1 المجد لله في الأعالي: "إن الخلاص المعد للبشر كان مكشوفا للملائكة. فمجرد أن شاهدوا الخطوة الأولي من هذا الأعماد بدأت بميلاد السيد المسيح قالوا له لك المجد في تنازلك العجيب.. لك المجد في أنك تحمل حكم الموت عن آدم وذريته إنهم بهذا التسبيح يكشفون أمامنا صورة رآها يوحنا الرائي وحده في رؤياه. وهي سفر مغلق ومحتوم بختوم سبعة ومن حوله البكاء والتعبير عن العجز أنه لا يوجد من يفك الختوم السبعة ويفتحه" "رؤ 5: 2". "وقام الخروف المذبوح ذبيح بيت لحم وفتحه وفك ختومه فكان رد الفعل الروحي المباشر لهذا العمل هو ما فعلته الملائكة في يوم ميلاده. إذ هتفت الملائكة عندما فتح السفر. مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغني والحكمة والقوة والكرامة والبركة".. "رؤ 5: 12". وهذه هي التسبحة عينها التي نرددها نحن في صلواتنا التي نمجد فيها المصلوب لأجلنا في أسبوع الآلام ولك القوة والمجد والبركة والعزة إلي الأبد آمين. أثنتي عشر مرة في كل ساعة من السواعي الصباحية والمسائية.. هذا هو سبب تسبيح الملائكة المجد لله في الأعالي.. تسبيح بميلاد الخروف الذبيح الذي يفتح سفر الكنيسة ويفك الختوم السبعة معطيا الخلاص للعالم. 2 وعلي الأرض السلام: إن الخطية قد نزعت السلام من بين البشر لا سلام قال الرب للأشرار "أش 57: 21".. فالخليقة كلها تئن وتتمخض معا حتي الآن "رؤ 8: 22".. ولكن بميلاد السيد المسيح الذبيح سينزع حكم الموت ويفتح الطريق للملكوت وهذا قمة السلام بين الناس. فالذي لم تحققه الذبائح الدموية حققه المولود الذبيح. والذي لم يصل إليه الأنبياء قديما بكل أنواع البر والصلاح لم ينلهم السلام إلا بالايمان في الذبيح الآتي حسب النبوات من بيت لحم الايمان الذي قال عنه السيد المسيح "إبراهيم أبوكم رأي يومي بالروح ففرح وتهلل". 3 وبالناس المسرة: وهذه هي النتيجة الطبيعية للسلام علي الأرض أن يكون في الناس فرح ومسرة. فهل توجد مسرة أعظم من سرور الإنسان برفع خطيته مسرة المصالحة التي تمت بين الله والناس وعبر عنها القديس بولس أبلغ تعبير بقوله أن المسيح كان مصالحا للعالم لنفسه "2 كو 5: 18". المسرة في يوم الميلاد هي مسرة بالذبيح الذي يرفع خطايا العالم. هذه الدنيا بقلم:سامح محروس [email protected] رسالة الميلاد والسلام المفقود الأهم من الاحتفال التقليدي بالأعياد والمناسبات أن نقف علي فلسفتها ونستوعب ماهيتها ونستخلص دروسها.. والمؤكد أننا يجب أن نفعل ذلك عندما نتحدث عن عيد الميلاد المجيد الذي يرتبط ببداية عام جديد في حياة البشرية وعمر كل إنسان. فلقد أراد الله بهذا الميلاد الإعجازي أن يكتب للبشرية حياة جديدة في كل شئ لأن ميلاد السيد المسيح - له المجد - ليس مجرد ميلاد عادي. إنما هو مصالحة بين السماء والأرض عبر عنها الوحي الإلهي بقوله: ¢المجد لله في الأعالي. وعلي الأرض السلام. وبالناس المسرة¢.. وهو أيضاً ميلاد جديد لمجموعة من القيم الإنسانية السامية والنبيلة التي قدمها السيد المسيح في تعاليمه ومعاملاته وسلوكياته. وجسدها الحق الإلهي بأقواله الخالدة في الموعظة علي الجبل بقوله: 1⁄4 أحبوا أعداءكم 1⁄4 باركوا لاعنيكم 1⁄4 احسنوا إلي مبغضيكم 1⁄4 صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم 1⁄4 من سخرك ميلاً فامش معه ميلين 1⁄4 من سألك فأعطه. ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده 1⁄4 طوبي للرحماء لأنهم يرحمون 1⁄4 طوبي لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله ثم حدد السيد الرسالة السامية التي يريدها للإنسان في البشرية بقوله: 1⁄4 أنتم نور العالم. لا يمكن أن تخفي مدينة موضوعة علي جبل. ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال. بل علي المنارة. فيضئ لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات. تلك هي تعاليم السيد المسيح الذي نحتفل اليوم بميلاده.. وما أحوج البشرية لمثل تلك التعاليم التي تعيد السلام المفقود للإنسان مع نفسه أولاً.. ومع الآخرين. وبعيداً عن الصراعات الدموية التي أصبحت مشهداً معتاداً كل يوم. فإننا في حاجة إلي وقفة مع النفس.. أو بمعني أصح مصالحة مع النفس.. ليتصالح كل منا مع نفسه أولاً ومع الآخر.. كفانا حقداً وحسداً وغلاً.. إننا إذ نحتفل بعيد الميلاد المجيد - بعد أيام قليلة من بدء العام الجديد - نتطلع لكي تنتهي كل أوجه المعاناة السابقة في العام الجديد 2017. نريده عاماً خاليا من الشر والحقد.. عاماً تتكاتف فيه جهودنا جميعا لكي نعبر ببلادنا إلي بر الأمان.. عاماً تتحقق فيه أحلامنا المؤجلة. وأمنياتنا المشروعة.