كنت أول من انتقد إعلان الدجل والشعوذة للشيخ حسن الكتاتني وأم خديجة المغربية الذي تبثه قناة الأفلام "ميلودي كلاسيك" في مقال نشر في 11 ديسمبر 2015 لأنه يحتال علي المشاهدين لجمع ملايين الجنيهات بدعوي أن هذين الشيخين قادران علي فك السحر وعلاج الحسد والنفور بين الأزواج وإخراج الجن من الجسد. وكان الاعلان لإمرأة يظهر لها جن من الدخان فيبدو صدرها عاريا حين تختبيء منه. ولما تحدث عن هذا المشهد تم حذفه واستمر الاعلان الذي تغير بعد عدة أشهر فتحول الشيخ الكتاتني إلي الكتاني. وتخلت خديجة عن لفظ الأم وصارت الشيخة خديجة. وزادت تخصصات العلاج الروحاني إلي جلب الرزق والحبيب في 3 ساعات ومس الجن والقرين. وحل مشاكل الأسر الاجتماعية والتجارية والنفسية بالخواتم الروحانية السليمانية. كما توفرت قلادات مغربية. وفي النهاية يقول المعلن أن جميع المرضي بمركز العلاج الروحاني تم شفاؤهم جميعاً وأنه بفضل الله والعلم سيتم الشفاء. هذا الأسلوب المتغير في اعلانات هؤلاء الدجالين لا شك يجعل الكثير من المواطنين المحبطين والمكتئبين يصدقون أن هؤلاء المشايخ وسيلتهم الأخيرة لحل مشاكلهم. فتتزوج العانس وتعود المطلقة لزوجها ويتحسن الحال ويجدون الرزق مع ان الرازق هو الله تعالي وهم بهذا ينصبون علي الأميين والمتعلمين ايضا خاصة النساء. فيتمكنون من جمع ثروة من المال السهل. لأن وسيلتهم في التعامل لجذب الزبائن هي الهواتف المحمولة ولا مكان محدداً يلجأ إليه صاحب المشكلة للقائهم. وهكذا يتم التحايل علي الضحايا وهم لا ينفقون مما جمعوا إلا ثمن دقائق الاعلان علي قنوات فضائية لا تبث علي القمر المصري نايل سات. ولهذا فلا سلطان لشركة الأقمار الصناعية المصرية أو هيئة الاستثمار لمنعه. ولكن جهود جهاز حماية المستهلك مع وزارة الخارجية يمكنهما بالتعاون مع المسئولين عن الأقمار الصناعية التي تبث هذه الاعلانات المضللة منعها من الظهور. وان كان هذا يستغرق وقتاً طويلا أو لا يمكن وقفها أبداً بدليل ان الاعلان مازال مستمراً حتي بعد ان قبضت وزارة الداخلية علي الشيخ حسن الذي اتضح انه شاب يرأس عصابة من الشباب. وأن الشيخة خديجة شخصية وهمية احتالوا علي الراغبين في التحدث إليها بأنها خرساء. وقد تبين كما قال العميد عماد عكاشة رئيس قسم التحريات بالادارة العامة للأمن الاجتماعي وحماية الأداب بوزارة الداخلية في برنامج "هنا العاصمة" علي قناة "سي بي سي" أن أدلة إدانة هؤلاء المجرمين كانت دفتر حضور وانصراف لأعضاء العصابة و29 جهاز تليفون محمول للتواصل مع الضحايا. منهم جهازان مخصصان لتلقي أموال الراغبين في العلاج الروحاني. وقد تمكنوا من جمع مليون وثلاثمائة وثلاثة وتسعين ألف و532 جنيه مصرياً وخمسين ديناراً كويتياً وسبعة وعشرين ألفاً وثلاثمائة وخمسين دولاراً أمريكياً نظير المحادثات التليفونية خلال المدة من 26 نوفمبر العام الماضي حتي 2 مارس الجاري. ويتضح من تنوع العملات ان زبائنهم لم يكونوا فقط من مصر بل من الدول العربية والأجنبية وقد ذكر العميد عماد أن إحدي النساء تحدثت معه بعد القبض علي الدجال معتقدة أنه الشيخ حسن. ولما أخبرها بأنه نصاب وتم القبض عليه وطلب منها تقديم بلاغ ضده. رفضت خوفا من أن يؤذيها. وأكد العميد أن وزارة الداخلية تعتمد في تتبع المجرمين علي أجهزة حديثة تمكنهم من معرفتهم وأماكن اقامتهم بالاضافة للتحريات التي يقوم بها ضباط الادارة الذين يواصلون العمل ليلاً ونهاراً لحماية أمن المواطنين. وحتي نتخلص من مثل هؤلاء المحتالين ونحمي المواطنين من هذا النصب الإلكتروني فإن علي وسائل الاعلام توعية المواطنين بكل الاعلانات المضللة واستضافة علماء الدين وأساتذة الطب النفسي لتقوية الوازع الديني في نفوسهم. وشرح ما قد يصيبهم من أمراض نفسية نتيجة لمشكلات الحياة اليومية. حتي لا يقعوا فريسة لمثل هذه العصابات التي تستغل المواطنين للتربح.