«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبطال منسيون .. كلمة السر فى تحقيق نصر أكتوبر
نشر في محيط يوم 27 - 06 - 2015

العاشر من رمضان يأتى علينا محملا بذكرى نصر أكتوبر ، و التى نحاول فيها أن ننفض الغبار عن بعض الأبطال الحقيقيين الذين صنعوا النصر و لكنهم ظلوا فى الظل .. أبطالا منسيين .
تكشف لنا صفحة أبطال منسيون ، و المجموعة 73 مؤرخين الكثير عن هؤلاء الأبطال الذين قبعوا فى الظل دون أن يعرف عنهم العالم شيئا ، و كانوا هم بمثابة كلمة السر فى تحقيق النصر ، الذى لولاهم ما تحقق .
من أوائل الشهداء
لم يسمع عنه الكثير لأنه ظل يعمل في صمت منذ التحاقه بالكلية الحربية وحتي استشهاده في صباح السادس من أكتوبر عام 1973 وقبل بدء حرب النصر بساعات قليلة.
هو الشهيد عبد الهادى السقا و الذى كانت مهمته استطلاع المعلومات عن العدو ، و يروى فى مذكراته " 159 يوما خلف خطوط العدو الإسرائيلي في سيناء المحتلة " و التى سطرها فى الميدان ، معلومات وأسرار ما قام به ضمن فرق المخابرات الحربية والاستطلاع في الإعداد لحرب أكتوبر ، و كيف كان هو و فريقه " كلمة السر " في تحقيق نصر أكتوبر 73 ، بما قاموا به من عمليات خلف خطوط العدو في سيناء المحتلة آنذاك.
كان يشعر السقا بأنه على موعد مع الشهادة ، فكان يبدأ مذكراته بقول الله تعالي ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، مدونا ماقام به وزملاؤه حتي قبل استشهاده مباشرة.
العملية التي قام بها عبد الهادي السقا قبل استشهاده ، هو استطلاع المعلومات عن العدو ، للإعداد للحرب ، وكان لها أثر كبير في دعم القوات المسلحة المصرية بالمعلومات اللازمة عن العدو .
عبد الهادي السقا، ولد في 12 أبريل 1949 بعزبة الشارية قرية معنيا بمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة ، وتكريما له من محافظة البحيرة تم تسمية مدرسته الإعدادية باسمه مدرسة الشهيد عبد الهادي السقا الإعدادية للبنين .
التحق بالكلية الحربية في 15 أكتوبر 1966، دفعة الشهيد إسماعيل صبري (دفعة 53) بسلاح المدرعات، وانضم لسلاح المخابرات الحربية والاستطلاع في 9 سبتمبر 1968بالكتيبة التاسعة استطلاع خلف الخطوط حيث تم اختياره ضمن خمسة من الضباط المتميزين من دفعته للعمل بسلاح المخابرات الحربية والاستطلاع.
وهو برتبة ملازم تم تكليفه لتنفيذ مهمة استطلاع في السادس من شهر يونيو 1969، بعد مرور عامين علي النكسة، نفذ المهمة باقتدار لمدة تزيد عن 5 أشهر انتهت في العاشر من نوفمبر .1969 ، وأثناء تنفيذ مهمته وعندما رآه بدو سيناء قالوا إنه يشبههم كثيرا ، وكان ذلك أحد أسباب نجاح مهمته .
وعقب عودته من مهمته خلف خطوط قوات الاحتلال، منحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، نوط الشجاعة العسكري في 3 فبراير 1970 ، وأثناء زيارة الرئيس السادات إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع في 12 أغسطس 1971 لتكريم الضباط الذين قاموا بأعمال بطولية خلف خطوط العدو منحه نوط الترقية الاستثنائية ، وتمت ترقيته من رتبة الملازم أول إلي رتبة النقيب قبل دفعته .
29 سبتمبر 1973 كان آخر لقاء لعبد الهادي السقا مع أسرته قبل استشهاده ، وقال لوالدته إن لديه امتحانا للترقي وطلب منها الدعاء له ولمصر ، وكان ذلك ضمن الخداع الإستراتيجي للحرب ألا يخبر أحدا بمهمته .
