رحلة شاقة بالمترو إلى منطقة عزبة النخل، يتحمل فيها الركاب الزحام الشديد، على أمل الخروج من باب العربة وتنفس الصعداء، إلا أن الوضع خارج المحطة أسوء من داخلها، فالباعة الجائلون اتخذوا من سلم المحطة الخارجي "سوق دائم"، وسائقو ال"تكاتك" وال"ميكروباصات" قطعوا طريق المرور باتجاه شارع يوسف الدجوي "لوي دراع"، بحجة البحث عن لقمة العيش وإجبار الأهالي على ركوب مواصلة إضافية بدلًا من المرور بين العربات وتحمل مضايقات الباعة خاصة للسيدات وفتيات المنطقة. "الجحيم"، هو الوصف الدقيق الذي استعانت به "منة الله" لوصف رحلة معاناتها منذ لحظة خروجها من محطة مترو الأنفاق وصولاً إلى منزلها الذي يبعد دقائق عن المحطة بمنطقة عزبة النخل، حيث التحرشات اليى لا تنتهي أمام باب الخروج سواء من الباعة أو السائقين، "ولو رديت ياما هتشتم أو هتضرب، والكلام دا كمان لأي حد من الأهالي ممكن يحاول يدخل"، أما "مايكل جورج"، يصف المحطة من الداخل والخارج ب"عزبة على اسم الشارع"، حيث السيدات يبيعن الفطائر والطيور، وسائقو التكاتك لا يرحبون بالتفاهم وإنما ب"البلطجة وقلة الأدب" فلم يجد أمامه حلاً لمشكلة المرور إلا استقلال أحد التكاتك ودفع أجرة تتراوح من "جنيه أو اتنين عشان أروح في سلام". اللواء إبراهيم الزيات، مدير الإدارة العامة للمرافق بالقاهرة، يؤكد أن الإدارة تتلقى عددًا لا حصر له من شكاوى المواطنين وعلى إثره يتم تحرير محاضر ضد الباعة والسائقين وتحديد غرامات مالية تفرضها المحكمة، وفق قوله، مشيرًا إلى أن الإدارة لا تملك أكثر من تكثيف الجهود للاستعانة على تحايل سائقي التكاتك، "بنعمل حملات إزالة ودا اللي في إيدينا لكن هما بيرجعوا تاني، ولابد من تعاون أهالي المنطقة".