رغم تقديم موعد الأوكازيون السنوي هذا العام ليبدأ من أواخر يناير لتحريك حركة البيع والشراء بالأسواق بعد موسم الركود والكساد. أكد المواطنون ان الأسعار فلكية ومبالغ فيها وتفوق إمكانياتهم المادية وان التخفيضات المعلن عنها علي الموديلات القديمة والمعيبة وغير المطابقة للمواصفات. وان التخفيضات وهمية وإن وجدت فهي ضئيلة لا تزيد علي 10% كما اشتكي اصحاب المحال من ضعف الاقبال والركود مرجعين غلاء الملابس الجاهزة لأرتفاع الدولار واشتعال اسعار الخامات المستخدمة في الصناعة. يقول أحمد مسعود محام أسعار الملابس الجاهزة بوسط البلد هذا العام ارتفعت بشكل غير معقول يفوق امكانيات الكثير من الأسر فالغلاء ظال كل شئ وبالرغم من تقديم موعد الأوكازيون هذا العام إلا أن لهيب الأسعار حرم الكثيرين من شراء ملابس جديدة هذا الشتاء والاكتفاء بما لديهم من ملابس واصبحت معظم المحال تعاني الركود حتي مع الأوكازيون. يضيف عبدالعليم عبدالفتاح ونصر الدين العيسوي مدير بشركة بتروجت ان أسعار الملابس في الأوكازيون لم تختلف عن بداية موسم الشتاء فالمعروضات مازالت للفرجة فقط والقادرين فقط يقبلون علي الشراء بشكل محدود للغاية مما جعل محلات وسط القاهرة خاوية من الزبائن لأن التخفيضات لم تكن مغرية فمازالت الأسعار أكبر من دخول الأسر التي انخفضت بشكل حقيقي حيث تعلن المحلات عن تخفيض 50% المعلن عنها فالخصم الكبير يكون علي الموديلات القديمة أو الألوان غير الجذابة التي لم تجد اقبالا كبيرا واحيانا بعض القطع التي يوجد بها عيوب "فقدان أحد الأزرار أو تشطيب غير جيد. أو تمزق في أحد الجوانب. وأحيانا كثيرة تكون القطعة عليها أتربة متسخة ولن يستطيع صاحب المحل تخزينها وعرضها في العام القادم فيضطر المشاركة في الأوكازيون للتخلص من البضائع الراكدة. يقول أشرف عبدالنبي مهندس إن كثيرا من المحلات لم تشترك في الأوكازيون وبخاصة الرجالي الذي ارتفع بشكل كبير فقمت بعمل أكثر من جولة علي محلات الرجالي لشراء مستلزماتي ولكنني عجزت عن الشراء لأن الأسعار أكبر من الميزانية التي قمت بتخصيصها لشراء الملابس. وحتي المحال المشاركة بالأوكازيون تغري الناس وتجذبهم بتعليق عبارة "أوكازيون" وخصومات هائلة والحقيقة أن الأسعار صادمة جدا ولابد أن يحدث مزيد من التخفيضات حتي يقبل الناس علي الشراء وتزيد حركة البيع فالبائع يتعرض لخسائر بسبب الركود والزبون أيضا يعاني من عدم حصوله علي احتياجاته لذا يجب أن يعيد أصحاب المصانع والشركات النظر في الأسعار التي يحددونها ولا يبالغون فيها. يؤكد محمود أحمد محاسب ان التخفيضات لن تتعدي نسبة 10% فالبنطلون الرجالي يبدأ سعره بعد الأوكازيون من 185 جنيها والحاكت يبدأ من 1000 جنيه والقميص ذو الخامة الرديئة يباع ب 200 جنيه فاليوم بعد أن سمعت عن بدء الأوكازيون حرصت علي النزول لشراء قميص وبنطلون وجاكت لنجلي الطالب بالجامعة ولكنني وجدت ان التخفيضات علي موديلات بالية رديئة أو علي