تعليم الجيزة تطلق "26 قرائية" لدعم مهارات الطلاب    جدول مواقيت الصلاة غدًا الجمعة 10 أكتوبر بمحافظات الصعيد    «مش فيضان».. عباس شراقي يكشف سبب ارتفاع منسوب مياه النيل    الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا تحتفل بتخريج دفعة جديدة من كلية الدراسات العليا    شركات الوقود الأحفوري بأوروبا تزعم أنها تستثمر في مصادر الطاقة المتجددة.. هل تم تنفيذها؟    موعد بدء العمل بالتوقيت الشتوي في مصر 2025.. وفوائد تغيير الساعة    حماس: مفاوضات شرم الشيخ أسقطت صفقة القرن وأحبطت المشروع الصهيوني    هند الضاوي: ترامب أخذ اللقطة من نتنياهو    هولندا تكتسح مالطا برباعية نظيفة في تصفيات كأس العالم 2026    أحمد عبد القادر يطلب 130 مليون جنيه لتجديد عقده مع الأهلي    مصر ترفع رصيدها إلى 9 ميداليات في اليوم الأول لبطولة العالم للسباحة بالزعانف    المعمل الجنائي يباشر فحص حريق شقة بالنزهة لتحديد أسبابه وحصر الخسائر    أخبار الفن اليوم: كاظم الساهر يحيي حفلا في الرياض 30 أكتوبر.. راغب علامة يعلق على إنهاء الحرب بغزة.. هناء الشوربجي تكشف حقيقة خلافها مع محمد هنيدي    شاب من ذوي الهمم يسأل أمين الفتوى: هل الوقيعة بين الناس حرام؟ (فيديو)    وصفة يوم الجمعة.. البطاطس المحشية باللحمة المفرومة «جددي بدل المحشي»    تعرف علي موعد أول أيام شهر رمضان 2026 فى مصر والدول العربية فلكيا    زيارة الأب بطرس دانيال للكابتن حسن شحاتة..صور    وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يتفقد إدارة المعامل والمعمل المشترك    رسالة النني للاعبي منتخب مصر بعد التأهل للمونديال    نوكيا تطلق هاتف Nokia Premium 5G بمواصفات رائدة وتقنيات متطورة    "متحدث فتح": نتنياهو حاول مرارًا نسف اتفاق وقف إطلاق النار ومصر لم تيأس    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9-10-2025 في محافظة الأقصر    على أنغام السمسمية.. مسرح المواجهة والتجوال يحتفل بانتصارات أكتوبر فى جنوب سيناء    إصابة 4 أطفال فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال في الخليل وجنين    مصدر من اتحاد الكرة ل في الجول: من السابق لأوانه تحديد المرشحين لتدريب مصر للشباب    جهاز تنمية المشروعات ينظم معسكر للابتكار ضمن معرض «تراثنا 2025»    خبيرة أمن: ترامب واضح في التزامه بجلب السلام للشرق الأوسط    بيت الزكاة والصدقات يثمّن جهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة    بارليف.. نهاية وهم إسرائيل.. تدريبات الجيش المصري على نماذج مشابهة ببحيرة قارون    ساليبا: نريد الثأر في كأس العالم.. والإصابة مزعجة في ظل المنافسة الشرسة    نتائج مباريات اليوم الخميس في دوري المحترفين    الاحتلال الإسرائيلي يطلق قنابل غاز مسيل للدموع وسط الخليل بعد إجبار المحلات على الإغلاق    جامعة قناة السويس ضمن تصنيف التايمز البريطاني لعام 2026    محافظ كفر الشيخ: تجربة مصر في زراعة الأرز نموذج يُحتذى إفريقيا    إعلان عمان: ندين ما خلفه الاحتلال من أزمة صحية كارثية بقطاع غزة    وزير التنمية النرويجي يلاطف الأطفال الفلسطينيين خلال زيارته لمستشفى العريش العام    «الجمهور ممكن يحب الشخصية».. سليم الترك يكشف عن تفاصيل دوره في لينك    بتكليف من السيسي.. وزير الصحة يزور الكابتن حسن شحاتة للاطمئنان على حالته الصحية    أطعمة تضر أكثر مما تنفع.. احذر القهوة والحمضيات على معدة فارغة    بالأسماء تعرف علي أوائل الدورات التدريبية عن العام 2024 / 2025 بمحافظة الجيزة    التضامن: مكافحة عمل الأطفال مسؤولية مجتمعية تتكامل فيها الجهود لحماية مستقبل الأجيال    النيابة العامة تصدر قرارًا عاجلًا بشأن المتهمين بقتل البلوجر يوسف شلش    استبعاد معلمة ومدير مدرسة بطوخ عقب تعديهما على تلميذ داخل الفصل    بالأسماء.. 