بعد سقوط أم خديجة المغربية أسطورة السحر والشعوذة والنصب بالفضائيات بدأت الدعوات لإعلان الحرب علي القنوات المشبوهة التي تغيب العقل والمنطقة والدين تحت دعوي جلب الحبيب ورد المطلقة وفك المربوط لابتزاز المطحونين. فوجئنا بعد أيام قليلة بظهور امبراطوريات جديدة في صورة إعلانات علي القنوات الفضائية وللأسف لم تفلح الإدارة العامة للآداب والأموال العامة ومباحث النصب في كشف هويات العصابات الجديدة لان البث يتم من قبرص وسلوفانيا بأسماء أشخاص وهميين. يقول محمد سلامة - مهندس - للأسف ظهرت فضائيات تبث عبر برامجها أفكاراً تدعو للسحر والشعوذة لتحقيق كل ما يريده المواطن والعجيب انها قنوات تبث هذه الافكار من الخارج لتغييب العقول مما يعني اننا أمام خطة محكمة لتدمير الشعب المصري والوطن العربي لتنفيذ أجندتهم الخارجية. ويؤكد مختار نجيب - باحث بمركز البحوث الزراعية - ان اقتحام القنوات الفضائية منازلنا هدفها تغييب العقول والاغراق في الخرافات وتأخر عجلة التقدم عبر بث اعلانات السحر والدجل والشعوذة ليلاً ونهاراً واهدار كثير من مواردنا المالية.. فقد أثبتت احدي الدراسات ان العرب ينفقون أكثر من 15 مليار دولار سنوياً علي الدجالين وبالتالي يجب مواجهة هذه القنوات عبر قنوات الدولة وعلماء الأزهر لبث روح الوعي الديني والفكري لعدم تصديق هؤلاء. ويري عادل محمد - موظف - ان السحر مذكور في القرآن ولابد من الايمان به دون الانسياق وراء خزعبلات الفضائيات التي تبث سمومها من الخارج كنوع من حروب الجيل الرابع وهو التلاعب بالعقول وتغييبها والعودة للجهل دون النظر للمستقبل والعمل من أجل غد أفضل. أما نهي عزيز - طالبة - فتروي قصة صديقتها من احدي الفضائيات والتي كانت تعتقد ان سبب تأخر زواجها قيام احدي جاراتها بعمل سحر لها فانساقت وراء أوهام الفضائيات واستنزفت الكثير من الأموال التي تقترضها من أقاربها دون طائل. ويتساءل كمال محمود - موظف بالسكة الحديد عن بث هذه القنوات الفضائية التي تهدد أمن البلاد عبر ما تبثه من اعلانات دجل وشعوذة بعد ان اقتحمت كل بيت مصري لتجد نفسك محاصر بين هذه الاعلانات الخرافية التي تعلن عن مشايخ لهم القدرة ان يفعلوا أي شيء والمقابل بالطبع مبالغ خيالية يحصلون عليها. ويطالب علاء أحمدعلي - موظف - بغلق تلك القنوات اللعينة لما تبثه من إعلانات تهدف لتشتيت العقول باللجوء للسحر والشعوذة في كل الأمور الحياتية مستغلين الفقر الذي نعيشه وقلة حيلة المواطنين في تحقيق أحلامهم من زواج وايجاد فرصة عمل وغير ذلك من الأمور اليومية لذا نجد الكثير من الفضائيات تنتهج خطة لتدمير العقول وايهامها مستهدفة الشباب وهنا يجب رصدها وتوقيع أقصي العقوبة علي أصحابها. أما محمد أيمن السيد - محاسب - فيتعجب من قيام الفضائيات بالبث من دول أوروبية أفكار السحر والدجل في الوقت الذي تنهض وتتقدم ولم تعمل بالسحر والشعوذة الذي تبثه عبر قنواتها ذات الأهداف المضللة وهنا لابد من الانتباه والتفكير في مخططاتهم التدميرية وهذا دور وسائل الإعلام المصرية لتوعية المواطنين خاصة الشباب اليائس. ويرجع أحمد صبحي عبدالمجيد - طالب - استغلال هذه الدول للظروف التي يعيشها الوطن العربي والبعد عن الدين والجري وراء أفكارهم الهدامة الذين لا يأخذون بها وكأنها أعدت خصيصاً للمصريين لتدمير العقول وللأسف ينساق ورائها السيدات وهنا لابد من وقفة وعلي الجهات المسئولة منع بث هذه الإعلانات التكفيرية لأن اللجوء للسحر كفر بالله عز وجل. من جانبه أكد جمال عبدالحميد - مدير إدارة التحريات بجهاز حماية المستهلك - استحالة السيطرة علي مثل هذه القنوات لانها تبث من أقمار قريبة من النايل سات تستخدم ترددات مماثلة تؤدي إلي بثها ومقرها غير موجود بمصر فمنها ما تبث من قبرص وسلوفينيا وغيرها من الدول مشيراً إلي ان الجهاز يحاول بالتعاون مع المنظمات الدولية وقف بث هذه الاعلانات