ظل ملف كافيهات مصر مطوياً ومسكوتاً عليه حتي تصدر المشهد وأصبح حديث المصريين عقب مقتل الشاب محمود بيومي في كافيه "كيف" بمصر الجديدة أثناء مشاهدة مباراة مصر والكاميرون ليلقي حتفه علي يد أحد "البوديجاردات" لينكشف المستور ويتضح أن الكافيهات "بيزنس كبير" لا يخضع لرقابة أو ترخيص يقوده مجموعة من الكبار علي رأسهم عدد من رجال الأعمال معظمهم يغطي نفسه بغطاء سياسي ليكون قريباً من المسئولين للحماية من التفتيش والمداهمة ويستطيعون باتصال بسيط ايقاف قرارات الغرامة والاغلاق والازالة!! وبعد أن أصبحت كافيهات رجال الأعمال دجاجة تبيض ذهباً كل صباح بدأ عدد من الفنانين ونجوم كرة القدم والمشاهير في شراء الأدوار الأرضية والمحلات وأحياناً الجراجات لإقامة كافيهات تجذب أعداداً هائلة من عشاق وجماهير هؤلاء النجوم أملاً في التقاط سيلفي معه أو معرفة مواعيد حفلاته مما جعل مناطق المهندسين ومصر الجديدة والدقي وشارع جامعة الدول العربية والمدن الجديدة تكتظ بأعداد هائلة من كافيهات النجوم.. ويعد النجم الراحل سامي العدل أول فنان لجأ للاستثمار في الكافيهات حيث أنشأ أكبر كافيه في منطقة الزمالك وأصبح أشهرها علي الاطلاق بعد تصوير عدد من الأعمال الفنية "ست كوم" داخلها. كما تمتلك الفنانة زينة أحد أشهر كافيهات المهندسين ويوجد به أعداد هائلة من الزبائن معظمهم من طلاب الجامعات الميسورين مادياً حيث يصل "الميني تشارج" لمبالغ كبيرة يعجز أمامها البسطاء. ويشهد الكافيه الشهير الذي يمتلكه الفنان حسن الرداد إقبالاً كبيراً من "الحبيبة" الذين يتوافدون عليه بصفة مستمرة أملاً في التقاط صورة سيلفي معه خاصة أنه كان يتردد عليه باستمرار في العام الأول من افتتاحه. ورغم امتلاك النجم أحمد حلمي لشركة انتاج فنية ضخمة لكنه افتتح منذ سنوات "كافيه" بإحدي المناطق الراقية في القاهرة يحقق أرباحاً هائلة ويحرص "حلمي" رغم انشغاله علي متابعته بصورة شبه يومية. أما عاصي الحلاني والذي أشيع أنه شريك في كافيه "كيف" الذي شهد مصرع الشاب محمود بيومي مع رجل الأعمال أسامة النجار الذي حكم عليه قبل أيام بالحبس عامين في القضية لكن الحلاني نفي وجود أي علاقة مع صاحب الكافيه مؤكداً امتلاكه عدة كافيهات في بيروت والسعودية. ورغم رفض المطرب مصطفي قمر الحديث عن استثماراته غير الفنية إلا أن جميع الحقائق تؤكد امتلاكه "كافيه" شهيراً بالمهندسين. واختار الفنان هشام سليم الغردقة لافتتاح كافيه علي أحدث طراز كما لم يفوت الفنان طلعت زكريا الفرصة بعد أن قلت أعماله في الفترة الأخيرة وافتتح "كافيه" بالمهندسين اعتبره مصدر رزقه الأساسي بعد أن أصبح تواجده علي الساحة الفنية غير مضمون. وعلي بعد أمتار من كافيه "زكريا" يمتلك الفنان محمد رياض "كافيه" آخر. وقد أغري الربح السريع وعدم التعرض لمضايقات من الأجهزة المحلية عدداً من رجال الأعمال بافتتاح سلاسل من الكافيهات وأصبحت تشكل "بيزنس" بعيداً عن المحاسبة الضريبية والرقابة العامة من الأمن الصناعي وغيره من الجهات مما أدي إلي تفشي الظاهرة بشكل لم يسبق له مثيل بسبب تخاذل الأحياء عن مواجهة هذه الظاهرة والتصدي لها حتي تصاعدت الدعوات إلي ضرورة محاسبة أي رئيس حي تقاعس عن محاسبة أصحاب الكافيهات حيث لم يجدوا أمامهم سوي تكسيرها وتحطيم واجهتها عقب مقتل محمود بيومي للخروج من مأزق عدم الترخيص. ويبدو أن تعدد الجهات المنوطة بالكافيهات تسبب في زيادة اعدادها بهذا الشكل حيث توقفت تراخيص الكافيهات منذ عام 1992 إلا أن تحايل الكبار حول دفة التراخيص إلي الجهات السياحية وليس الأحياء مما يمكن أصحابها من إعادة افتتاحها عقب قرارات الاغلاق والتشميع. وبعيداً عن فوضي التراخيص تستقطب الكافيهات شباباً من مختلف الأعمار وذات توجهات مختلفة وتعتبر في معظم الأحيان مأوي لتعاطي المخدرات والاتجار بها بسبب سهولة عن عملية تداولها. وتعد بعض الكافيهات "المعروفة بالاسم" خريطة للشواذ في مصر الذين يمارسون الشذوذ بدورات المياه بغطاء أمني من العاملين في تلك المحلات نظير عمولات علي جذب الزبائن وهذا ما كشفته الإدارة العامة لمكافحة جرائم الآداب مؤخراً عن وجود خريطة لكافيهات الشواذ بعضها بمدينة نصر والمعادي وميدان الجيزة وطلعت حرب ومصر الجديدة حيث يستغل الشواذ علاقتهم بالعاملين في الكافيهات التي يترددون عليها ويغرونهم بالمال نظير مساعدتهم في استقطاب راغبي المتعة الحرام من الشواذ وهو ما ساهم مؤخراً في توسيع دائرة الأفعال القذرة.. أما المشكلة الكبري التي تواجه رواد الكافيهات خاصة محدودي الدخل "المينيم تشارج" الحد الأدني للرسوم المدفوعة وهي معركة متواصلة لا تنتهي يقع ضحيتها زبون يجهل لوائح تلك الأماكن وهو ما تسبب في مقتل محمود بيومي مؤخراً حيث لا تنبه تلك المقاهي عملاءها بذلك ليسقطوا في الفخ ولا يكون أمامهم سوي الاعتداء عليهم أو تحرير محاضر ضدهم في أقسام الشرطة. وعلي الرغم من وجود 7 جهات رقابية مسئولة عن الاشراف علي تلك الكافيهات فإنها تمارس أنشطتها بحرية مطلقة وتحولت لأوكار للبلطجية والفتوات وفتيات الليل وتجار المخدرات والمدمنين علاوة علي الضوضاء والمشاجرات وتلوث البيئة لتتحول محلات مصر في الفترة الأخيرة إلي كافيهات تنافس المقاهي لتصل إلي نصف مليون كافيه قبل عام 1922 إضافة إلي 2 مليون مقهي موجودة بالفعل تضم 600 ألف بلطجي ومسجل خطر.