كنا نقضي الليل في الخنادق ونري منازلنا مهدمة من جراء القصف الإسرائيلي العشوائي وكان ذلك كفيلاً ان ينمي لدي رغبة الانتقام لأهلي.. ولقد كان الشباب هو الوقود الحقيقي للجيش بعد النكسة الذي اعتمد بشكل كبير عليه.. وكنا نردد جملة واحدة طوال فترة التدريب "النصر أو الشهادة".. فقد كان المقارنة النظرية بين طائراتنا وطائرات العدو تؤكد ان انتصارنا محالاً. اللواء طيار .ح نصر موسي أحد نسور أكتوبر ..73 ابن مدينة السويس الباسلة تخرج عام 1970 في الكلية الجوية.. تلقي تدريبات في قيادة الطائرة ميج 21 بالاتحاد السوفيتي.. قام بتدمير الأهداف التي تم تحديدها له كاملة طوال فترة الحرب. يروي تفاصيل مختلفة عن معركة تحرير أرض الفيروز في أكتوبر 1973 فقد كان شاهد عيان علي نكسة 67 وكان وقتها طالباً في الصف الثاني الثانوي.. ورأي بعينيه طائرات العدو "الفانتوم" وهي تقصف مدينة بأكملها وتقتل المدنيين العزل.. بدأ حديثه قائلاً: كنا نقضي ساعات الليل في الخنادق وقت الحرب وفي الصباح نري المنازل أشبه بمصفاة من جراء القصف العشوائي عليها بقصد قتل المدنيين.. كما شاهدته كان كافياً ان ينمي لدي رغبة الانتقام لمدينتي وأهلي وجيراني فضلاً عن تهجيرنا قسراً إلي محافظات مصر المختلفة فقدمت إلي القاهرة مع أسرتي الصغيرة وأمام عيني هدف واحد اتمام المرحلة الثانوية والالتحاق بإحدي الكليات العسكرية.. وأضاف كنت أريد ان انضم لسلاح البحرية ولكن عند التقدم أخبروني اني لائق للقوات الجوية فقلت "أياً كان موقعي سأنتقم ممن استباحوا دم أهلي"..وبعد مرور عدة أشهر علي التحاقي بالكلية الجوية تم اختياري و400 طيار آخرين للسفر إلي روسيا للتدريب وقضيت بها فترة تجاوزت السنة بعد أشهر لأعود لبلدي طيار ميج "21" ولست محارب ميج "21" وفقاً لخططة الخداع الاستراتيجي خلال حرب الاستنزاف وقبيل حرب ..73 وعدت لاتدرب من جديد علي فنون القتال بالطائرة ميج خلال حرب الاستنزاف التي كانت هي المدرسة التي تعلمنا فيها فنون القتال بالإضافة إلي قيامي بنقل خبرة قيادة تلك الطائرة لزملائي. قال اللواء نصر موسي "في اليوم الأول لشهر أكتوبر 1973 نما لدي إحساس أن الحرب قادمة خلال هذا الشهر وظل الحلم يراودني كثيراً خلال الأيام الأولي لهذا الشهر.. وكان مشهد القصف الذي طالما رأيته في مدينتي الباسلة "السويس" كمشاهد فيلم أمام عيني لا ينقطع ولا ينتهي وكل لحظة كنت أقوم فيها بالتحليق فوق أرض سيناء بطلعات استطلاعية كنت أريد ان اقوم بالهجوم علي دشم العدو.. ولكني كنت أمني نفسي أن الحرب قادمة لا محالة وأن النصر حليفنا بإذن الله. الإعداد النفسي للمعركة أضاف اللواء نصر موسي "تلقينا محاضرات عن الحرب لشحنهم الطيارين للانتقام مما حدث في نكسة يونيو والتصميم عليه وكان يتردد علي ألسنة الجميع جملة واحدة وهي "النصر أو الشهادة" فلولا الضربة الجوية لما تم الانتصار في السادس من أكتوبر ولولاها أيضاً لما تمكنت قواتنا من العبور في 6 ساعات فقط. وقال موسي ان طائرات الفانتوم التي كان يستخدمها العدو كانت امكانياتها كبيرة ولا يمكن مقارنتها بالميج 21 التي كنا نستخدمها فالطائرة الفانتوم تحمل 7 أطنان من القنابل ووقود يكفي 4 ساعات طيران ويوجد بها رادار لمسافة 4500 كيلو متر وجهاز ملاحي دقيق جداً وجهاز تنشين دقيق جداً وبالمقارنة النظرية بين الطائراتين كان انتصارنا محالاً بالإضافة إلي أن عدد الطائرات بالجيش المصري آنذاك لا يقارن بطائرات الجيش الإسرائيلي وبذلك تتضح أكذوبة التفوق النوعي للجندي الإسرائيلي وأثبتنا التفوق النوعي قبل العددي للمحارب المصري. وحول الأوضاع الحالية في البلاد أكد موسي أن القيادة السياسية نفذت خطة لاقتلاع جذور الإرهاب من سيناء وتنمية تلك المنطقة الغنية بكافة الثروات ومقومات التنمية وذلك بالتوازي مع تنمية كافة ربوع الوطن ومحاربة الفساد حيث ان العمل بالمشروعات التنموية يجري علي قدم وساق في كافة الاتجاهات.