أصبحت ظاهرة الباعة الجائلين واقعاً مؤلماً. داخل المناطق الحيوية ومرافق النقل العام. وزادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة داخل محطات المترو وأصبحت عائقاً يؤرق الركاب. الصورة بشكل كبير انتشرت في منطقة عزبة النخل الغربية. التابعة لمحافظة القاهرة. التكاتك أمام المحطة. والباعة الجائلون أمامها وداخلها.. الأمر الذي يعيق حركة المرور. خاصة مع تعرض التجار وسائقي التوك توك. بالتحرش اللفظي والمعاكسات للسيدات والفتيات. ورغم تقدم الركاب بعدة شكاوي لإدارة المترو وحي المرج إلا أن الوضع يزداد تدهوراً. سوق شعبي في البداية يقول محمد أحمد طالب محطات المترو أصبحت مثل المناطق الموجودة أسفل الكباري في القاهرة نجد فيها من يتسول ومن يسرق ومن يتحرش.. فقد تحولت أسوار محطة عزبة النخل لسوق خضار وفاكهة وانتشرت عربات الكارو داخل فناء المحطة حتي إنك لا تجد مكاناً تسير فيه سواء لدخول المحطة أو الخروج منها هذا طبعاً غير الباعة الجائلين الموجودين داخل المحطة أمام شباك التذاكر وعلي رصيف الركوب مما شوه معالم المحطة تماماً وأصبحت مثل سوق شعبي كبير. ويضيف محمد إسماعيل موظف أنه يستقل يومياً المترو في الذهاب والعودة من العمل وهناك حالة من الزحام الشديد علي رصيف محطة عزبة النخل بسبب تكدس الباعة الجائلين علي أرصفة المحطة. بالاضافة لتجمع سائقي التوك توك في موقف عشوائي أمام أبواب الخروج والدخول مما يتسبب في شلل مروري بالمنطقة. ويوضح حسين علي موظف أن الباعة الجائلين احتلوا محطة مترو عزبة النخل من الداخل والخارج لدرجة أننا نمر كركاب بمساحة لا تتعدي المتر ونصف عرضا للدخول أو الخروج من علي رصيف المحطة وسط مضايقات الباعة للنساء من كل الأعمار. مشيراً إلي أن الاضاءة التي يستخدمها الباعة الجائلون تتم عن طريق كابلات مكشوفة تهدد الأطفال والمارة وتحت مرأي ومسمع المسئولين بالمحطة ولكن لا حياة لمن تنادي. موقف تكاتك ويلتقط طرف الحديث محمد حسن محام ويضيف الباعة الجائلون افترشوا رصيف محطة عزبة النخل بالكامل ولم يكتفوا بالضجيج الذي ينتج عن استمرار البيع والشراء بل وضعوا سماعات في كل مكان أمام المحطة كنوع من الدعاية لبضائعهم. بالاضافة للضجيج الصادر عن الأغاني التي يسمعها سائقو التكاتك. ويتساءل محمد عبدالعاطي معاش عن المسئول عن وقوع محطة المترو الحيوية تحت سيطرة البائعين الجائلين وسائقي التكاتك. مطالباً بتواجد أمني كثيف من شرطة المترو لوضع حد لهذه الظاهرة. مؤكداً أن المحطة أصبحت سوقاً كبيراً للبائعين يتسبب في العديد من المشاجرات والتحرشات التي تحدث كل يوم من البائعين للركاب في ظل غياب تام لشرطة المترو. ويناشد إبراهيم صلاح تاجر المسئولين بضرورة إزالة البائعين من أمام محطات المترو الذي يعتبر أهم شريان لنقل الركاب مشيراً إلي أن التصميم العشوائي لمحطة عزبة النخل يساهم في زيادة معاناة الركاب. وتري مريم محمد موظفة أن حل مشكلة الباعة الجائلين يكون عن طريق توفير أماكن بديلة لهم ومواقف للتكاتك قبل مطاردة الشرطة لهم لأنهم يقومون ببيع أي شيء يحتاجه الراكب من كروت شحن أو اكسسوارات للحصول علي قوت يومهم كما يجب توفير أماكن لإيواء المتسولين حتي لا يتخذوا من محطات المترو مأوي لهم. يشاركها الرأي عيسي إبراهيم محاسب ويضيف أن تطبيق القانون بحزم هو الحل الأمثل لمواجهة هذا الانفلات الذي سيطر علي الوسيلة الحضارية الوحيدة للنقل في مصر وموظفو المترو وشرطة المترو يؤدون عملهم دون اهتمام خوفاً من حدوث مشاجرات بينهم وبين الباعة الجائلين. وتكشف بائعة متجولة عن وجود اتفاق وترتيب بين بعض المشرفين والباعة في محطات المترو وخصوصاً عزبة النخل لعمل حملات وفرض الغرامات شكلياً أمام الناس وفي اليوم التالي يعودون لأماكنهم. مضيفة أنها حاصلة علي دبلوم فني صناعي منذ عام 2010 ولم تجد فرصة عمل. لهذا تقوم ببيع الايشاربات والخردوات علي رصيف المترو لعدم وجود عائل لأسرتها. مشيرة إلي أن شرطة المترو والمرافق تطارد الباعة الضعفاء فقط بدلاً من توفير أماكن بديلة لهم. حملات مستمرة وبمواجهة حمدي السعيد مسئول الاشغالات بحي المرج بشكاوي المواطنين أكد أن هناك حملات يومية علي محطة مترو عزبة النخل لرفع الاشغالات وتسيير حركة المرور أمامها من التاسعة صباحاً وحتي الخامسة مساءً. ويتم القبض علي بعض الباعة ومصادرة بضائعهم وكذلك مصادرة "التكاتك" المعطلة للمرور. مشيراً إلي أن المشكلة تنحصر في اختفاء الباعة وسائق التوك توك من أمام المحطة فور نزول الحملة لهذا لا يشعر المواطنون بجدوي الحملات!!