سأبدأ بتوجه التحية الي المخرج الأمريكي الحائز علي جائزة الأوسكار ¢مايكل مور¢ الذي وضع لافتة علي صدره مكتوبا عليها : ¢أنا مسلم¢.. ووقف يخطب في المتظاهرين أمام برج ترامب بنيويورك الأسبوع الماضي. رافضا السياسة العنصرية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تجاه المسلمين.. - لعل هذا الموقف النبيل من ¢مايكل مور¢ - وهو مؤلف ومخرج وناشط سياسي - يستحق أن نقابله بالشكر. كما يستحق من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر أن يوجه إليه دعوة لزيارة الأزهر الشريف. لتكريمه. ولكي يزداد إطلاعا وعلما بحقيقة الإسلام.. - نفس الاقتراح أتقدم به أيضا الي حكومة باكستان.. لتوجيه الدعوة الي ¢مايكل مور¢ من أجل زيارة إقليم جامو وكشمير. لكي يطلع علي الأهوال والمذابح التي يتعرض لها المسلمون هناك علي أيدي قوات الاحتلال الهندي البغيض.. لأن رجلا بهذه المواصفات. يعمل في مجال التأليف والإخراج السينمائي. من المهم أن نطلعه علي الوجه الآخر للحقيقة الذي لا يصل الي الشعوب الغربية.. !! *** التحية أيضا لملايين البشر الذين تظاهروا في العشرات من مدن العالم ضد تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية. وهتفوا أمام السفارات الأمريكية في الكثير من دول العالم ضد المواقف العنصرية للرئيس الأمريكي الجديد..! - لعل أشد هذه المواقف عنصرية هي التي خص بها المسلمين.. فترامب لم يكتف بما أعلنه أثناء حملته الانتخابية عن عزمه عمل تحريات عن المسلمين الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة. وعدم السماح بقبول مسلمين آخرين كلاجئين.. بل ذهب الي أبعد من ذلك في خطاب التنصيب عندما قرن الإسلام بالإرهاب والتشدد وتوعد بالقضاء عليه..! - قال ترامب بالحرف الواحد في خطاب التنصيب مساء يوم الجمعة الماضي : ¢سوف نعزز التحالفات القديمة وننشئ تحالفات جديدة.. سوف نوظف كل طاقاتنا من أجل القضاء علي الإرهاب الإسلامي المتشدد. الذي سنستأصل شأفته من علي ظهر الأرض¢..! * إذا كان من حق الرئيس الأمريكي الجديد أن يقول ما يشاء.. فمن حقنا أن نرد عليه بالحقائق الدامغة التي لاتقبل التشكيك أو الإنكار.. لذلك أقول : إن الإسلام ليس له أي علاقة بالإرهاب من قريب أو بعيد. قال الله تعالي : ¢ولاتعتدوا إن الله لايحب المعتدين¢.. * لكن الذي وضع ¢بذرة الإرهاب¢ في الأرض. ورواها. ورعاها هي الولاياتالمتحدةالأمريكية. التي لم تكتف فقط بتمويل وتسليح الجماعات المتطرفة. ودفعها لخوض حروب بالوكالة لخدمة المصالح الأمريكية.. بل الولاياتالمتحدة هي التي صنعت التشدد. وأعادت إنتاج الأفكار المتطرفة. وأنفقت ملايين الدولارات من أجل غرس هذه الأفكار في عقول شباب المسلمين.. * الدليل علي ذلك أسوقه مما حدث أثناء الحرب الأفغانية ضد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان في الثمانينيات من القرن الماضي.. لقد قررت الولاياتالمتحدة خوض هذه الحرب عن طريق وكلاء لها في أفغانستان. انتقاما لمقتل سفيرها في كابول ¢دابس¢ الذي تم اختطافه من سيارته يوم 2 فبراير 1979 وقتله علي أيدي مجهولين. واعتبرت الولاياتالمتحدة أن السوفييت يقفون وراء هذا الحادث ..! *** * قصة الدعم