في يوم استشهاده في السادس من أكتوبر 1973، وقبل الحرب بساعات قليلة ، وأثناء عبور الطائرات الهليكوبتر التي كانت ضمن مجموعات استطلاع خلف خطوط العدو ومجموعات الصاعقة، وعلي مسافة 10 كيلومترات شرق القناة وفي عمق سيناء اعترضتهم طائرة فانتوم إسرائيلية وأطلقت صاروخا علي الطائرة الهليكوبتر التي كانت تقل الضابط عادل فودة ومجموعته ، ولكن الطيار أجري مناورة فأصاب الصاروخ طائرة النقيب عبد الهادي السقا ليستشهد هو ومجموعته، ليكون عبد الهادي السقا أول شهيد في كتيبة الاستطلاع ، وتمت ترقيته بعد استشهاده لرتبة رائد شهيد ، و كان يعد قدوة فى الأخلاق و التفانى ، و خرجت قريته بأكملها لتشييعه .
وتكريما له بعد استشهاده، منحه الرئيس السادات نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي في 20 ديسمبر .1975 كما كرمه بعد استشهاده سلاح المخابرات الحربية والاستطلاع وتم إطلاق اسمه علي مبني قيادة الكتيبة التاسعة استطلاع خلف خطوط العدو ليصبح مبني البطل الشهيد الرائد عبد الهادي السقا.
صاحب أشهر صورة فى الحرب
صاحب واحدة من أشهر صور حرب أكتوبر 73 المقاتل البطل عبدالرحمن احمد عبداللاه القاضى ، ابن مدينة المراغة ، محافظة سوهاج ، موجه ابتدائى على المعاش ، و أحد أبطال الكتيبة 212 دبابات في الفرقه 19 مشاة .
التحقت بالتجنيد بعد تخرجى 4 اكتوبر 1967 فى سلاح المدرعات ، ثم انضم للكتيبة 212 الفرقة 19 مشاة ، و التى كان مقرها بالكيلو 16 طريق القاهرة السويس ، عايش حرب الاستنزاف و مبادرة روجرز و وقف اطلاق النار .
يروى عن حرب الاستنزاف قائلا : كانت فترة قاسية جدا ، كنا تقريبا بشكل يومى نتعرض لقصف بالطائرات أو المدفعية أو كلاهما لمدة 16 ساعة ، و كان العدو يزيد تحيته لنا يوم الجمعة بأن يجعل القصف يستمر لفترة أطول قد تصل الى 20 ساعة ، و رغم ذلك كنا نمارس حياتنا بشكل عادى ، كنا نغسل ملابسنا و ننشرها على الرمال ، نصلى فرادى أو جماعة , نتوضأ او نتيمم تبعا لما تقتضيه الظروف ، مستشهدا بمقولة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر "جنودنا يتطعمون بجو المعارك كلما اشتد عليهم قصف العدو !!"
كان القاضى الجندى المسئول عن الاتصالات ، و يروى موقف له مع قائده علمه فيه معنى هدوء الأعصاب ، قائلا : كنت فوق تبة متوسطة أقوم بتوصيل خطوط الاتصالات ، عندما تصل بى قائد عمليات الفرقة و قال لى : وصلنى برئيس عملياتك بسرعة .
فنزلت من على التبة جريا تجاه "رئيس العمليات" و قولت له , قائد الكتيبة طالب سيادتك يا فندم ، ففوجئت به يجيب قائلا : مش هاكلمه ...يا بارد !!!
- يا فندم ده عالخط !!!!
- قلت مش هاكلمه يا بارد !!!!
لم افهم معنى موقفه ، لكنه حدث القائد طبعا ، و قصد من ذلك أن يعلمنى هدوء الأعصاب تحت أى ظرف ، فقال لى بعد ان أنهى مكالمته مع قائد العمليات : لما زمايلك يشوفوا عسكرى الاتصالات بيجرى كده يقولو ايه ، الحرب قامت ، سيطر على أعصابك دايما يا عبدالرحمن ، ثم ابتسم قائلا : مش عاوز اشوفك بتجرى بعد كده حتى لو الحرب قامت .