مقاسات بعينها أما البضاعة الجيدة فأسعارها لا تتناسب مع امكانياتي المادية. وتشكو مني عيد موظفة من ارتفاع اسعار الملابس الحريمي حيث إن التايير سعره يبدأ من 600 جنيه والجاكت الحريمي من 500 جنيه والموديلات والألوان ليست علي المستوي المطلوب حتي العبايات الحريمي فأسعارها مرتفعة للغاية تبدأ من 700 جنيه للعباية. يري سلامة بدوي طبيب ان اسعار الملابس والأحذية في مصر أرخص بكثير مقارنة بدول الخليج كالمملكة العربية السعودية فحتي مع موجة الغلاء الأخيرة التي سادت البلاد نتيجة لسوء الأحوال الاقتصادية فمازالنا نعد من أفضل الدول من حيث الأسعار في كل شيء. فالأسعار بعد الأوكازيون جيدة ومناسبة لحد ما لشرائح عديدة. يقول حمدي هويدي صاحب محل بوسط القاهرة في الثلاثة أعوام الماضية المحل كان لا يخلو من الزبائن بداية من الموسم الشتوي ولكن هذا العام نعاني الركود والكساد بشكل غير طبيعي فالمحل يشكو هجران الزبائن. فارتفاع الأسعار خارج عن ارادة أصحاب المحلات وكذلك المصنعين فالوضع الاقتصادي بشكل عام صعب جدا وارتفاع الدولار تسبب في زيادة أسعار الخامات المستخدمة في الصناعة حيث إن معظمها نستورده من الخارج كل هذه العوامل وراء زيادة اسعار الملابس الجاهزة. يضيف معتز خليل صاحب محل حجم البيع بالسوق انخفض بشكل كبير جدا وكنا ننتظر الأوكازيون لتحريك عملية البيع والشراء ولكن الزبائن لم تعد قادرة علي الشراء فالدخول انخفضت لأكثر من النصف والأسعار لن تشهد أي انخفاض نتيجة الدولار الذي ارتفع والوضع الاقتصادي حتي يتحسن يحتاج لمزيد من الوقت والعمل ونظم وآليات في يد الدولة. ولن يحدث انخفاض في الأسعار بشكل عام علي المدي القريب لذا فالحل من وجهة نظري يكون في زيادة رواتب العاملين بالقطاعي الحكومي والخاص وذلك حتي ترتفع القدرة الشرائية لأفراد ويحدث رواج بالأسواق. يتفق معهم محمد عمر العاملين بالملابس الجاهزة وسط القاهرة في هذا الوقت من العام كانت تزدحم بالزبائن الذين كانوا ينتظرون الأوكازيون لسد احتياجاتهم من الملابس الجاهزة الراقية ذات الجودة المرتفعة والخامات الممتازة علاوة علي الأسعار المعقولة ولكن ما نلمسه هذه الأيام ضعف في الاقبال لم يحدث من قبل بالرغم من أن الأوكازيون بدأ مبكرا هذا العام حتي مع التخفيضات التي شهدتها العديد من المحال لم يستطع الزبائن الشراء. تقول الدكتورة يمني الحماقي استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس إن زيادة أسعار الملابس هذا العام أمر طبيعي جدا نتيجة لأرتفاع أسعار الدولار مما أدي إلي كساد وركود بالأسواق فنجد أن أسعار الملابس الجاهزة حتي بعد تخفيضات الأوكازيون مرتفعة عن العام الماضي لأكثر من 70% في حين أن دخل الأسرة ينخفض للنصف. مما دفع الأسر لهيكلة ميزانيتها وتحديد الأولويات الخاصة بها كل حالة وفقا لظروفها الخاصة. فنجد أن الطعام والشراب والخدمات والصحة في المقدمة تليها الخدمات التعليمية ثم الكساء والملبس.