الأمريكي للمجاهدين الأفغان بالمال والسلاح في حربهم ضد السوفييت معروفة.. لكن أخطر ما فعلته الولاياتالمتحدة في تلك الفترة. هو إعداد شباب الأفغان فكريا للجهاد.. ! * هذا الإعداد تم في فصول المدارس الدينية المنتشرة في مناطق البشتون الممتدة بين أفغانستانوباكستان.. التي تسيطر علي معظمها ثقافة مذهب ¢الديوباندية¢ نسبة الي بلدة هندية نشأ فيها هذا المذهب اسمها ¢ديوباند¢ تقع شمال نيودلهي ب144 كم.. * هذا المذهب يصنف ضمن المذاهب الجامدة في التفسير التي وقفت عند ماجاء في كتب السلف منذ عدة قرون.. يعارض التجديد لأن كل جديد بدعة.. ويرفض ضم العلوم العصرية الي العلوم الدينية في مناهج الدراسة.. ويهتم بالقضايا الجزئية التي تتصل بالشكليات. كتحريم قص اللحي وعمل المرأة والتصوير وسماع الموسيقي..! * وجدت المخابرات المركزية الأمريكية في فصول المدارس الدينية التي تدرس هذا المذهب. حقلا خصبا لإعداد شباب الأفغان لخوض حرب بالوكالة عن الولاياتالمتحدة ضد القوات السوفيتية لإخراجها من أفغانستان.. بدعوي أن الشيوعيين ملحدون.. وقتالهم هو جهاد في سبيل الله.. والجهاد أقصر الطرق الي الجنة..! * وحتي تتسع مساحة هذا ¢الحقل¢.. قام الأمريكيون بتقديم الأموال الي أصحاب مذهب ¢الديوباندية¢ للتوسع في إنشاء مدارسهم الدينية.. خاصة في المناطق التي ينتشر فيها اللاجئون الأفغان علي الحدود الأفغانية الباكستانية.. حيث اللاجئين يكونون أكثر استجابة لفكرة الجهاد.. وبفضل الأموال الأمريكية أصبحت هذه المدارس تقدم لطلابها التعليم والطعام والمسكن بالمجان.. فضلا عن التدريب العسكري لإعداد الفتية للجهاد من أجل ¢تحرير بلاد المسلمين من احتلال السوفييت الكفرة¢.. * المأكل. والمشرب. والملبس. والمسكن. والسلاح المجاني.. كانت كلها عناصر جذب قوية لجميع أبناء قبائل البشتون التي تسكن هذه المناطق.. فالتحقت بمدارس ¢الديوباندية¢. وحفظت عن ظهر قلب كل ماجاء في كتب السلف منذ عدة قرون. وجعلته منهجا لها في الحياة.. فحاربت السوفييت لأن قتالهم جهاد في سبيل الله. ولأن الاستشهاد في سبيل الله هو أقصر الطرق الي الجنة. بالتالي سينقلهم الموت من حياة الخيام والفقر والصقيع في قمم الجبال التي يعيشونها. الي الحياة في جنات تجري من تحتها الأنهار. فيها نخيل ورمان وأعناب ومن كل الثمرات. فضلا عن الحور العين التي لم يمسسها إنس ولا جان..! * هكذا.. فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي زرعت ¢بذرة التطرف¢ في الأراضي الإسلامية.. وهي التي أنفقت ملايين الدولارات من أجل رعايتها.. وهي التي دعمت بالسلاح. ودربت علي القتال.. * هذا ما يجب أن يعرفه الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب..! *** * دليل آخر علي أن الولاياتالمتحدة هي صانعة وراعية الإرهاب في العالم.. أسوقه من أحداث 11 سبتمبر 2001. التي اتخذت منها الولاياتالمتحدة ذريعة لفرض هيمنتها العسكرية علي العالم تحت شعار "الحرب علي الإرهاب".. بل والحرب علي كل من لا يقف مع الولاياتالمتحدة.. هكذا قال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن في أعقاب أحداث 11 سبتمبر : "من ليس معنا فهو ضدنا"..! * لقد أعلنت الولاياتالمتحدة أن