جنود الاتصالات كانوا تقريبا ثابتين فى أماكنهم ، لم يعبروا إلا بقيام الحرب ، و لكنهم كانوا يتابعون مجريات الحرب و تأثيرها على الجنود ، و يشاهدون زملائهم و هم يعودون جثث هامدة أو مصابين .
و نظرا لاننا كقوات مدرعات كنا تقريبا ثابتون فى اماكننا , لم نعبر الا بقيام الحرب , لكننا كنا نتابع بشغف عمليات حرب الاستنزاف التى كان يقوم بها زملاءنا من الاسلحة المختلفة , سواءا المشاة او القوات الخاصة .
و قال القاضى : كان دورى كجندى الاتصالات هو مسئولية اتصالات الكتيبة ، و المسئول عن مد خطوط الاتصالات اللاسلكية ، لم نشارك فى الحرب إلا وقت العبور .
و عن يوم العبور قال كنت أتعجب من رسائل اللاسلكى ، و تلك المعلومات التى تنقل ، رغم أن العدو يتنصت ، و لكنى عرفت بعد ذلك أنها كانت من أساليب الخداع ،ووصلنا ان ساعة الصفر هى الساع 2 ظهرا ، من تخطيط اللواء عبد الغنى الجسمى ، الذى كان اسمه يساوى لدينا " الحرب " .
و تابع : لم نعبر الا بغد إنشاء الكبارى و فتح ثغرات الساتر الترابى ، الا ان المشهد الذى كان يجعل الدموع تنهمر من عيوننا و يجعلنا نتشوق للعبور في هذه اللحظة قبل التالية ، مشهد علم مصر المرفوع و المرفرف على الجبهة الشرقية أمامنا .. لقد اعتدنا رؤية العلم الملعون ، علم اسرائيل امامنا طوال السنوات الماضية ، .فلك ان تتخيل شعورنا حينما أصبح علم مصر...علم بلدك هو المرفوع امامنا ، .شعور لا يوصف .
عبرنا فى اليوم التالى لبداية الحرب "صباح 7 أكتوبر " حين عبرنا كان موجود على الضفة الشرقية مراسلين حربيين يرتدون زيا مدنى و معهم كاميرات , لقد تعجبنا من وجودهم قبلنا و كيف عبروا فى أتون الحرب المشتعل ، و لقد التقطوا العديد من الصور لنا فور عبورنا و رصدوا مشاهد فرحتنا بالعبور و تحمسنا لما هو آت من قتال.
تحركنا الى داخل ارض سيناء الحبيبة ، و توجهنا بدباباتنا الى منطقة تسمى "الجباسات" و لم نمكث هناك ساعات ، إلا و جاءت لنا الاوامر بالتحرك الى نقطة "عيون موسى" شديدة التحصين ، يصل سمك سقفها إلى 9 أمتار , و تعمل أبوابها الحصينة بتحكم كهربائى ، و كانتتحتوى حتى على سينما للترفيه عن جنود العدو !!!
عندما وصلنا "عيون موسى" و تمركزنا فيها ، كنا محافظين على صيامنا رغبة فى الموت صائمين ، حيث كان كل منا يعتبر نفسه ميتا ما لم يثبت العكس .
كان الاسرائيليون بحكم كونهم محاصِرين لنا ونحن , و محاصَرين لهم , عندما يمنعون عنا الطعام كنا نقصف قوافل طعامهم بالمدفعية فيعلمون انهم ان جعنا , جاعوا !
لقد تعايشنا مع فترة الثغرة بشكل ممتاز ، كنا نقيم حفلات سمر لرفع الروح المعنوية ، و صممت مع زميل لى فرن من نصف برميل و كنا نستخدم صوانى الصواريخ – و هى قاعدة الصاروخ بعد ضربه فكانت قاعدة الومنيوم لامعه – كنا نستخدمها كصوانى للطهو و الخبيز ، و كنا نشرب من عيون موسى "الاثنى عشر عينا "
كنا نصلى كثيرا بالاحذية "البيادة " و متيممين ، وأذكر اثناء تيممى فى مرة من المرات و ما ان رفعت يدى عن الارض الا و وجدت شظية من جراء قصف قد بدأ و رسمت عدة خطوط على موضع يدى فى الرمال فلو ابطأت يداى فى الحركة للحظات لكانت قد بترتها الشظايا ، فوددت ان اعود سريعا للملجأ , لكنى بالعناد اكملت تيممى بوضع يدى فى نفس موقع مسار الشظية , ثم عدت الى خندقى لنصلى .
