تحت عنوان "لماذا تحتاج الولاياتالمتحدة للتحالف مع الإسلاميين؟".. سعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية لمعرفة الأسباب التي تدفع إدارة الرئيس باراك اوباما لمحاولة بناء علاقات جيدة مع الإسلاميين، الذين أصبحوا يسيطرون على مقاليد الامور في المنطقة العربية عقب ثورات الربيع العربي، لتخلص أنها محاولة للفوز في الحرب التي بدأتها عقب أحداث سبتمبر 2001 ضد ما أسمته "الإرهاب"، خاصة أن الحرب لم تنتهي بمقتل اسامة بن لادن. وفي مقال للكاتب "حسين حقاني" قال إن السياسة الخارجية الأمريكية لا تقوم بما يكفي من جهد لاحتواء التطرف الإسلامي، وهو ما يعكر الاجواء ليس فقط في أفغانستان وباكستان ولكن على نطاق واسع يصل للمنطقة العربية، ففي عام 1998، وصف أسامة بن لادن جنود أمريكا بأنهم " نمور من ورق "، ولقد شهدنا في العقد الأخير تراجع الحكومة الأمريكية وضعف الجندي الأمريكي، مشيرا إلى أنه على استعداد لخوض الحروب الباردة إلا أنه غير مهيأ لخوض الحروب الساخنة، وقد ثبت ذلك في بيروت عندما هرب جنود مشاة البحرية بعد انفجارين، ثم كررت بعد ذلك في الصومال. وأضاف :"لسوء الحظ إن أتباع بن لادن ومتطرفين آخرين بجانب حلفاء لتنظيم القاعدة، وحركة طالبان، وقد هزموا بشكل حاسم، إلا أن الرئيس أوباما قال الاسبوع الماضي إنه لا يمكن تحقيق النجاح ضد القاعدة ببساطة عن طريق تعقبهم وقتلهم، ولكن هذا التفكير لا يأخذ في الاعتبار كيفية استخدام طائرات بدون طيار عن بعد والتكتيكات الأخرى لتشجيع التطرف بين 1.6 بليون مسلم في العالم". وأوضح :"إيديولوجيا المتطرفين يمكن أن تدافعهم للتجنيد وتدريب وإعادة تجمعهم حتى بعد قتل قادتهم في غارات بطائرات بدون طيار، وهذا ما يؤكد صدق تنبؤ بن لادن أن الولاياتالمتحدة ستنسحب من منطقة الشرق الأوسط الكبير بدلا من البقاء ، لذلك تسعى أمريكا لبناء تحالفات مع الإسلاميين". وأوضح إنه رغم أهمية مقتل بن لادن إلا أن ذلك لن ينهي الحرب التي بدأت مع هجمات 11 سبتمبر 2001، مؤكدا أن القاعدة وفروعها لا تزال تجند من شمال افريقيا إلى جنوب شرق آسيا، وفكر احياء الامبراطورية الإسلامية المتجذر في ثقافة التظلم لا تزال قوية، كما أن الحكومات المنتخبة الإسلامية حديثا في بعض الدول العربية مثل مصر، من المرجح أن تكون كراهية الغرب هي الوقود كبديل للنجاح الاقتصادي والاجتماعي، تماما كما فعلت إيران خلال عام 1979، وهذا بدوره سوف يجلب إسلاميين على استعداد لقتل الأميركيين. وأشار إلى أن إستخدام الطائرات بدون طيار وقتل قادة القاعدة لن ينهي الحرب، إما في نهاية المطاف، فإن الولاياتالمتحدة يجب أن تجد حلفاء إسلاميين لمساعدتها على الحد من تأثير الأفكار أو المنظمات التى تحول بعض الشباب المسلم إلى إرهابيين.