* هذا هو منتخبنا الوطني الذي نتمناه.. آداء رجولي. تخطي العقبات بإصرار. عدم اليأس حتي النهاية.. اللعب مع الكبار بثقة واطمئنان حتي يتحقق الفوز وصدارة المجموعة!! هذا هو المنتخب المصري الذي نتمناه. مجموعة جديدة من اللاعبين يلعبون في كأس الأمم لأول مرة باستثناء الحضري وأحمد فتحي لكنهم علي ثقة جميعا من مدربهم كوبر بنفس الثقة التي يبثها الرجل في اللاعبين. وللحق.. هذا الفريق في آخر مباراة امام غانا اختلف اختلافا كبيرا عنه في أول لقاءين بالبطولة.. فالاداء في تحسن والثقة في النفس زادت. والواضح أن ثقة اللاعبين في جهازهم الفني ليس لها نهاية.. حتي أن كوبر وصل لدرجة ثقة مع لاعبيه تكفي لتحقيق اللقب. والفوز علي غانا كشف العديد من النقاط الايجابية التي ربما لم تكن موجودة من قبل. أو قل أنها نمت وتطورت ووصلت إلي درجة الثقة الكاملة في النفس من حيث الإمكانات ومعرفة قدر أنفسنا من جهة.. ومعرفة أيضا المنافسين معرفة كاملة.. والمثل يقول.. اعرف عدوك أو من تنافسه.. تعرف كيف تهزمه!! وكوبر يجيد قراءة المنافسين ويلعب الفريق بشكل يتناسب مع كل فريق وإمكاناته. لذلك تتحقق الانتصارات. ومخطئ من يتصور ان الفوز علي غانا مجرد انتصار سيمر بمجرد تصدر المجموعة واستكمال المشوار.. لأن هذا الفوز له عشرة وجوه كاملة. وله محصلة ايجابية لابد ان نضعها امام الجميع لقطع ألسنة كل من كان يشمت في الجهاز الفني بمجرد ظهور مشكلة بسيطة. * الوجه الاول ان منتخبنا كسر أنف المنتخب الغاني المتعالي المتكبر وحطم غروره الذي ركبه منذ الفوز علي منتخبنا بستة أهداف منذ عامين. * الوجه الثاني أن منتخبنا هزم المنتخب الغاني للمرة الثانية علي التوالي.. الأولي في تصفيات كأس العالم بهدفين في برج العرب.. والثانية في الجابون لنؤكد للعالم كله ان الكرة المصرية تتعافي وتستعد للعب في المونديال حتي ولو علي رقاب كل المنافسين. وقيمة هذا الفوز الان انه مقدمة لباقي مباريات تصفيات كأس العالم وسيهد معنويات فريق غانا المتكبر المغرور!! * الوجه الثالث أكد ان منتخبنا في تطور مستمر وانه كان في حاجة لمثل تلك البطولة القوية ليكشف عن معدنه الاصيل ومستواه الحقيقي في القارة السمراء.. فالفريق يتطور ويتحسن الاداء ويستعيد الثقة التي أفتقدها منذ آخر مره كان يلعب فيها بكأس الأمم!! * الوجه الرابع الذي كشف عنه الفوز علي غانا.. أن منتخبنا يملك دفاعا حديديا.. يلعب بالمسطرة كما يقول المثل والأهم من ذلك انه ينفذ ما يطلبه المدرب بدقة متناهية حتي أصبح أشهر دفاع في القارة.. فخلال المباريات الثلاث ظلت شباكه نظيفة. ويتألق رجال الدفاع حتي حصل حجازي المتألق علي لقب أحسن لاعب في المباراة!! * الوجه الخامس.. الواضح والثابت فنيا ان كوبر يلعب البطولة بالقطعة.. أي انه يركز فقط في المباراة التي سيلعبها وكأنها نهائي البطولة.. وهذا التركيز ينعكس علي اللاعبين فيكون تفكيرهم منصبا علي الفوز ولذلك يتطور الفريق من مباراة لاخري بشكل بدأ يخيف المنافسين الذين لم يصدقوا ان هذا الفريق المصري هو الذي اختفي ثلاث دورات متتالية سابقة. .. كوبر يحفظ اللاعبين واجباتهم في كل مباراة وهذه ميزة كبيرة ترتبط بشخصيته المسيطرة علي اللاعبين وثقتهم الكاملة في الرجل.. وكأنه يحفظهم واجباتهم كمن يعطي الدواء في أوقاته!!