لا جدال ان العلاقة وثيقة بين "الوطن" و"التدين".. من هنا تكمن أهمية الإشادة بالتدين الحقيقي ويمكننا الحديث بشأن التدين بوجه عام سواء أكان حقيقياً أو شكلياً في حزمة من الأمور: ** الأول: لسنا بصدد التعميم في الحكم علي الأشياء أو تشخيص الداء أو وصف الدواء. لكن خشيتنا تكمن في زحف الاستسفاء المرفوض بخبث ودهاء رويدا رويدا ليتعاظم علي حساب "القاعدة السليمة" وهنا مكمن الخطر وأس الداء. ** الأمر الثاني: ان الدين مهما كان اسمه أو صفته التي تتربع في القلوب وتسيطر علي النفوس وتستهوي العقول المستنيرة وترسم للأفراد ومن ثم للأمم السلوك والطريق والمنهاج.. انه الضمير والضمير هو عنوان الحق وهو ميزان العدل وهو مقياس الحكم وهو منبع الصدق وهو أخيراً جوهر الدين. أي دين وان لم نجد عاطفة الضمير فلم نجد دينا ولا إيمانا مهما شاهدنا من معابد ومهما رأينا من متعبدين.. هكذا يؤكد المؤرخ الاغريقي "بلوتارك". ** الأمر الثالث: من قناعات العديد من فلاسفة الاغريق انه من الممكن أن نجد مدينة بلا أسوار وبلا نظام وبلا قانون وبلا ثقافة وبلا فن وبلا رياضة لكن لا يمكن أن نجد مدينة من غير دين. ** الأمر الرابع: ان التدين في جوهره بحسب د. محمود حمدي زقزوق سر بين العبد وربه لا يطلع عليه إلا الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وهناك كثير من الناس متدينون يحسبهم المهتم بالمظاهر الشكلية بعيدين عن الدين لأنهم يعيشون حياتهم علي نحو عادي في ملبسهم ومطعمهم ومسكنهم ولكنهم لا يؤذون أحداً وملتزمون بواجباتهم الدينية دون إعلان ولكن مازلنا مع د. زقزوق هناك فريق من الناس من الجاهلين حقيقة بحقيقة الدين يعتبرون أنفسهم متدينين لتمسكهم الظاهر بأمور شكلية لا صلة لها بجوهر الدين وحرصهم الشديد علي أن يضفوا علي أنفسهم جوا مظهريا يوحي بالتدين. فاللحية تطول إلي أقصي حد و.. "انتهي الاقتباس" ولا تعليق.. والحديث يتواصل.