المضللة وتم إحالة 16 قناة للنيابة العامة بتهمة الاعلانات المضللة وبث إعلانات الدجل والشعوذة. ويشير إلي ان الجهاز أبلغ وزارة الداخلية عن الاعلانات المضللة لاتخاذ اللازم تجاهها في حالة وجود بث من مقرات داخل مصر كما ان إدارة الاعلانات المضللة بالجهاز تمكنت من خلال المرصد الإعلامي رصد قيام قنوات فضائية مصرية بالترويج لبعض الدجالين بإدعاء قدرتهم علي القيام بأعمال دجل وشعوذة. في سبيل "زواج العانس ورد المطلقة. فك الحسر. علاج المس. الشفاء من جميع الأمراض. رد الغائب. جلب السارق" كما أن إدارة التحريات بالجهاز تمكنت من خلال استقطاب بعض أفراد هؤلاء الدجالين وتم إلقاء القبض عليه بمساعدة الشرطة. ويوضح الدكتور أحمد زارع أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر ان هناك بالفعل حملة موجهة من القنوات الفضائية التي تبث عبر القمر الصناعي من دول أوروبية هدفها تغييب العقول والوعي الديني وهي عبارة عن برامج وإعلانات عن أعمال السحر والشعوذة وتقريب الأزواج وحل مشاكل أسرية وغيرها وهي ظاهرة خطيرة جداً وموجهة بهدم هذه القيم والعقول وهدم ثوابت الأمة. وللأسف ينساق اليها الأميون والجاهلون فقط ولكن الكثير كذلك حملة الشهادات العليا لنقص الوعي الديني.. وأثبتت الاحصائيات والدراسات انفاق مليارات الجنيهات علي الدجالين وأصحاب أعمال السحر الذين ينتشرون علي الفضائيات. ولمواجهة هذا الفيض من اعلانات وبرامج الدجل التي تخرب العقول يجب علي تليفزيون الدولة وقنواته الرسمية الاستعانة بالعلماد ذوي الثقة والكوادر التي يحترمها المشاهدون لبث مواد اعلامية وبرامج هادفة لمعالجة هذه الظاهرة وتحصين المتلقي ضد هذه الدعاوي ووضعها في الاطار السليم لتكوين رأي عام مناهض لهذه الأفكار. ويري الدكتور جمال فرويز خبير نفسي ان قنوات السحر تزيد من تخلف أي شخص ينساق لأفكارها في ظل الانحدار الثقافي وتغييب العقول وعدم اعمال العقل في أمور حياته وكأننا نعيش عصور التخلف وليس الرقي.. ففي الستينيات نجد أننا عشنا سنوات من الرقي في التعامل واحترام الذات والآخرين والتدين لكن الآن للأسف نعيش عصر التخلف والجاهلية للبعد عن الدين وهذا ما شجع دول اتباع حرب ممنهجة لتدمير العقول كنوع من حروب الجيل الرابع مثل المخدرات حتي لا نعي ما يحدث حولنا. ويحذر الدكتور أحمد عشماوي أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر من خطورة الانسياق وراء ما تبثه هذه القنوات اللعينة من الترويج لأعمال السحر والشعوذة لأن الدجل والشعوذة مرض لعين لمن أصيب به ودمار لكل عقل وهو سلاح وسبيل مجموعات من الناس تظهر في كل زمان للضحك علي عقول الناس واستنزاف أموالهم وابتزازهم في أعراضهم بسبب البعد عن الدين وقلة الوعي الثقافي والذي ينظر إلي القرآن الكريم بجد أنه أشار الي هذه القضية الخطيرة وإلي سيطرة الدجالين علي الناس بأعمال السحر والشعوذة وأن الأكثرية من البشر كانت تصدق الخرافات قديما لأنهم كانوا يعيشون في عصر ظلمات وجهل وكان الدجالون هم من يحكمون العالم بمجرد ميلاد النبي عليه السلام أوصدت كل الأبواب ضدهم.. أما في الوقت الحالي فنجد اهتمام بعض الدول الأوروبية وبثهم لقنوات فضائية شغلها الشاغل قراءة الكف وقراءة النجوم والحظ والطالع للناس وتوجيهم إلي أشخاص معينة يرجون بأن لديهم قدرات خارقة في فك السحر وارجاع الزوج وتزويج العانس ورد المطلقة وغير ذلك من الدعايا الزائفة والمضللة والتي تنهك الناس ماديا وفكريا واننا في هذه الأيام وبهذه القنوات الفضائية لو صدقناها نكون قد عدنا إلي الوراء لآلاف السنين إلي أيام الجاهلية الأولي وذلك لبعد الناس عن المولي عز وجل واعتقادهم في الجن والدجالين وعلي المجتمع المصري مواجهة هذه الهجمات الشرسة بتحصين الناس بالوعي الثقافي وتقوية الوازع الديني من خلال علماء الأزهر والأوقاف واتاحة الفرصة لهم من خلال المنابر الإعلامية.