المسئول عن هذه الأحداث هو تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن.. بينما الحقيقة أن الإدارة الأمريكية بقيادة بوش الابن هي التي خططت ودبرت ونفذت أحداث 11 سبتمبر.. ! * لدي عشرات الأدلة علي ذلك.. أسوق منها واحدا في المساحة المتبقية من المقال. هو ما جاء علي لسان ¢كارين كوياتكوفسكي¢ ضابط أركان تابع لوكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسات. كانت وقت حدوث الانفجار صباح 11 سبتمبر 2001. تجلس في مكتبها بالطابق الخامس. الممر السابع. القسم "ب" بمبني البنتاجون.. * قالت في شهادتها بالحرف الواحد التي نشرتها في كتاب ¢الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأمريكية - المفكرون يتحدثون¢ : ¢لو كان الذي ضرب مبني البنتاجون طائرة تزن مائة طن أو يزيد. ومصنوعة من مواد خفيفة نسبيا. وتم تصميمها لتحمل البضائع. وكانت حاملة مقاعد الركاب وأمتعتهم وغير ذلك من النثريات بالإضافة الي الركاب. وتتحرك بسرعة عدة مئات من الكيلومترات في الساعة. فإنها كانت ستؤدي الي قدر كبير من الأضرار السطحية. وستكون هذه الأضرار واضحة جلية في رقعة واسعة بمنطقة الارتطام.. إلا أنني لم أر مثل هذا النوع من الأضرار. وإنما كان بواجهة مبني البنتاجون ثقب صغير لايتعدي قطره 20 قدما.. أي أن المشهد باختصار لم يكن ماتوقعته في ضوء ما أعلن عن اصطدام طائرة كبيرة الحجم بمبني البنتاجون. إنما كان يتوقعه المرء في حالة ضرب المبني بقذيفة¢.. * سأختتم المقال بهذه الأسئلة : 1- كيف لطائرة من طراز بوينج 757. المسافة بين طرفي جناحيها 38 مترا. تنفذ من فتحة قطرها لا يتعدي 20 قدما فقط.. أي حوالي 6 أمتار تقريبا..؟ ! 2- وإذا كان ذلك قد حدث.. فأين هو حطام الطائرة.. أين جناحايها.. وأين جثث الركاب.. وأين المقاعد.. وأين الحقائب..؟! 3- كيف تستطيع طائرة مدنية الخروج من مسارها والطيران في سماء العاصمة الأمريكيةواشنطن بصورة غير مشروعة لمدة 38 دقيقة هي مدة اختفائها عن شاشات الرادار. في دولة حدثت فيها قبل ساعة تقريبا كارثة مرعبة بواسطة طائرتين مدنيتين خرجتا عن مسارهما الجوي واصطدمتا ببرجي التجارة العالمية في نيويورك..؟ 4- المعروف أن مبني البنتاجون الأمريكي هو أكثر المباني تحصينا علي ظهر الأرض.. حيث أنه محاط بحلقة من البطاريات المضادة للصواريخ. مبرمجة علي تدمير أي صاروخ أو طائرة تدخل المجال الجوي للبنتاجون.. فكيف إذن استطاعت طائرة مدنية بهذا الحجم الكبير أن تدخل المجال الجوي للبنتاجون وترتطم به دون أن تعترضها الصواريخ..؟! 5- المعروف أيضا أن الجيش الأمريكي لديه أفضل أنظمة الرادار في العالم.. فكيف لم تظهر هذه الطائرة علي شاشات الرادار. وهي قاصدة مركز قيادة الجيش الأمريكي..؟! 6- المعروف كذلك أن مبني البنتاجون لا يبعد سوي أميال قليلة فقط عن قاعدة ¢أندروز¢ الجوية في واشنطن. التي يوجد بها علي الأقل 3 أسراب من المقاتلات النفاثة في وضع الاستعداد الدائم طوال الوقت لحماية العاصمة الأمريكية من أي هجوم.. فلماذا لم تنطلق هذه المقاتلات لاعتراض الطائرة المدنية التي يزعمون أنها اصطدمت بالبنتاجون..؟ * البقية في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالي..