ويتحدثون الآن عن مؤامرة دولة "قطر" وأهدافها في غرس خنجر في ظهر مصر علي الحدود الغربية. ويقولون إنها تقوم بإمداد المليشيات الإرهابية في ليبيا بالأسلحة والدعم المادي للاستيلاء علي الهلال النفطي الذي تسيطر عليه قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. ونجاح المليشيات الإرهابية في السيطرة علي المنطقة البترولية سيخلق حالة من الفوضي الهائلة في ليبيا ويمثل تهديداً مباشراً لمصر. وقد تكون المؤامرة صحيحة وتجري فعلاً علي أمر الواقع. ولكن الدور القطري في هذه المؤامرة هو ما يستدعي الدراسة والتأمل. فالقرار القطري ليس قطرياً.. والدوحة لا تملك من أمرها شيئاً في هذه القرارات المفروضة عليها والتي تأتي تلبية لأهداف أمريكية وإسرائيلية في المنطقة تستخدم وتوظف المال القطري لتنفيذها. وهناك انقسام بين أجنحة الحكم في قطر تجاه هذه السياسات. غير أنه انقسام يبقي محدوداً لاعتماد الحكم في قطر علي أجهزة استخباراتية أمريكية وبريطانية لتأمين وجوده. وقد بات واضحاً في قطر أن من يخرج عن التوجيهات الأمريكية والإسرائيلية يكون مصيره الإبعاد عن الحكم والانقلاب ضده كما حدث من قبل في انقلاب الابن علي الأب وعزله من الحكم. إن قطر أصبحت حالة خاصة منفردة في العالم العربي بعد أن أصبحت رهينة لقرارات تفرض عليها ولا تملك من أمر نفسها شيئاً. والمصيبة أنهم أقنعوا حكامها أنهم أصحاب قرارات وسياسات مستقلة..! ہہہ ونترك قطر تبحث عن نفسها وتحاول أن تجد صيغة للتخلص من القيود التي فرضت عليها لنتحدث عن تيار التشدد الذي يتسم بالنفاق والازدواجية في التعامل والسلوكيات. ففي المملكة العربية السعودية وقبل يومين هجم أحد المتشددين علي احتفال كان يقام علي هامش معرض الكتاب في الرياض للجناح الماليزي. وحاول إيقاف فاعلية للرقص الوطني الماليزي مؤكداً أن هذا ضد القرآن وضد تعاليم الرسول الكريم..! وهو حادث من الحوادث العادية في السعودية في سلسلة الأمر بالمعروف. ولا يشكل اهتماماً يذكر في المملكة فقد اعتادوا هذه الحوادث الفردية. غير أنه يبقي عنواناً للتشدد في العالم العربي ومعياراً علي الفشل في احتواء هذا التشدد وتهذيبه. والمثير والمضحك أن العديد من المتشددين الملتزمين الذين يحاولون إثبات غيرتهم علي الدين ودفاعهم عنه هم أكثر الفئات تحرراً وانفلاتاً وخروجاً علي الدين بمجرد عبورهم الحدود إلي خارج البلاد. ولا يحدث هذا في السعودية فقط وإنما في كل البلاد العربية التي يحاول فيها البعض احتكار التحدث باسم الدين وفرض رؤيتهم ووصايتهم باسم الدفاع عنه. وحيث حولوا الدين إلي ورقة ضغط سياسية تمنحهم النفوذ والقوة وتسهل لهم المعاملات والأعمال. إن تطوير الخطاب الديني لم يعد قضية بلد بعينه. بل هي قضية العالم الإسلامي كله الآن لكي تكون التعاليم الإسلامية واضحة. ولكي نوقف هجوماً مدبراً ضد الإسلام يحاربه من الداخل بسلوكيات أبنائه. ہہہ ونعود إلي الداخل وقضايانا التي لا تتوقف في رحلة الصراع مع الحياة ومتاعبها. وحركة "مواطنون ضد الغلاء" تستعد حالياً لتنظيم والبدء في حملة مقاطعة لياميش رمضان من الآن وقبل أن يشرع المستوردون في استيراد كميات كبيرة منه. وقد كثرت حملات المقاطعة.. نقاطع اللحوم.. نقاطع الأسماك.. نقاطع الفراخ.. ونقاطع السكر.. ونقاطع ونقاطع ونقاطع..! والمقاطعة ليست الحل.. وإذا استمرت حملات المقاطعة لكل السلع والبضائع فلنقاطع بعد ذلك حياتنا ونتخلص منها ايضا مادمنا لا نقدر علي شراء شيء.. ولا نستمتع بشيء.. ونشاهد الأشياء ولا نشتريها. الحل في الترشيد.. والحل في أن نطبق اقتصاداً حراً واضحاً. الأصل فيه لقانون العرض والطلب دون تدخل الدولة ودون فرض قيود هنا وهناك..! والحل في أن يكون هناك عمل وإنتاج وزيادة في الدخل ورواج في الأسواق وحركة جديدة تجعلنا جزءاً من منظومة الاقتصاد العالمي وعندها سنأكل الياميش وسنستورد ايضا "الكافيار"..! ہہہ وأحكي عن واقعة أري أنها بالغة الأهمية والدلالات. فقد وقف قائد السيارة بجوار أحد المستشفيات الخاصة في حي مصر الجديدة... وقبل أن يفتح باب السيارة ليخرج ومعه زوجته المريضة خارجها اندفعت نحوه سيدة شابة بملابس رثة طالبة منه أن يجد لها وظيفة في منزله.. بدوام كامل أو جزئي لأنها لا تجد قوت يومها وتأكل من صناديق القمامة. وحاول الرجل إبعادها عنه فوجد منها توثباً وعنفاً. فاضطر إلي أن يمنحها قدراً من المال لتنصرف..! وبدلاً من الانصراف فإنها واصلت الحديث بحدة عن الاغنياء الذين يستمتعون بالحياة.. وعن السيارة الفخمة التي يقودها وعن الظلم الذي تعاني منه في معاناتها مع الحياة..! ولم يجد الرجل مناصاً غير العودة إلي داخل سيارته منصرفاً من المكان بعد أن توجس من وجودها شراً ومعتقداً أنها قد تحاول الإضرار بسيارته. ولاحقته المرأة بلعناتها بدلاً من أن تشكر إحسانه ومساعدته لها قائلة.. بكره تقف مكاني وتشوف اللي أنا بأشوفه..! ويسألني هذا الرجل.. ماذا تفعل لو كنت مكاني في هذا الموقف؟ ولم أجد بالطبع جواباً.. ربنا يستر. ہہہ وخلينا في الرياضة أحسن.. - والاستقواء بالخارج أصبح مباحاً حتي في كرة القدم. وشكوي نادي الزمالك إلي الفيفا ضد اتحاد كرة القدم المصري بسبب أخطاء الحكام لا تليق باسم نادي الزمالك.. ولا بتاريخه ولا باسم رئيس النادي نفسه..! - أما المعركة المنتظرة.. فهي انتخابات النادي الأهلي القادمة إذا قرر الأسطورة محمود الخطيب الترشح لرئاسة النادي في مواجهة محمود طاهر.. هاتبقي حكاية.. والخطيب مش سهل.. وطاهر "داهية"..!