يقفون دائماً حول أسوار المدارس يحملون أنواعاً مختلفة من الحلوي ويدسون بينها أنواعاً أخري بطعم الموز والفراولة يوزعونها علي طلاب بعينهم اعتادوا الحصول علي هذه المنشطات بحجة أنها تساعدهم علي التحصيل والتركيز. أما داخل الأسوار فتنتشر حالات التحرش من بعض العاملين والطلبة الكبار بالأطفال بشكل يدفعنا لضرورة البحث عن حل حقيقي لهذه المشاكل يبدأ بتشديد رقابة الشرطة والمسئولين علي الباعة مع أهمية إجراء اختبارات نفسية للمدرسين والإداريين والعاملين قبل التعيين وينتهي بحملات توعية لمكافحة هذه الظواهر. يقول خفاجي الديك صاحب معرض موبيليا: للأسف هذه الظواهر السلبية تنتشر بين مدارس القاهرة الكبري أما المحافظات فنجدها تقل للاحتفاظ بالقيم والأخلاق فلا تزال هناك مبادئ واحترام متبادل بين الطالب والمعلم كما ان هناك رقابة منزلية ومتابعة بالمدارس. و يري محمد خفاجي أن الانضباط بالمدارس لم يعد مثل السابق فوسائل التواصل الاجتماعي ساعدت علي انتشار مثل هذه الظواهر مثل الاغتصاب والشذوذ وكذلك تناول المخدرات التي تباع بكثرة علي أسوار المدارس أما بالداخل فمن الممكن انتشارها وسط مدارس الطبقات الراقية لذا يجب تشديد الرقابة علي مثل هذه المدارس. فرنسا عبداللطيف ربة منزل تقول: إنها تتابع أولادها وأصدقاءهم وتنبه عليهم باستمرار عدم دخول دورات المياه إلا في وجود عدد من الطلاب وعدم السماح لأي معلم بوضع يده علي الأماكن الحساسة وإذا حدث يجب إبلاغ إدارة المدرسة دون خوف مناشدة أولياء الأمور بمتابعة أولادهم في المنزل والمدرسة حيث ان للبيت دوراً مهماً لمنع انتشار مثل هذه الظواهر. وتشير رحمة. أ ولية أمر إلي وجود عدة حالات تحرش جنسي بمدرسة نجلتها حيث اشتكت صديقتها من تعرض ابنتها بنفس المدرسة لتلك الكارثة فقد لاحظت أنها تعاني من إعياء شديد وترفض الذهاب إلي المدرسة وترفض الأكل والكلام وبعد إلحاح شديد حكت لها ما تعرضت له من حارس المدرسة الذي أخذها بعد انتهاء اليوم الدراسي وتأخر السائق الذي يصطحبها يومياً عن موعده وصعد بها إلي غرفة مهجورة واعتدي عليها وتم تحرير محضر بقسم الشرطة. تشاركها الرأي خيرية عبدالعاطي موظفة قائلة: الانفلات الأخلاقي علي الفضائيات وانعدام الرقابة من الأسرة والمدرسة أدي إلي انتشار حالات التحرش والاعتداء الجنسي علي الأطفال في المدارس والشذوذ بين الطلبة وللأسف في سن صغيرة جداً ولابد من عودة دور الوزارة في التربية قبل التعليم كما كانت في الماضي. ويؤكد مصطفي محمد مسعود - صاحب سوبر ماركت أن مثل هذه السلبيات لا تزال حالات فردية ولكن للأسف يتم التعتيم عليها حفاظاً علي سمعة المدرسة والطالب ولكن المواجهة والإفصاح إجراء رادع لمرتكب مثل هذه الجريمة خاصة انه بالعام الماضي حدثت مشكلة لأحد زملاء أولاده وولي أمره اكتفي بنقل ابنه لمدرسة أخري منعاً للمشاكل. محمود محمد علي موظف يؤكد انتشار بيع المخدرات بين طلاب التعليم الثانوي والفني بحجة التركيز وسرعة التحصيل حيث تباع أقراص من المواد المخدرة ذات الطعم المميز وربما يكون بطعم الفراولة لجذب الطلاب ويدعي مروج هذه الأقراص أنها مناسبة وليس لها أضرار وهذا غير صحيح فهي تقع تحت قائمة المواد المخدرة ويجب منع تداولها بين الطلاب. ويرجع بشري زكي مهندس زراعي وجود مثل هذه السلبيات بمدارسنا لانتشار السلبية في المجتمع فالكل يرفع شعار "وأنا مالي خليني في حالي" كما ان تكالب الآباء علي توفير لقمة العيش وراء تفاقم المشكلة لذا يجب علي كل أب وأم متابعة أولادهم ومراقبة سلوكهم. وتوضح