لقد عبرنا 33 دبابة ، و رجعنا 33 دبابة ، لقد استشهد من كتيبتى فقط اثنان من الضباط و اثنان من الجنود و جندى واحد مفقود .
خرج عبد الرحمن القاضى من الخدمة ، و عاد للحياة المدنية كمربى للأجيال ، أخوته و أبناء أخوته يؤكدون أن الصورة الشهيرة تخصه ، أما هو فقال مبتسما : لا يهم الصورة لمن ، الأهم انها لمقاتل مصرى ، عبر و انتصر و سواءا كنت أنا أو غيرى ، فلا يهمنى أن أجزم و اقول إنه أنا رغم وجود ما يشيرل لذلك ، الأهم بالنسبة لى أنها كانت صورة من أيام النصر!!
صائد الطائرات
فى هذه الصورة يظهر المقاتل " علوان " مع الرئيس أنور السادات وبعض مراسلين الصحف الأجانب ، عام 1975 ، التقطت على ظهر المدمرة 6 أكتوبر ، بعد إعادة افتتاح قناة السويس ، وتحرير سيناء .
المقاتل علوان ، ابن كفر الدوار ، و أحد المقاتلين البواسل في حرب أكتوبر 1973 ، وهو صائد للطائرات و كان يعمل بصاروخ "استيريللا " ، أو "سام 7 " المحمول على الكتف ، المضاد للطائرات .
وبحسب الأوامر العسكرية الصارمة ، تكون قوات الدفاع الجوي ( مدفعية – صواريخ ) مقيدة وخارج الخدمة القتالية ، ولا يسمح لها بالاشتراك في القتال ، إلا بعد صدور الأوامر المحددة لها ، و لكن المقاتل علوان تجاهل هذه التعليمات جانبا !.
وفي يوم 14 اكتوبر 1973 كانت طائرتان مصريتان "ميج 19 و سوخوي 7 " عائدتان بعد معركة جوية وخلفهما طائرتين ميراج إسرائيليتين تفوقهما في مدى القتال ، ترك علوان طائراتنا تمر من أمامه ، وأطلق صاروخه على الطائرات الإسرائيلية ، فدمر واحدة ، وفرت الثانية .
سرعة الطائرات في ذلك الوقت حوالي 300 متر في الثانية ، وسرعة الصاروخ "الاستيريللا "سام 7 ، ضعف هذا الرقم ، والزمن المقدر لهذه الاشتباكات الجوية ، هو أجزاء من الثانية ، للمراقبة والتفكير واتخاذ القرار ثم إطلاق الصاروخ ، و لأول مرة فى تاريخ العسكرية خالف المقاتل علوان الأوامر ، واتخذ القرار بنفسه وأطلق صاروخه .
ومن إنجازاته إسقاط سبع طائرات إسرائيلية ، وإصابة اثنتين ، و أسر اثنين طيارين اسرائيلين ، وإنقاذ طائرتين مصريتين ، وهو انجاز عسكري كبير لصائدى الطائرات .
حصل المقاتل علوان على وسام نجمة سيناء ، وبعد انتهاء مدة خدمته العسكرية في عام 1974 ، عاد إلى بلدته ، وأصبح مسئول التنمية بالوحدة المحلية بكفر الدوار ، وتوفي عام 2009 .
بطلا الممرات وحقول الألغام
مرتضى الملقب ب" بطل الممرات " أمضى 6 أيام بلياليهم دون راحة ، يبطل مفعول القنابل الزمنية التى نلقيها طائرات العدو الإسرائيلية فوق مطاراتنل الحربية .
كان مرتضى يبطل ثلاث قنابل فى وقت واحد ، نجح فى إبطال اثنتين ، و انفجرت الثالثة ، و هو يحملها ليلقيها بعيدا عن طائراتنا .
