كل إنسان له أحلام وطموحات يتمنى أن تتحقق ولكن دائما يأتي الواقع بما لا تشتهي الأنفس وتتبدل الأحوال إلى الاسوأ هذا ما حدث مع سعاد الفتاة الريفية البسيطة التي تحولت حياتها إلى جحيم بعد زواجها من رحل يكبرها بسنوات. وسعاد كانت فتاة مثل أي فتاة، أو كما قالت أحلم بابن الحلال الذي يأتي يوما ليس علي حصان خيالي ليحملني إلي عالم الأحلام والحكايات الرومانسية ولكنني كنت أحلم بابن الحلال العادي الذي يوفر الحد الأدني من الستر فقد ولدت لأسرة فقيرة وأب كثير العيال أنهكته الأيام في رحلة من الصراع والشقاء يوميا من أجل لقمة العيش، وهذا جعلني أحلم بالرجل الذي ينتشلني من مستنقع الفقر الذي أحاطني بذل الحاجة منذ نعومة أظافري. وتضيف: لم يطل الوقت كثيرا بأحلامي العاجزة فقد تقدم لخطبتي رجل عن طريق والدته وكان يكبرني سنا وسبق له الزواج من غيري أكثر من مرة وفشلت كل زيجاته لأسباب لا أعلمها، حتي والدي لم يكلف نفسه عناء السؤال عنه مثل أي أب يتقدم عريس لخطبة ابنته، وعلي الرغم من أن العريس لم يكن هو الزوج المنتظر. من ناحية الشياكة والوجاهة، ولكن والدي رحب به وأمي لم تكن الدنيا تسعها من الفرحة، وفي يقيني أن ما أسعدهما ليس زواجي بقدر أن حملا ثقيلا قد انزاح عن كاهلهما بخروجي من البيت دون أن أكلفهما مشقة تجهيزي مثل أي عروسة فقد كان العريس جاهزا من كله ولم يطلب منهما غيري. وبالفعل تزوجت من العريس الذي يكبرني علي أمل أن يكون بزواجي منه انفراجة في حياتي البائسة ولكنها الأقدار لم تكن تريد لي شيئا من سعادة الستر التي حلمت بها فقد كان زوجي أشبه ب«التاجر الشاطر» والذي يمكنه شراء جارية له بسعر بخس من سوق النخاسة وبات حتما علي الجارية أن تكون تحت قدميه ليس لها دور في الحياة إلا ذل الخدمة بلا مقابل نهارا في بيته وليلا في فراشه حتي تمتلئ رجولته.. كان بخيلا إلي حد المرض بالكاد يعطيني نفقة الطعام يوما بيوم حتي عندما رزقنا الله عز وجل بولد وابنتين منه لم يتغير حاله حتي أنني ظننت أنه حزين أن أولاده جاءوا إلي الدنيا أو أنه لم يعبأ بأن يكون أبا في يوم من الأيام، حتي معاملته لهم كانت قاسية جدا وكأن نصيبهم من الحياة والعيشة البائسة فيها لم يختلف كثيرا عن نصيب أمهم في صباها، ولم أستطع العيش في هذه الحياة وأنا وأولادي أكثر من ذلك فقد كان وجود زوجي في حياتي مثل عدمه ولأول مرة استطعت أن أتخذ قرارا مصيريا وكان حتميا في حياتي بالانفصال عنه، كنت أظن أنني سوف أكافح وأتعذب كثيرا للحصول علي الطلاق، المفاجأة أنني فوجئت به بمجرد أن طلبت منه الطلاق قال لي الحمد لله «جات من عندك» وألقي عليّ يمين الطلاق بدم بارد وغادر حياتي إلي الأبد ولم ولن يعود واختفي وساعتها عرفت سر زيجاته الفاشلة وتأكدت من أنه مجرد من أي مشاعر إنسانية يعيش أسيرا لغرائزه الجنسية والتي هي مصدر سعادة له في فترة معينة، علاوة علي أوضاعه الشاذة معي ومع زوجاته، وتراه الآن يبحث عن فريسة جديدة ينال من براءتها وأنوثتها حتي يشبع رجولته ورغباته منها ثم يلقي بها بعزم ما لديه من قوة ويبحث عن غيرها، وأنا الآن قد أعياني البحث عنه للحصول علي نفقة لأولاده ورغم أني رفعت دعوي نفقة عليه بمحكمة الأحوال الشخصية بكفر الشيخ إلا انني وحتى هذه اللحظة لم أحصل على مليم منه.