الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية الأسبوع الماضي من أفضل وأنجح وأهم الزيارات التي قام بها رؤساء مصر السابقين كلهم إلي واشنطن في الماضي. حيث كانت هذه الزيارة من أطول الزيارات التي حظيت باهتمام عالمي كبير وشخصي من الرئيس ترامب ومن جميع الأوساط الأمريكية وعلي كافة المستويات وحققت نتائج إيجابية غير مسبوقة علي أرض الواقع مما سيساهم في دفع عجلة التنمية في مصر خلال المرحلة القادمة.. فما تحقق من نتائج علي المستوي السياسي والاقتصادي تركز علي دعم دور مصر في الحرب علي الإرهاب وتصحيح الموقف الأمريكي من الثورة المصرية وموقف القيادة الأمريكية الجديدة من الجماعات الإرهابية والإرهاب. حيث أكد الرئيس ترامب علي دعمه الكامل للشعب المصري ولبرنامج الإصلاحي الاقتصادي ودفع مسيرة التنمية الاقتصادية وتقديم كافة المساعدات لمصر لتستطيع تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي.. لذا فإن الزيارة التاريخية للرئيس السيسي لواشنطن هي بداية انطلاقة لعهد جديد في العلاقات المصرية الأمريكية وذلك للتقارب والتوافق الكبير في وجهات النظر بين الزعيمين باعتبار أن مصر ركن أساسي مهم في الوطن العربي والشرق الأوسط. لقد أثمرت زيارة السيسي في بناء جسور جديدة من الثقة والتعاون القوي المشترك بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية. حيث تعد مصر أكبر شريك استثماري للولايات المتحدة في القارة الأفريقية باستثمارات بلغت أكثر من 23 مليار دولار. كما أن الولاياتالمتحدة ثاني أكبر شريك تجاري لمصر بحجم تجارة بينية يزيد علي 7.5 مليار. إلي جانب السياحة الأمريكية التي تحتل المركز السادس في الحركة السياحية الوافدة إلي مصر من أنحاء العالم. وأثمرت الزيارة أيضاً عن الاتفاق علي فتح الأسواق الأمريكية أمام الصادرات المصرية. وزيادة معدلات التبادل التجاري وإزالة كافة عوائق التجارة بين البلدين لتسهيل انسياب تدفق حركة التجارة البينية وكذا تحفيز الشركات الكبري الأمريكية للاستثمار في مصر خاصة في المجالات التي تساهم في زيادة قدراتنا الاقتصادية لتخفيف الآثار الجانبية للإصلاح الاقتصادي ولتقليل العجز في الميزان التجاري بين البلدين وكان من أهم النتائج الأساسية للزيارة هو توجيه رسالة واضحة للمستثمرين الأمريكيين بأن مصر حريصة علي المشاركة والمساهمة مع القطاع الخاص في فتح استثمارات جديدة في مصر لدفع عجلة النمو الاقتصادي بقوة. ولهذا سيزور مصر وفد رسمي ممثلاً لكبار المستثمرين وممثلي الشركات الأمريكية للاطلاع علي مشروعات التنمية المتواجدة في مناطق مختلفة بمصر مثل شرق بورسعيد والعلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة والمثلث الذهبي في الصعيد.. أيضاً أثمرت الزيارة عن الموافقة علي دراسة إعادة النظر في تخفيض نسبة المكون الإسرائيلي من 10.5% إلي 8% في المنتجات المصرية المصدرة للولايات المتحدة في إطار اتفاقية الكويز. أسوة بما تم لدولة الأردن. وكذلك الموافقة علي إعادة نفاذ الموالح المصرية للأسواق الأمريكية بعد اتباع إجراءات محددة خاصة بالحفظ والتبريد بالإضافة إلي الموافقة علي رفع اسم مصر من القائمة الخاصة بحقوق الملكية الفكرية لمنتجات الأدوية. خاصة في ظل تحسن مناخ مؤشرات تسجيل الأدوية في مصر. لقد حققت زيارة الرئيس السيسي التاريخية للولايات المتحدةالأمريكية جميع أهدافها السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية في التعاون الجاد القائم علي المصالح المشتركة بين مصر وأمريكا. خاصة أن المرحلة القادمة تستدعي الإسراع ببناء تحالف استراتيجي قوي بين البلدين.