعتمد علي القدرات ومعظم الطلاب يعتمدون علي الحفظ والتلقين فقط وليس اظهار الموهبة أو القدرات وأكثر دليل علي ذلك ان حصص الأنشطة ليست موجودة فمن أين سيأتي الطلاب بالإبداع أو الموهبة أو القدرات كما ان هذا النظام سيكون ثقيلاً علي الطلاب وأولياء الأمور؟!!