1⁄41⁄4 عقب إعلان تشكيل المجلس الأعلي للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة وحلفهم اليمين القانونية أمام مجلس النواب وأمام الرغبة الجارفة من جانبهم في ممارسة صلاحياتهم الجديدة ومهام عملهم كانت الحاجة ملحة للاجتماع الأول التمهيدي والذي لم يحمل صفة الرسمية ولكنه كان اجتماعاً للتعارف ومناقشة القوانين الخاصة بالمجالس وبصفة خاصة المجلس الأعلي للإعلام الذي التقي رئيسه مكرم محمد أحمد وعدداً كبيراً من أعضائه في اجتماع بوكالة صوت القاهرة التابعة لشركة صوت القاهرة بالدقي بعد أن كانت النية تتجه لأن يكون الاجتماع داخل مبني ماسبيرو وبصفة خاصة بالدور التاسع وهو الدور المخصص لوزارة الإعلام ولكن فوجئ أعضاء المجلس الأعلي بأن حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام يجلس في هذا المكتب ومن هنا نشأ الخلاف الأول بين المجلس الأعلي للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام علي المكان الذي سيدير كل منهما شئونه. 1⁄41⁄4 والحقيقة ان هذا الخلاف لا داعي له اطلاقاً وهو محسوم خاصة إذا عدنا للتاريخ فالمعروف ان الدور التاسع بماسبيرو هو المخصص لمكتب وزير الإعلام الذي يدير شئون الإعلام المصري كله خاص وعام ويتدخل في ترشيحات رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية وهو ما يحاكي دور المجلس الأعلي للإعلام لأن مع الاختلاف في آليات وطبيعة المهمة وكان رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون يدير شئونه في الدور الثامن وطبيعي مع إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام تم إلغاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ليحل محلها وبالتالي من الطبيعي أن يدير شئونها من نفس المكان المخصصص لرئيس الإذاعة والتليفزيون بالدور الثامن وبالتالي الخلاف محسوم ولا داعي للنزاع علي المكان خاصة ان المهام الملقاة علي عاتق هذه المجالس أكبر بكثير من مشكلة مكان الإدارة. 1⁄41⁄4 وقد أرجع البعض سبب سوء التفاهم هذا إلي أن الإعلامية صفاء حجازي كانت تدير شئونها من مكتب وزير الإعلام بالدور التاسع رغم انه لم يكن لها الحق في ذلك لأن مكتب رئيس الاتحاد في الدور الثامن وعندما تولي حسين زين الهيئة الوطنية للإعلام ذهب إلي المكتب الذي تدير فيه صفاء مهامها بالدور التاسع ومن هنا نشأ الخلاف الذي أتوقع أن يزول سريعاً خاصة ان الاجتماع الرسمي الأول للمجلس الأعلي للإعلام سيعقد غداً وهو البداية الحقيقية لمعركة إعادة تنظيم وهيكلة الإعلام المصري بشكل عام من تليفزيون وقنوات خاصة ومهمة. وهي الخطوة التي انتظرناها طويلاً لوضع حد للنزيف داخل تلك المؤسسات الإعلامية واخراجها من عثراتها المالية والإدارية التي أدت إلي تخلفها ومحاصرتها بالمشاكل. 1⁄41⁄4 وأمام الهيئات الثلاث معركة شديدة الوطيس لإعادة بناء وترميم المؤسسات بشكل يضمن لها سبل انطلاقها وتقدمها لتدار بشكل اقتصادي صحيح بعد الأزمات والديون المتراكمة الفكر الجديد يدقق في اختيار المسئولين لتلك المؤسسات ليستمر من يثبت نجاحه ويغادر من يفشل فلم يعد هناك وقت للتعامل بمنطق الموظفين وعلي الدولة أن تدفع فاتورة الفشل فهذا المنطق لا يصنع إعلاماً مهنياً يقدم خدمة حقيقية للمواطن ولكن لابد من قرارات حاسمة تضع تلك المؤسسات علي بداية الطريق الصحيح نحو إعلام مختلف. 1⁄41⁄4 أمام تلك الهيئات تنقية الساحة الإعلامية من قنوات بير السلم مجهولة المصدر والهوية وإعلاميين لا يفقهون شيئاً في الإعلام بل وخلوه بالصدفة بعد أن تحولت مهنة الإعلام إلي مهنة من لا مهنة له فرأينا السباك والحلاق إعلامياً في قنوات تعتمد عليهم لابتزاز المواطنين وقنوات أخري تنشر الدجل والشعوذة والفتنة وتسرق الأفلام من دور العرض لتعرضها دون احترام لحقوق الملكية وغيرها من المشكلات التي أرقت الإعلام المصري وآن الأوان أن نجد حلولاً.. فهل يمكن أن يتحقق ذلك؟! 1⁄41⁄4 دار التحرير تزخر بالكفاءات من الصحفيين وغيرهم ولكن للأسف لا يجيدون الترويج لأنفسهم كغيرهم من المؤسسات الأخري وهو ما أدي لخروجها صفر اليدين من تشكيل تلك الهيئات ولكن لا تحزنوا من هذا التجاهل.. فقط تعلموا الدرس وأوعوه جيداً.