نحن في مصر للأسف نعيش غرقي في فوضي المصطلحات من حيث الفهم والاستخدام وثمة مصطلحات كثيرة يتم التعامل معها بشكل خاطئ ومغلوط والإشكالية أن هذه الفوضي تتم في وجود معاهد الأكاديمية وبخاصة قسم النقد والدراما ومعظم الكليات التي تقوم بتدريس المسرح والأمثلة كثيرة منها "السينوغرافيا" حيث يتصور البعض أن مصمم الديكور هو الجدير باستخدام مصطلح "سينوغرافيا" وأحياناً يطلق علي مصمم الديكور مصمم السينوغرافيا وأيضاً يتصورون أن السينوغرافيا هي "الديكور والأزياء والاضاءة" وهذا الاعتقاد خاطئ جداً. لأن عناصر السينوغرافيا هي كل عناصر العمل المسرحي بما فيها النص واجمالاً "كل ما هو موجود علي خشبة المسرح يندرج تحت "مصطلح السينوغرافيا" أي أن السينوغرافيا عمل أصيل من عمل المخرج.. نأتي إلي الطامة والكارثة الكبري عند شيوع مصطلح "الدراماتورجيا" و"الدراماتورجي" وأستطيع أن أقول انه أحد أهم أسباب نكسة المسرح في مصر الآن ولكم أن تتخيلوا أن المصطلح أصبح مضغة في أبواق الجميع وأصبح "بقدرة قادر" الجميع يفهمون ويستخدمون ويلحقون بأسمائهم كلمة "دراماتورج" وهنا أسأل أين أنتم يا أساتذة النقد وأين أنتم أيها النقاد مما يحدث؟.. والسؤال ما الدراماتورجيا ومن هو الدراماتورجي؟.. كارثة تجد فلاناً يقول النص تأليف مثلاً توفيق الحكيم أو شكسبير. ثم دراماتورج فلان أو دراماتورج واخراج.. انها الكارثة أن يأتي فلان هذا مهما كان شأنه وغالباً ما يكون "عيل" بلا خبرات وبلا وجود وبلا تاريخ وبلا أعمال وهذا الأمر فيه من الخطورة ما يهدد الجسد المسرحي كله. فقد فتح الباب للسرقات وبكل بجاحة وأمام الجميع وكل المحاولات هي محض سرقات ومن هذا العبقري الذي يستطيع أن يكون "دراماتوجياً" لنص عربي أو مصري أو عالمي وماذا ستفعل بالنص كدراماتورجي؟.. أولاً هذا عبث وتشويه للنصوص والعرف النقد أو القانون النقدي يرفض تحويل أي نص راسخ من رؤية إلي رؤية أخري ويرفض الاضافة ويرفض إعادة إعداده وهل يعقل العبث في النصوص الراسخة. اذن عودة للاجابة عن سؤال الدراماتورجيا وهي عودة بناء النص من الناحية الحرفية والتقنية ومن هو الدراماتورجي. هو من يقوم باعادة تصويب وتصليح العيوب في النص المسرحي كلغة وكبناء درامي وحبكة وخلافه وهذا يتم فقط ايها البشر الأغبياء مع المؤلفين ليس الشباب وإنما المبتدئين. يتم أو يبدأ عمل الدراماتورجي مع المؤلف المبتدئ الذي ليس له خبرات سابقة في التأليف المسرحي والسؤال الأشد خطورة من هو الدراماتورجي؟.. هو أولاً الإنسان الموهوب الذي له خبرات في الكتابة المسرحية وخريج قسم الدراما والنقد ولكم أن تتخيلوا فقد كان يطلق في بداية ظهور المصطلح أن "الدراماتورجي هو مؤلف فاشل".. القضية جد خطيرة فجميع العروض المنتجة يسبقها كلمة إما دراماتورجي فلان أو دراماتورج واخراج وأحياناً يعهد للمهمة لممثل أو ممثلة بالعرض "الكارثة" كبري ومتشعبة في فوضي المصطلحات بعد غياب المؤلف المسرحي المفكر وتهميشه. أما لمصلحة المنصب أو لحساب السلطة إلي أن ظهر مصطلح "موت المؤلف المسرحي" وفي ظل الغياب والموت للمؤلف المسرحي ظهر "النبت الشيطاني" لكثير من المسميات مثل الدراماتورجي بكتابة مسرحية واعداد وهي كلمة قديمة كان لها شأن ورؤية درامية واخراج ومثل هذه المصطلحات مثل مصطلح "سيناريو مسرحي" وقد ظهر مع الملعون التجريبي الذي فرغ المسرح المصري من هويته وشخصيته ولكم أن تنظروا بنظرة ملية للعروض الموجودة و"التنزيط الفوسبكاوي" نري اننا في فرح "العمدة التزيطية" والمسرح في جوفه يحتضر ويعاني وسط الفضائح التي يشهدها في المهرجانات الدولية والعربية ويهللون عندما يعودون بشهادة تقدير.. القضية كبيرة وخطيرة في زمن العقل المسرحي الغائب ووجدانه المحمل بالأحزان؟!!..