زلازل.. أعاصير.. إرهاب.. كوارث.. مصائب.. اغتيالات.. وفيات.. موت زعماء.. اختفاء دول بكاملها.. صراعات إقليمية ودولية.. حوادث طيران.. براكين.. غلاء وبلاء ووباء!! هذه هي تكهنات وتوقعات "المنجمين".. الذين يدعون أنهم علماء فلك وخبراء في الأبراج.. فيقدمون لنا هذه الصورة وأن تلك هي الأحداث التي ستقع في العام الجديد.. كلها متشائمة.. بلا ذرة تفاؤل.. وفي الحقيقة.. فإن هذه التوقعات.. أو قراءات الطالع.. أو بالأحري.. الكذب المكرر مع رأس كل سنة.. يقدمونها لنا نسخة بالكربون.. يحولون حياتنا إلي سواد وجحيم.. ولم يبق أمامنا اختيار إلا أن نجلس في بيوتنا ولا نفعل شيئا إلا أن ننتظر البلاء.. ونحن نردد وقوع البلاء خير من انتظاره..!! ومع الأسف فإن كثيرين يصدقون هؤلاء الدجالين النصابين الذين يدعون "علم الغيب".. مع أن علم الغيب لا يعلمه إلا الله.. وكذلك المنجمون في كل حال ولو صدقوا ولو صدفوا.. ومازال عندنا من يفرط في التشاؤم ويسير وراء هذه الخزعبلات.. إلي أن يصابوا باليأس والإحباط. مشاهد تتكرر كل عام.. الفضائيات تسخّر برامجها لهؤلاء المدعين.. ويا لهول ما سمعت خلال الأيام الماضية.. ويا لتفاهة وسطحية وجهل الأشخاص الذين يتصلون هاتفيا علي الهواء.. ليسألوا عن الحب والمشاعر والزواج والتوافق في العام الجديد.. ويسألون عن المال والصحة والمشروعات.. والكارثة تأتي الردود الكاذبة.. التي تحبطهم بأن مشروعاتهم ستكون فاشلة.. ولن يوفقوا في الناحية العاطفية.. والرزق سيكون ضيقا.. وسيتعرضون لمصاعب ومصائب.. ويعانون من أمراض مزمنة.. وهذه الخزعبلات استمرار لعملية الاحتيال بالحديث عن أحداث العام الجديد. ويا أسفي علي ما تنتهي به المكالمة.. نصيحة.. بأن يقرأ المتصل سورة ما من القرآن.. ليحاول النصابون الدجالون إضفاء الشرعية علي كلامهم التافه المزعوم. هل يمكن لأناس أن يتقدموا.. ويحققوا التنمية وهم مازالوا يعيشون في غياهب جهالات القرون الوسطي.. وتخلف العصر الجاهلي.. وسطحية العصر الحجري.. كيف يمكن لأمة أن تنهض وهي دائما تنظر إلي الخلف.. إننا نحتاج إلي هزة نفسية قوية تجعلنا نفيق من هذا الخمول والتردي إلي الحضيض.. وخاصة أن بعضا من هؤلاء المتحدثين في هذه المجالات أكدوا أن ما يتردد عن معرفة ما يحدث في المستقبل.. مستحيل.. ونوع من الدجل. يا قومنا.. تفاءلوا بالخير تجدوه.. انفضوا عن أنفسكم غبار التشاؤم.. افتحوا أبواب الأمل.. انطلقوا حالمين بغد أفضل بالعمل والجهد والمثابرة.. فالعالم من حولنا يسير إلي الأمام بسرعة الضوء وبعد القمر وصل إلي المريخ.. وهذا ليس من قبيل الوعظ أو الخطب.. وإنما واجب التنبيه.. كما قال الكواكبي "نحن بحاجة إلي أناس ينبهون الناس ويرفعون الالتباس".