مني وحيد موظفة أنها وجدت في حقيبة نجلها قرصاً مكتوباً عليه إنه يجلب السعادة وعندما سألته كان الرد بأن أحد أصدقائه بالمدرسة أعطاه القرص من أجل التركيز والمساعدة علي المذاكرة وعندما بحثت بالنت عن اسم هذا الدواء علمت أنه من المواد المخدرة وذو تأثير خطير علي من يتناوله. حالات فردية و أكد طه عجلان وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية أن هذه السلبيات لا تزال حالات فردية ولا تندرج تحت مسمي ظاهرة فهناك معلمون شرفاء محترمون وإن وجد مخالفون فهم قلائل وإذا ثبت تورطهم يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم . حملات توعية وتري شيرين بكر مدير عام إدارة وسط القاهرة التعليمية وعضو برنامج حماية الطفل بوزارة التربية والتعليم أن هناك قلة من العاملين داخل المنظومة التعليمية يرتكبون مثل هذه الأخطاء ويتم إحالتهم فوراً للشئون القانونية أما إذا كانت واقعة الاغتصاب بين طلاب فيتم إحضار ولي الأمر ومتابعة الطلاب من قبل الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة لتعديل السلوك كما أن هناك حملات توعية باستمرار للطلاب . تشير دكتورة نادية زكير استشاري نفسي بخط نجدة الطفل إلي وجود شكاوي كثيرة للتعدي علي الأطفال جنسياً خاصة ذوي الإعاقة الذهنية والتوحد حيث ان الطفل يكون فاقداً للقدرة علي التعبير وشرح الموقف ولا يتم اكتشافه إلا عن طريق ملاحظة الأم للسلوك الخاطئ لطفلها فهو يعيد تكرار تلك الممارسات مع الآخرين غير مدرك لهذا الخطأ. وعندما تلجأ إلينا الأم لمعالجة الطفل نوجهها لكيفية التعامل معه وإزالة الأثر النفسي وتعديل السلوك الخاطئ وتوجيه الطفل لممارسة أنشطة أخريوالقيام بحملات توعية ودورات تدريبية للاخصائيين النفسيين والاجتماعيين بالمدارس لكيفية التعامل مع تلك الحالات وطريقة توعية الأطفال من خلال التعليمات المصورة التي تناسب سنهم وإدراكهم لكيفية التعامل مع الغرباء دون خوف حتي لا نخلق مشكلة جديدة ترعبهم من المجتمع المحيط. دور الأسرة يشير دكتور أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع إلي أنه للحد من هذه المشكلة لابد من زيادة الرقابة من جانب الأسرة والمتابعة الجادة للطفل وأي تغير يحدث علي سلوكه وعدم تركه للمربيات وملاحظته بصورة مباشرة وغير مباشرة أثناء الدروس الخصوصية التي غالباً ما تشهد تلك الممارسات واحتواء الطفل لبث الاطمئنان في نفسه ليحكي كل ما يتعرض له لوالديه دون صب الغضب عليه ومعاقبته لسلوك غير مسئول عنه كما ان لرقابة المدرسة دوراً مهماً جداً مع وجود إشراف علي كل الفصول وتشديد الرقابة علي الأماكن المتطرفة مثل الغرف المغلقة والأسطح مع تشديد معاقبة الجاني. منتجات سامة ويضيف دكتور عادل شطا مدير مستشفي الطوارئ بمستشفي الحسين الجامعي أن كل المنتجات التي تباع علي أسوار المدارس التي تحتوي علي مواد صناعية وألوان لجذب انتباه الأطفال في منتهي الخطورة علي صحة الصغار وقد تتسبب للبعض في حساسية من مادة معينة أو قيء وإسهال كذلك أنواع الكيكات والمعجنات التي يدخل في تكوينها مادة الجيلاتين التي تتفاعل مع العجين في درجات الحرارة العالية لتنتج مواد كيميائية قد تكون مضرة علي المدي البعيد بالإضافة إلي الباعة الجائلين المنتشرين بجوار أسوار المدارس لبيع المأكولات السريعة من مصنعات اللحوم والمثلجات التي قد تؤدي إلي اضطرابات في الجهاز الهضمي والعصبي والتأثير علي التركيز مؤكداً أنه لابد من تعاون جميع الجهات المعنية لفرض رقابة صارمة تمنع وصول تلك السموم.