بعد تذبذب سعر الدولار

تثبيت الدولار الجمركي طوق نجاة للصناعة والاستثمار

تواجه الصناعة الوطنية أزمة حقيقية بسبب تذبذب أسعار الدولار يومياً صعوداً وهبوطاً الأمر الذي أدي إلي فقدان القدرة علي وضع سياسة مستقرة للتسعير لمدة 6 شهور علي الأقل.. قال المستثمرون إن تثبيت سعر الدولار الجمركي كل نصف عام هو طوق نجاة للصناعة الوطنية التي أصبحت تعاني الآن من تعديل أسعار التكلفة يومياً وعدم القدرة علي تحديد سعر المنتج الأمر الذي يؤدي إلي خلق سوق سوداء للمنتجات ووضع أكثر من سعر للسلعة الواحدة.
قال المستثمرون إن الأسعار الموازية للسلع يربك الأسواق ويساهم في انفلات الأسعار وفوضي في التداول.
طالب المستثمرون بايجاد سعر ثابت للدولار الجمركي يتم تعديله كل ستة أشهر للعمل علي استقرار السوق والحفاظ علي أسعار السلع لمدة كبيرة تسمح بوضع سياسة للتسعير يسترشد بها الجميع.
إحكام السيطرة
الدكتور محمد حلمي رئيس مجلس أمناء مدينة العاشر من رمضان ورئيس مجموعة مصر الحجاز للبلاستيك يري أن إحكام سيطرة أطراف السوق ضرورة ملحة لضبط ايقاع التداول وعدم خلق ثغرات للممارسات الضارة مثل الاحتكار والمضاربة والغش التجاري.. قال إن استقرار التسعير وثبات القيمة لمدد كبيرة يمثل عصباً أساسياً في استقرار الأسواق وهذا ما يجب أن تسعي إليه الحكومة في المرحلة القادمة للتصدي لظاهرة انفلات الأسواق.
قال حلمي إن المرحلة الراهنة تشهد تذبذباً نسبياً في أسعار صرف النقد الأجنبي صعوداً وانخفاضاً حسب آليات العرض والطلب وهذا أمر خارج عن إرادة الجميع حسب الندرة والوفرة.. لكن يجب ايجاد حلول بديلة للعمل علي الحد من ارتباك سوق السلع والخدمات خاصة التي يدخل في تكوينها خامات مستوردة تحتاج إلي دولار.. أكد حلمي ضرورة السيطرة ومساندة الحكومة للأسواق علي استقرار الأسعار بتثبيتها لمدد متفاوتة لوقف ظاهرة الانفلات والتسعير العشوائي الذي يهلك المستهلك والمصنع معاً.
المهندس محمد فرج عامر رئيس جمعية مستثمري مدينة برج العرب ورئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب ورئيس مجموعة مصانع فرج الله للصناعات الغذائية.. يري أن عدم التصدي لفوضي تسعير السلع وتعديلها بمثابة كل نصف ساعة كارثة كبري تقضي علي الأخضر واليابس.. مؤكداً أن المصانع تفتقد الآن القدرة علي وضع خطط لدراسات الجدوي أو سياسات تسعير المنتجات.. قال إن هذا الارتباك يمثل باباً ملكياً للسوق السوداء حيث توجد الآن للسلعة الواحدة أكثر من 5 أسعار وهذه كارثة تهدد المصانع وتقودها إلي التعثر.
قال فرج عامر إن تثبيت الدولار الجمركي يمثل طوق نجاة للصناعة الوطنية وهذا ما يجب تنفيذه من الآن قبل فوات الآوان. مشيراً إلي أن هناك خامات للانتاج في الموانئ يتم تعديل أسعارها كل ساعة وتضاعف التكلفة ما بين قيمة الأرضيات والشحن والتفريغ وغيرها من اللوجستيات التي تتم بالموانئ.
سعر عاد
الدكتور وليد هلال نائب رئيس جمعية مستثمري العاشر من رمضان ورئيس مجموعة الهلال والنجمة الذهبية يري ضرورة ايجاد سعر عادل للدولار الجمركي بشرط يتم تثبيته لفترة طويلة تتراوح ما بين 6 شهور أو سنة كاملة وذلك لاستقرار سياسات تسعير السلع وتعديل تكاليف الانتاج.. قال هلال إن الابقاء علي هذا الوضع هو بمثابة دعوة مباشرة لفوضي الأسواق وانفلات الأسعار.
قال هلال إن أصحاب المصانع والشركات الاستثمارية لا يستطيعون وضع خطة ثابتة للتسعير أو تحديد التكلفة الحقيقية للانتاج مؤكداً أن تذبذب سوق صرف النقد الأجنبي يحتاج إلي اجراء مقابل للسيطرة علي استقرار الدولار الجمركي وهذا ما يجب أن تسعي إليه الحكومة في المرحلة القادمة.
حذر هلال من التعديل اللحظي في أسعار خامات الانتاج أو أسعار السلع تامة الصنع مؤكداً أن الابقاء علي هذا الوضع يؤدي إلي مزيد من حالات التعثر.