كانت هناك بوادر أزمة يبحث عنها البعض ليتاجر بها ويزايد عليها.. والأزمة كانت في العلاقة ما بين الدولة والصحافة.. وبصفة خاصة بين وزارة الداخلية والصحافة. ووزارة الداخلية وجدت أن هناك تحفزا وهناك من سيحولها الي حملة تعيد ذكريات الماضي.. وهناك من سيختزل رصيد الداخلية كله في تجاوزات ضد بعض الاعلاميين وهناك من يريدها معركة جانبية تبعد الداخلية وتبتعد بها عن معركتها الأهم في إعادة الأمن والاستقرار والتصدي للارهاب. والداخلية سارعت بتفويت الفرصة وتنازلت عن البلاغات المقدمة ضد عدد من الصحف والصحفيين. وهي مبادرة عقلانية "سياسية" طيبة تعكس مفهوما جديدا في المراجعة والتقييم والتراجع في الوقت المناسب. ولكنه ليس انتصارا للصحافة. ولا يجب النظر اليه من هذا المنطلق. فنحن لسنا في مجال مواجهات ومعارك. وانما في موقع المسئولية الذي يجعلنا جميعا في قارب واحد يحاول العبور بهذا الوطن إلي بر الأمان. والأزمة التي كادت تتفاعل في الأسابيع الماضية لا تتعلق بحرية الصحافة. ولا بحصانة الصحفي. ويجب أن يكون واضحا للرأي العام أن الصحفيين ليس علي رءوسهم ريشة أو أنهم فوق القانون... فهذا مفهوم خاطيء ومرفوض. ولكن الأزمة الحقيقية تتعلق بإفتقار بعض الصحفيين إلي التدريب والمهنية والخبرة. حيث يعتقدون أن حرية الصحافة تعني أن ينشروا ما يشاءون دون تحقق ودون أدلة ودون مراعاة أيضا للبعد الاجتماعي والأمني والسياسي. والنشر بهذا الأسلوب أضر كثيرا بالصحافة وبمصداقيتها وبقيمة وأهمية الخبر والكلمة.. ونحن جميعا من يدفع الثمن. ہ ہ ہ وأنا لا أري في المشهد الإعلامي الحالي حرية للإعلام أو التعبير. وإنما نوع من الإنفلات واختلاط المفاهيم ونوع جديد من إعلام "الوصاية" في مشهد عبثي فوضوي يخلو من الاحترام ويمتليء بالأصوات الزاعقة والمنفرة أيضا. ويكفي مشهد أحد الإعلاميين وهو "يستجوب" محافظا علي الهواء وهو يبتسم ويضحك بسخرية أثناء حديث المحافظ بشكل لا يتفق مع أدب الحوار ولا مع مفهوم العمل الإعلامي الذي يقوم علي محاولة التحري عن الحقيقة والإستيضاح وعرض كل وجهات النظر أمام الرأي العام وليس دوره الاستجواب وإصدار الأحكام..! ہ ہ ہ وفي المشهد الإعلامي العبثي الذي تضاربت فيه المصالح. فإن أي متهم في قضية رأي عام.. أو رجل أعمال يواجه مشكلة من نوع ما يتوجه إلي مكتب علاقات عامة من المكاتب التي يديرها أيضا عدد من الإعلاميين ومعدي البرامج ويدفع بسخاء "لتلميع" صورته ويظهر علي الفور في الفضائيات يبكي وينتحب ويثير تعاطف الرأي العام ويكسب القضية.. والكل مبسوط.. والكل بيقبض. وكله بذكاء وشياكة.. وحتة مجاملة علي حتة هجوم علي شوية انفعال والعرض مستمر..! ہ ہ ہ "وإيه اللي بيحصل ده".. شاب يجلس في مزرعة والده بطريق بلبيس العاشر من رمضان. ويجد أن هناك من يقتحم المزرعة ويقوم بإختطافه وأن علي والده أن يقوم بدفع عشرة ملايين جنيه لإطلاق سراحه وإعادته سالما.. ويستمر المسلسل.. فوالد المختطف وهو رجل أعمال يقوم بتدبير المبلغ وسداده ويعود ابنه بسلام وأمان.. ويا دار ما دخلك شر..! وشر إيه.. وهباب إيه.. ومصيبة إيه.. فالحادث أصبح عاديا ومتكررا وفي كل المحافظات. ولم يعد مقصوراً علي فئة معينة من المجرمين. وإنما تعداه إلي فئات أخري رأت واعتقدت أن هذه هي الطريقة لحل مشاكلها وللإنتقام أيضا من الأغنياء..! وتكرار هذه الحوادث مؤشر خطير علي أن الإنفلات الأمني مازال قائما.. وأن التفكير في الجريمة أصبح سائدا. وأن الكل معرض للخطر.. ان المجتمع لم يعد يحمي نفسه كما كان سائدا.. وأصبح لزاما علينا الآن أن نجد طرقا جديدة للحماية وتأمين أنفسنا. فقد أصبحنا في مرحلة نحتاج فيها لوجود عسكري في كل مكان وبين العسكري والعسكري عسكري آخر.. والله يستر..! ہ ہ ہ عاشت مواقع التواصل الاجتماعي أول أمس ساعات حزينة مع الأنباء التي إنتشرت عن انتحار الشابة ندي سلامة عازفة الناي. وظهرت تحليلات وتأويلات وحكايات وبكينا أمام بشاعة وقتامة ما قيل وتردد..! وبينما كانت أخبار وإشاعات المواقع "الاخبارية" تتوالي كانت ندي تراقب وتتابع ما يكتب ويقال دون أن تتدخل للنفي لتغرد بعد ذلك بساعات وتقول "أنا ندي ولسة عايشة وبتنفس.. وحاولت أنتحر 5 مرات في 3 أيام بسبب مشاكل شخصية..!! ويا ست ندي.. الحكاية مش ناقصة اكتئاب وإحباط وألم.. والحياة نعمة من عند ربنا.. والحياة رغم كل شيء حلوة.. ولكنها لن تكون كذلك إلا بالإيمان بالله سبحانه وتعالي والحكمة الإلهية والقدر المكتوب.. وهو أمر يبدو غائبا لدي الكثير من الشباب هذه الأيام.. وهذه هي المشكلة..! ہ ہ ہ وكل سنة وأنتم طيبون.. رمضان جانا.. أهلا رمضان.. وآه لو تدركون معني وقيمة هذا الشهر الفضيل.. وياريت.. ياريت في هذه الأيام المباركة يعود صفاء القلوب وأن يكون هناك نوع من التسامح والمودة.. وأن نعيد اكتشاف أنفسنا وإستعادة مصر الخير والحق والبلد الآمن المستقر.. وترجع مصر اللي طال غيابها.