صفحة جديدة من العلاقات المصرية الأمريكية سوف يدشنها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي ترامب في زيارته الرسمية للبيت الأبيض في الأسبوع الأول من ابريل القادم حيث سيتصدر ملف الإرهاب أجندة الزيارة لما له من خطورة بالغة علي العالم خاصة بعد أن أصبح يغزو العديد من الدول ويهدد الاستقرار والسلام. وتأتي زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة في توقيت بالغ الأهمية في المقام الأول وهو عودة الانتعاش للعلاقات المصرية الأمريكية إلي سابق عهدها وإزالة الجليد والفتور والتوتر الذي شابهها خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما خاصة في ظل التوافق والوفاق والصداقة بين الرئيس السيسي وترامب وهو ما يبعث علي التفاؤل والأمل في إحداث الانتعاش السريع في العلاقات المصرية الأمريكية. ويسعي السيسي في هذه الزيارة إلي تحقيق جميع أهدافها السياسية والاقتصادية والتجارية في التعاون الجاد والقائم علي المصالح المشتركة بين مصر وأمريكا وايضا بناء تحالف استراتيجي بين البلدين علي كافة المستويات وأعتقد من وجهة نظري أن من أهم الملفات التي سوف يركز عليها الرئيس السيسي خلال الزيارة ايضا هو الملف الاقتصادي خاصة المساعدات والمعونات الأمريكية وما يمكن أن تقدمه واشنطن للقاهرة من خلال دعم ومساندة حصول مصر علي مزيد من المنح وايضا القروض من المؤسسات الدولية وذلك لما تمثله واشنطن من قوة ضغط ونفوذ في ضوء الإصلاحات الاقتصادية القاسية التي أقدمت عليها مصر مؤخراً للنهوض بالاقتصاد المصري وإنقاذه من عثراته فكل الإصلاحات من تحرير سعر الصرف ورفع الدعم عن المحروقات والكهرباء وغيرها من الخدمات الحكومية مع زيادة نسبة البطالة ومعدل التضخم وكلها تؤدي لمزيد من الضغوط الشعبية علي الحكومة وبدون دعم خارجي ستكون هناك بعض الصعوبات حيث تدرك واشنطن أن لمصر دوراً إقليمياً واستراتيجياً في المنطقة ولا يمكن تركها تواجه هذه التحديات الصعبة وحدها بدون دعم ومساندة. ولا يخفي علي أحد أن أي مساعدات اقتصادية أو مزيد من تدفق الاستثمار الأمريكي علي مصر سيكون له مردود إيجابي سريع علي الدولتين باعتبار أن مصر بوابة افريقيا الأكثر أهمية لجميع الأسواق الافريقية من حيث حجم الاستهلاك وبالتالي يمكن للمنتجات الأمريكية تحقيق أكبر استفادة في التصدير من خلال مصر. فالتركيز علي زيادة حجم الاستثمارات الأمريكية لمصر سيمثل هدفاً أساسياً للرئيس السيسي خلال الزيارة خاصة في ظل المتغيرات الجديدة وأهمها قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية بوقف تنفيذ الاتفاقيات التجارية التي أبرمتها مع 12 دولة من دول المحيط الهادي وأهمها فيتنام بالإضافة إلي قيامها ايضا بارجاء تنفيذ اتفاق التجارة الحرة مع المكسيك وهو يجعل المناخ مهيأ أمام السيسي في الملف الاقتصادي وطلب المزيد من الاستثمارات والمساعدات الأمريكية. لاشك أن الجهود التي يبذلها الرئيس السيسي للنهوض والارتقاء بمصر الجديدة وإظهارها وتقديمها للعالم في ثوبها الجديد من خلال منظومة الإصلاح والتطوير سيضع مصر علي الخريطة العالمية ويبعث برسالة إلي العالم أن مصر من أولي الدول التي تقوم بدورها في مكافحة الإرهاب الذي يهدد المجتمع وتتصدي له بكل حسم.