الإنسان الغني عنده فرصة كبيرة للسعادة. بشرط ان يعرف كيف يستغلها بل ويحافظ علي النعمة التي اعطاها الله له. والفقير هو ذلك الإنسان الذي يفتقر إلي لوازم الحياة الاساسية من مأكل مسكن ملبس ويهبط تحت اسم متشرد. وكثير من الناس يبعدون عنه ولا يحبون الحديث معه خوفا من السؤال. ولكن تصبح الأمور أكثر تعقيدا عندما يعيش الإنسان المرحلتين الغني ثم الفقر وما اصعب ذلك الشعور. قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: "ارحموا من الناس ثلاثة: عزيز قوم ذل. وغني قوم افتقر. وعالما ضاع بين الجهال" وصاحبة هذه الرسالة عاشت هذه التجربة المؤلمة. لميس مصطفي ابراهيم تبلغ من العمر 30 عاما. عاشت في بداية حياتها في أمان واستقرار مادي ومعنوي ولكن للأسف لم يستمر الوضع كما هو بل تبدلت حياتها تماما.. وسوف احكي لكم هذه القصة المؤلمة. تقول لميس: كان والدي رحمة الله عليه تاجرا كبيرا مشهورا وكان ميسور الحال. ولكنه كان حزينا بسبب عدم انجابه للبنين. حيث انجب من والدتي 4 بنات وانا اصغرهن واضطر للزواج من أخري اعتقادا منه في انجاب ولد يرث كل ما يملك. وكان ذلك دون علم والدتي واخذ والدي فيلا بجوارنا لزوجته الثانية وانجب من زوجته الثانية بنتين ايضا. اضافت كان والدي يحبني اكثر من شقيقاتي لأنني كنت الصغري وكان يوفر لي كل مظاهر المتعة والحنان. وعندما تزوجت شقيقتي الكبري اقام لها فرحا في اكبر فنادق بمصر وايضا شقيقتي التي تليها تزوجت بنفس الطريقة. ولأنه تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن عاش والدي ظروفا صعبة للغاية بالعمل وتراجع ماديا وفي نفس الوقت جاء عريس لشقيقتي الثالثة وحاول والدي زواجها بنفس طريقة شقيقاتي حتي لا تشعر بفرق وتتأثر نفسيًا. واكملت لميس كلامها وقالت كل هذا كان يحدث دون علمنا وتعرض والدي إلي خسائر مالية فادحة قضت عليه واصيب بجلطة جعلته طريح الفراش وعلمنا سبب هذه الوعكة الصحية التي تعرض لها والدي وفي وسط احزاننا التي نعيشها ولأن "المصائب لا تأتي فرادي" علمت والدتي بزواج والدي واصيبت بالسكر والضغط وحياتنا تبدلت تماما وغيم عليها الحزن وبدأنا في بيع ما نملك حتي نستطيع الصرف علي علاج والدي لأن علاجه كبدنا مبالغ مالية باهظة.. وفجأة تركنا والدي نصارع الأمواج ووالدتي اصيبت بحالة نفسية سيئة للغاية واصبحت طريحة الفراش. كل هذا وقع فوق كاهلي لأن شقيقاتي لديهن اولاد واسر وكنت في ذلك الوقت ادرس في الفرقة الثالثة بالجامعة وحاولت جاهدة الانتهاء من دراستي حتي لا تقف عائقا في طريقي. وللأسف تركتني والدتي بعد ان كانت الأمل الوحيد لي في الدنيا.. وهنا بدأت حياتي في الانهيار أين أذهب وماذا افعل؟ وبعد فترة من الوقت تقدم لي عريس ووافقت برغم عدم توافقه معي حتي ينتشلني من الحياة البائسة التي اعيشها. بعت آخر ما أملك وهي الشقة التي تأويني حتي استطيع تلبية احتياجات الزواج.. وتزوجت ويا ليتني ما تزوجت حيث كان زواجا فاشلا بكل المعاني وانفصلت عنه بعد عام من الزواج واثمر هذا الزواج عن ولد هو قرة عيني ولكن توجد مأساة أين اذهب والآن اقعد عند شقيقتي ولكن تعلمون جيدا ان الإنسان ثقيل كل ما اطلبه هو وظيفة مناسبة وشقة ترحمني وتأويني من غدر الزمان فهل اجد استجابة لدي المسئولين وأهل الخير واصحاب القلوب الرحيمة بالوقوف بجانبي رحمة بي وبظروفي الأسرية الصعبة.