دعونا نتحدث بصراحة عن منتخبنا الوطني وما قدمه حتي الآن في بطولة كأس الأمم؟!! ولكن لماذا كأس الأمم فقط ولا نتحدث عن الفريق وما حققه في التصفيات التي خاضها بنجاح.. ثم مشواره حتي الآن في تصفيات كأس العالم!! للحق فريقنا الوطني يدعو للفخر بما حققه من إنجازات قد لا تذكر في التاريخ لأنه لم يعتل منصة التتويج خلال تولي كوبر المسئولية. لكنها في نفس الوقت إنجازات شاهدها وتابعها العالم كله وليس المصريون فقط. فالفريق حقق نجاحاً كاملاً في مشواره بتصفيات كأس الأمم وتخطاها باقتدار وأوقف فشل ثلاث محاولات سابقة غبنا فيها عن معترك كأس الأمم بعد أن كنا نحن أصحاب اللقب مع حسن شحاتة!! ومنتخبنا قطع مشواراً طويلاً وصعباً في تصفيات كأس العالم حتي الآن ويتصدر مجموعته بل ويقترب من التأهل وأسقط منتخب غانا المنافس العنيد والأول لنا في المجموعة!! ومنتخبنا قهر كل المنافسين في كأس الأمم حتي الآن. والأجمل أنه أسقط غانا من جديد ليؤكد لديهم العقدة المصرية قبل لقاء العودة في تصفيات كأس العالم. ومنتخبنا قهر منتخبات قوية عتيدة في الإجرام الكروي.. أي أنها قوية شرسة تلعب كرة سريعة متطورة.. وواصل مسيرته في كأس الأمم علي غير ما كان يتوقعه كل الخبراء وحقق خمسة انتصارات متتالية ليصل إلي النهائي بأسلوب التسلق والصعود والإبداع في الأداء.. والمقصود بالإبداع هنا هو الفوز الذي يتحقق بأسلوب هو الأمثل في طريقة الأداء أمام كل فريق منافس.. لأن هذا المنافس يختلف من فريق لآخر ومن المجموعات إلي الأدوار الأعلي.. ورغم المعاناة الصعبة يتفوق الفراعنة بشكل ملفت حتي وصلوا إلي النهائي!! وللحق.. فكثيرون منا كانوا يتمنون الوصول إلي الدور الثاني أو ربع النهائي مثلاً ويعتبرون ذلك إنجازاً.. لكن وصول الفريق إلي النهائي أسكت كل الألسنة التي تلوك سمعة منتخبنا. وبصرف النظر عن الفوز باللقب ونحن جميعاً نتمني ذلك أو حتي خسارته فالفريق قدم حتي الآن ما يرضي كل الجماهير المصرية بنتائجه التي حسنت التصنيف العالمي لفريقنا ورفعته فوق المنتخبات التي سبقتنا في التصنيف لما يؤكد أن الكرة المصرية عادت لتسلك الطريق الصحيح الذي تاه من تحت أقدامنا طوال السنوات الأربع السابقة. بصرف النظر عن نتيجة النهائي الذي سيلعبه فريقنا فالوصول إلي المحطة النهائية ضمن لفريقنا الوقوف فوق منصة التتويج التي بعدنا عنها منذ عام 2009.. وضمنت لنا تصنيفاً دولياً يليق باسم الكرة المصرية. والأهم من ذلك أن مجموعة اللاعبين الذين اختارهم الداهية كوبر خلقت توليفة جيدة متألقة داخل الملعب لديهم الإصرار علي تحقيق الإنجاز في كل مباراة. والآن نستطيع القول إننا لدينا فريق تهابه كل الفرق المنافسة الأخري.. واستفدنا من تلك البطولة أننا لعبنا مباريات قوية متتالية رفعت معدل اللياقة البدنية والفنية والخططية للاعبين جميعاً رغم الإصابات التي ضربت عناصر أساسية في الفريق!! واستفدنا أننا استعدنا سمعتنا الكروية بين الكبار في القارة بعد غياب سنوات!! واستفدنا فريقاً صنعه كوبر ويقوده عصام الحضري اللاعب الأسطورة والحارس العملاق الذي وضع بصمة علي نهائيات كأس الأمم بألقابه السابقة التي حققها من قبل.. وبتألقه الكبير في تلك البطولة وإحساسه أنه الحارس الأوحد للفريق الآن بعد إصابة إكرامي واستبعاد الشناوي!! البطولة وللحق كلها مكاسب لمصر حتي يتحقق الأمل الأكبر بالعودة بالكأس مساء الأحد القادم بمشيئة الله ويسعد شعب مصر بلقبه الجديد!! ولكن حتي وإن لم يتحقق هذا اللقب فيكفينا فخراً أننا سحقنا الكبار وعلمنا علي غانا من جديد وأسقطنا منتخب المغرب بعد واحد وثلاثين عاماً كان يتقدم علينا والأهم أننا أصبحنا علي مقربة من كأس العالم. شكراً لكوبر وللاعبين حتي ولو لا قدر الله تاه اللقب من بين أقدامنا!!