يعقد "منتدي تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" ملتقاه السنوي الثالث غداً الأحد وبعد غد الاثنين 18 و19 ديسمبر الحالي في العاصمة الإماراتيةأبوظبي. برعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. وزير الخارجية والتعاون الدولي. ورئاسة الشيخ عبدالله بن بيه. ومشاركة ما يزيد علي 400 شخصية من العلماء والمفكرين العرب والمسلمين علي مستوي العالم في مقدمتهم د. مختار جمعة وزير الأوقاف ود. شوقي علام مفتي الديار المصرية. ويستأنف المنتدي في دورته الجديدة جهود البحث وتأصيل ثقافة التلاقي والتعارف الكامنة في روح الإسلام منذ فجره الأول. انطلاقاً من غايته الجليلة في السعي الدؤوب لإطفاء الحرائق المتأججة في جسد الأمة. وتجنيبها المزيد من التمزق والخراب المادي والمعنوي. وذلك من خلال تنشئة جيل جديد يتبني أولوية السلم ويعمل من أجل تحقيقه وترسيخه. بوصفه الخيار الوحيد لتدبير الاختلاف والتدافع والتغيير. وقد انطلق المنتدي في ملتقاه الأول من الدعوة إلي إعلان الحرب علي الحرب. لتكون النتيجة سلماً علي سلم. وسعي في الملتقي الثاني إلي إعادة برمجة الأولويات وتأهيل العقول وتدريب النفوس علي إدراك محورية السلم في ديننا وشريعتنا وتراثنا الإسلامي المستنير. لمواجهة الخطر الراهن المحدق بالمجتمعات المسلمة. وهو خطر ليس فقط يأباه ديننا وتجرمه شريعتنا فحسب. وإنما هو خارج عن نطاق العقل وينافي القيم الدينية والأخلاقية والمفاهيم الإنسانية بكل مستوياتها. كما يقول العلامة ابن بيه. ويواصل المنتدي في ملتقاه الثالث البحث في المخاطر التي تعصف بالأمة الإسلامية وإمكانية وضع حد للنزيف الذي يهدد مستقبلها. ويعمل علي توضيح العلاقة بين مفهوم الدولة الوطنية المعاصرة. ومفهوم الدولة في نصوص وتاريخ الإسلام. وذلك في ظل ما عرفته المنطقة من تذرع وتوسل بمفهوم الدولة. لاستباحة الحرمات. والحط من شأن الإنسان. والتآمر علي الأوطان باسم الدين. ويحرص العلماء والمفكرون المشاركون في الملتقي الثالث علي إيجاد المخرجات السلمية. لدرء المخاطر المحدقة بالأمة الإسلامية. وانعكاسات هذه المخاطر علي مناطق مختلفة من العالم. هذا إلي جانب السعي الحثيث لإيجاد تيار سلام قوي في المجتمعات المسلمة. يناهض تيار العنف والغلو والتطرف. وأعربت اللجنة التحضيرية للمنتدي عن أملها في أن يكون الملتقي الثالث فرصة جديدة لتبادل الرأي بين العلماء. والمفكرين. والباحثين. والخبراء. والشباب. وتقديم رؤي وبدائل ومشاريع تسهم في التأصيل لثقافة السلم في الأوساط العلمية والمؤسسات البحثية وتعميمها كقيم وسلوك علي المجتمعات المسلمة. وكان المنتدي قد انطلق عام 2014م بمبادرة من الشيخ عبدالله بن بيه. وبرعاية من دولة الإمارات العربية المتحدة واستقطب المنتدي مئات العلماء والمفكرين في دورتيه الماضيتين وحقق نجاحاً كبيراً. سواء علي مستوي الحضور النوعي أو علي مستوي المنجز العلمي في تعزيز ثقافة السلم ما لفت انتباه المفكرين وصناع القرار في العالمين الإسلامي والغربي وأصبح محل تقدير لدي هيئات دولية عدة.