تعاني الحياة الحزبية في مصر حالة من الضعف الشديد بعد تحول الأحزاب إلي أحزاب عائلية يحتل مناصبها القيادية ويتوارثها الأقارب والأصهار وسيطر علي بعضها رجال الأعمال وجعلوها في خدمة مصالحهم وكنوع من الوجاهة السياسية مما انعكس علي أدائها في الشارع وتحت قبة البرلمان بالسلب وفقدت المصداقية لدي الجماهير. ففي حزب الحركة الوطنية كان نائب رئيس الحزب الحركة الوطنية وزوج بنته عضو هيئة عليا. في حزب الجيل رئيس الحزب وابنه امين شباب. في حزب مصر الحديثة رئيس الحزب وزوجته امينة المرأة. في حزب الغد كان رئيس الحزب وزوجته. وهو نموذج يتكرر بشكل كبير في اغلب الاحزاب المصرية. بل ان الاتهام الرئيسي لفؤاد بدراوي داخل حزب الوفد. انه يتصور ان الحزب ميراثه عن جده فؤاد باشا سراج الدين رئيس الحزب السابق. "الجمهورية" واجهت عدداً من اصحاب تلك التجارب لمعرفة موقفهم من تلك الظاهرة وتأثرها السلبي علي الحياة السياسية أكد ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي انه يوجد فرق كبير بين الأحزاب العائلية والأحزاب التي تضم أقارب وبين الشللية التي تحكم بعض الأحزاب فالاحزاب العائلية التي يضم مستواها القيادي أفراد من عائلة واحدة ظهرت في بداية تكوين الحياة الحزبية المصرية وكانت تغلق ابوابها تمام أمام أي عضوية جديدة خوفا من الانقلاب علي رئيس الحزب والذي تحول في هذا المناخ إلي صاحب للحزب وكان أبرز مثال لها هو حزب الأمة برئاسة الحاج أحمد الصباحي لكن سرعان ما اختفت هذه الأحزاب وأصبحت غير موجودة علي الساحة الحزبية فالعمل الحزبي قائم علي انتخاب المستويات القيادية من رئيس الحزب والأمين العام ..امين الصندوق ..نائب الرئيس وتولي هذه المواقع الحزبية بالانتخاب يتطلب أن يكون لمن ينتخب أنصار ينتخبونه وللاسف البعض ممن يجهل التكوين الحزبي يسمي هولاء الأنصار بالشللية يعني شلة الرئيس. ..شلة الأمين العام ..الخ وهي في هذه الحالة لازمة للعمل الحزبي ولا يمكن الاستغناء عنها مطلقا. أوضح د.طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان سبب ضعف الاحزاب السياسية بمصر يرجع لعدة أسباب منها وجود رجال الأعمال في بعض الاحزاب وذلك لتمويلها وهذا يحدث في معظم بلاد العالم ويوجد الكثير من رجال الاعمال بمصر يمولون بعض الاحزاب السياسية كحزب المصريين الاحرار وحزب مستقبل وطن وغيرهم من الاحزاب المتواجدة علي الساحة السياسية في مصر. ولكن علي الجانب الآخر الشللية ووجود العصبية العائلية بالأحزاب ادت الي فشل التواجد الايجابي والاداء الجيد للأحزاب بالبرلمان المصري وجعلها اكثر ضعفا وهشاشة كما بدت بانها تتعاون مع الحكومة وتؤيدها في جميع قرارتها بل وتأخذ الدعم منها بدلا من وجود المعارضة الصحية التي تهدف الي السلطة وهذا هو هدف وجود الاحزاب السياسية في اي بلد ولذلك فقدت الاحزاب هيبتها امام الشعب والسلطة بجانب وصفها بحزب العائلة التي تقف بجانب رئيس الحزب دون مناقشة رؤيته او افكاره الحزبية. أضاف المستشار يحيي قدري مؤسس تيار التنوير أنه ضد الاحزاب العائلية التي تتكون من عدة اقارب لرئيس الحزب ويورث جميع المناصب القيادية لاقاربه لضمان الولاء الكامل له ولضمان استيلائه بشكل غير مباشر علي الحزب وقياداته الي الابد مما ادي الي هزال وضعف الاحزاب المصرية وخاصة علي الساحة السياسية وفي مجلس النواب اثناء دورة الانعقاد الاولي. المهندس ياسر قورة مساعد رئيس حزب الوفد أكد أن وجود رجال الأعمال والمستثمرين في بعض الاحزاب السياسية ودعمها ساعد علي وجودها في الشارع المصري ووصول افكارها للمواطن المصري البسيط وعمل انشطة اجتماعية كبري تصل لاغلبية محافظات ونجوع مصر وهذا نظام طبيعي تتبعه اغلب دول العالم لكن وجود احزاب عائلية وافراد ينتمون الي عائلة واحدة فقط يؤدي الي ضعف اداء الاحزاب بالطبع ويفتقر لروح المعارضة والابتكار والتجديد في فكر ورؤية الحزب وبالتالي تجميد نشاطه وأفكاره ويختصر الحزب في شعار ومقر.