أفغانستان والعراق واليمن والصومال ضحايا أحداث 11 سبتمبر على طراز كارثة «بيرل هاربر» التي أدت إلى تغير مسار الحرب العالمية الثانية، وانتصار الحلفاء فى نهاية بعد دخول أمريكا الحرب رسميا عقب تدمير أغلب قطع أسطولها البحرى على يد اليابان؛ جاءت كارثة تدمير برج التجارة العالمي في منطقة مانهاتن بنيورك، إضافة إلى مهاجمة مبنى وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بواسطة طيارات مدنية استولى عليها 19 شخص فى توقيتات متزامنة ليحولوها إلى طائرات انتحارية. أسفرت كارثة 11 سبتمبر عن وفاة 3 آلاف مواطنا أمريكيا، ونتج عنها سلسلة من الحروب الدولية بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، أحدثت تغيُّرا جذريا في السياسة الأمريكية لا يزال العالم ودول الشرق الأوسط على وجه الخصوص تعاني من آثارها إلى الآن بعدما تسببت في وفاة وإصابة عشرات الآلاف في أفغانستانوالعراق، إضافة إلى انتهاج سياسة الاغتيالات والقصف العشوائى بواسطة طائرات دون طيار فى اليمن وباكستانوالصومال. كانت أحداث 11 سبتمبر المبرر التى استخدمته القيادات الأمريكية المتعاقبة لتكوين مجموعة من التحالفات تحقق أهدافها وتحافظ على مصالحها الاستراتيجية فى الشرق الأوسط، بداية من الرئيس الأمريكى جورج بوش فى أكتوبر 2011 الذى قاد أول تشكيل تلك التحالفات، حيث شنّت جيوش الولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانيا، إضافة جيوش إلى عدد من الدول المنطوية تحت مظلة حلف الناتو، حربا جوية على حركة طالبان الحاكمة فى أفغانستان بتهمة إيواء وحماية أسامة بن لادن، رئيس تنظيم القاعدة، الذي وُجّهت له أصابع الاتهام بالمسئولية عن أحداث 11 سبتمبر. وبعد الهجوم الجوي المكثف على تمركزات قوات وفصائل حركة طالبان، دخلت جيوش تلك الدول بريا في أفغانستان، لتُجبر حركة طالبان والقاعدة على الفرار إلى الجبال والكهوف، لتترك لقوات التحالف حكم أفغانستان إلى أن سلمت السلطة بعد ذلك إلى المدنيين الأفغانيين. وبنفس مبرر "الحرب على الإرهاب" شكّلت أمريكا فى 2003 حلفا آخر لغزو العراق مع حليفتها الأساسية بريطانيا، ومساهمات متواضعة من عدة دول كأستراليا، إضافة إلى التحالف مع عدة فئات داخل المجتمع العراقى كالأكراد فى شمال العراق والشيعة فى الجنوب علاوة على الحصول سهيلات عسكرية من دول الخليج لإزالة حكم الرئيس صدام حسين بدعوى امتلاكه أسلحة دمار شامل، "يستخدمها في الإرهاب"، على حد زعم الولاياتالمتحدة، والتي ثبت أنه زعمٌ مزيف لا أساس له، وأن الهدف الحقيقى للحرب على العراق هو السيطرة على بتروله، ووضع تمركز أمريكي عبر قواعد عسكرية دائمة به، تؤمن الوجود الأمريكى بالمنطقة وتحمى مصالحها من النفوذ الروسى والإيراني. وأخيرًا، بدأت الولاياتالمتحدة "حرب الطائرات دون طيار" التى بدأت أمريكا في انتهاجها منذ العقد الماضى لتصفية خصومها تحت شعار "محاربة الإرهاب"، حيث نفذت تلك المقاتلات الآلية، ولا تزال، العشرات من الغارات الحربية فى الصومال ضد حركة شباب المجاهدين المناوئة للحكومة الصومالية المتخبة، والمرتبطة بتنظيم القاعدة فكريا، وكذلك غارات فى اليمن ضد عناصر وقيادات تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب، وغارات فى منطقة وزيرستان وقبائل البشتون فى شمال باكستان ضد تنيظم طالبان باكستان التى أسفرت عن موت وإصابة العشرات، من بينهم العديد من الضحايا المدنيين. أبرز المصطلحات التي انتشرت إعلاميا 11 سبتمبر: على الصعيد الثقافي، برز مصطلح صراع الحضارات للكاتب صمويل هنتجون، الذى اعتبر أحداث 11 سبتمبر بداية لصراع الحضارات وانتهاء لمصطلحات الحرب الباردة والثنائية القطبية التى كان يقصد بها الصراع بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفييتى للسيطرة والهيمنة على العالم. واعتبر جوروج بوش الرئيس الأمريكى شعار "الحرب على الإرهاب" بمثابة المبرر الأخلاقى لفرض الثقافة الأمريكية على العالم، وسيادة أيدلوجيتها. كما انتشر مصطلح "إسلامو فوبيا" بين مختلف وسائل الإعلام التى أصبحت تسارع إلى تحميل المسلمين مسئولية وقوع أى كارثة أو حادثة إرهابية للمسلمين دون دليل و دون انتظار لنتائج التحقيق. أبرز التحالفات بعد أحداث 11 سبتمبر تكونت عدة تحالفات لمواجهة سعى الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتحقيق الهيمنة على العالم مستخدمة فزاعة "الإرهاب" وقيادتها لتحالف دول "ناتو" العسكرى المكون من 19 دولة فى العالم، إضافة إلى الدول العربية التى انحازت بدرجات متفاوتة إلى دائرة النفوذ والتحالف مع أمريكا، حيث تكونت عدد من التحالفات الإقليمية والدولية في منطقة الشرق الأوسط، من بينها التحالف الروسي الإيراني السوري الرافض للوجود الأمريكي وسيطرته على منابع البترول فى دول الخليج. وفى منطقة شرق آسيا، تكون التحالف الصينى مع كوريا الشمالية بهدف محاصرة الوجود العسكرى الأمريكى فى كوريا الجنوبيةواليابان، ومحاصرة الدول الحليفة لأمريكا في شرق آسيا، في حين شهدت أمريكا اللاتينية تحالف بين فنزويلا بقيادة رئيسها الراحل هوجو شافيز وكوبا برئاسة خصم أمريكا العتي فيدل كاسترو لرفض الهيمنة الأمريكية وتشجيع الحركات السياسية اليسارية فى دول أمريكا الجنوبية.