أما نبيه جرجس فهو " بطل حقول الألغام " نبيه جرجس أسهم فى فتح الثغرات عبر نطاقات الألغام داخل و حول حصن بارليف ، و استشهد و هو يفتح الثغرة الثالثة فى حقول الألغام الإسرائيلية .
الكوماندوز
"شيزام" كما اشتهر فى فرقته أو محمد محمد خليفة ، يطلق عليه أبناء الإسماعيليه "الفدائي الكوماندوز" ، شارك في القتال ضد الإنجليز ، وحرب العداون الثلاثي ، وحرب النكسة ، وحرب الاستنزاف ، ونصر أكتوبر .
هو أول فدائي يعبر قناه السويس مع الجيش المصري في حرب الاستنزاف ، و شارك في معركة جبل المر ، وهي أقوي التحصينات الاسرائيلية ، أسر 7 جنود صهاينة ، و حصل علي العديد من الأنواط أهمها نجمه سيناء .
صائد الدبابات
مهندس زراعى استطاع أن يحفر اسمه فى الموسوعات الحربية باسم " صائد الدبابات " ، هو الرقيب الأول محمد عبد العاطى عطية شرف ، حصل على نجمة سيناء من الطبقة الثانية لتدميره 23 دبابة بمفرده خلال حرب أكتوبر .
مقاتل عنيد بدأ مع سلاح الصاعقة ثم انتقل الى سلاح المدفعية وتخصص في الصواريخ المضادة للدبابات ، كان أول فرد من مجموعته يتسلق خط برليف والساتر الترابي على ضفة القناة الشرقية .
دمر يوم 8 اكتوبر 1973 13 دبابة من أصل 13 صاروخ دون خطأ واحد ، في يوم 9 أكتوبر 1973م كان له موعد آخر مع المجد حيث استطاع تدمير 7 دبابات إسرائيلية خلال ساعات قليلة وفرق تجمعها تماما ، ثم يأتي يوم 10 اكتوبر 1973م ليدمر 3 دبابات أخرى .
ولم يكتفي صائد الدبابات بهذا وان ينتظر الدبابات ليدمرها بل ذهب إليها بقدميه ! تسلل يوم 15 أكتوبر ويوم 18 أكتوبر إلى خطوط العدو ليدمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 23 دبابة و 3 مجنزرات ، توفي المقاتل الشجاع عام 2001 م .
مقاتل رغم العجز
الجندى الوحيد على مستوى العالم الذى قاتل بنسبة عجز 100 % ، هو البطل عبد الجواد ،جندى صاعقة مصرى ، رفض الخروج من الخدمة بعد اصابته التى تسببت فى اعاقاته ، وقام بتدمير مدرعة اسرائيلية ، وقتل 22 جندى اسرائيلى بعد الاصابة .
بالإضافة لسجله الحافل والمشرف المتضمن 10 عمليات تحت قيادة البطل " ابراهيم الرفاعى " أسطورة الصاعقة ، حيث تمكن قبل الإصابة من تدمير 16 دبابة و 11 مدرعة و2 عربة جيب و2 بلدوزر واتوبيسا بالإضافة إلى الاشتراك فى تدمير 6 طائرات اسرائيلية .
مجموعة الأشباح
" مجموعة الأشباح " و قائدهم " ديب سينا " و هو المجاهد عمران سالم عمران بدوي من أهل سيناء ، نفذ العديد من العمليات الكبيرة مع أصحابه، ودمروا دفاعات العدو فى رمانة وبالوظة ومطار العريش وقطعوا خطوط الإمداد.
وقاموا بنسف مستعمرة "نحال سيناى" التى كانت مقر قوات الهليكوبتر التى أغارت على جزيرة شدوان ، و أطلقوا 24 صاروخا على المستعمرة أدت لقتل 21 ضابطا وجنديا إسرائيليا وتدمير 11 طائرة، علاوة على تدمير مستعمرة الشيخ زويد بصواريخ الكاتيوشا وتدمير محطة رادار، وبلغت عملياته الجهادية قرابة 150 عملية، ومع ذلك طواه النسيان و لا يعرف الكثيرون شيئا عن بطولاته .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.