24 مرشحًا تقدموا بأوراقهم لخوض انتخابات مجلس النواب بالإسماعيلية    نادي جامعة حلوان يهنئ منتخب مصر بالتأهل التاريخي لكأس العالم 2026    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 134 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    بعد معاينة الطب الشرعي.. جهات التحقيق تصرح بدفن طفل فرشوط بقنا    قسطنطين كڤافيس وشقيقه كيف يُصنع الشاعر؟    زيلينسكى يتهم روسيا بمحاولة زرع الفوضى فى أوكرانيا بقصف منشآت الطاقة    انتخابات النواب: 73 مرشحًا في الجيزة بينهم 5 سيدات مستقلات حتى الآن    كوارث يومية فى زمن الانقلاب…حريق محل مراتب بالموسكي ومصرع أمين شرطة فى حادث بسوهاج    إصابة 12 شخصا فى حادث انقلاب سيارة بطريق العلاقى بأسوان    إطلاق قافلة زاد العزةال 47 من مصر إلى غزة بحمولة 3450 طن مساعدات    9 أكتوبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية    التقييمات الأسبوعية للطلاب فى صفوف النقل عبر هذا الرابط    محمود مسلم: السيسي يستحق التقدير والمفاوض المصري الأقدر على الحوار مع الفلسطينيين والإسرائيليين    شاهيناز: «مبحبش أظهر حياتي الخاصة على السوشيال.. والفنان مش إنسان عادي»    دينا أبو الخير: قذف المحصنات جريمة عظيمة يعاقب عليها الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاوي الروح
تقدمها: دعاء النجار
نشر في الجمهورية يوم 07 - 10 - 2016

تلقينا عبر البريد الالكتروني للصفحة رسالة من شاب يعمل محاسباً باحدي الشركات الخاصة رفض ذكر أسمه حفاظاً علي مشاعر زوجته ويقول : زوجتي سيدة جميلة ومن أسرة محترمة ووالدها يتقلد منصب كبيراً لكن مشكلتي معها تتلخص في أنها كثيرة النكد وتعشق المشكلات علي اتفه الاسباب رغم أنها شديدة الطيبة والحنان.
وكانت خلال فترة الخطوبة التي دامت عام ونصف العام كالنسمة الجميلة. تتمني اليوم الذي يجمعنا معاً تحت سقف بيت واحد. وكانت تلح عليّ للاسراع بالزواج فكنت أظن انها هدية السماء لي.. لكن سرعان ما انقلبت حياتي إلي جحيم مع زوجة تحتاج إلي انسان من كوكب آخر يستطيع تحملها وتحمل نكدها الدائم فقولي لي ماذا أفعل مع من أصبحت "خميرة عكننة" تنغص عليّ حياتي؟
** عزيزي الزوج المعذب اذا كانت زوجتك قبل الزواج كالنسمة الجميلة وتحولت فجأة إلي "خميرة عكننة" كما ذكرت في رسالتك فيجب أولاً ان تسأل نفسك لماذا؟ فالمرأة عادة تلجأ لاساليب العنف النفسي كالزعل والنكد واثارة المشكلات علي اتفه الاسباب لتحصل علي حقوقها او لتثبت قوتها أمامك.
فما انصحك به هو الصبر الجميل. وعدم فعل ما يغضبها ويخرجها عن شعورها والتمس لها الأعذار ما استطعت طالما أنها تمتلك صفات جميلة قد تجعلك تتغاضي عن عيوبها التي يسهل السيطرة عليها اذا ما استخدمت ذكاءك في التعامل معها.
العانس
ضاقت بي الأرض بما رحبت ولم أجد أمامي سوي أن أكتب إليك لكي تخلصيني من همي الثقيل.. ولكي تقولي لي ماذا أفعل. فأنا شابة في أواخر الثلاثين. أقيم بإحدي قري محافظة الشرقية.. حصلت علي معهد خدمة اجتماعية ولا أعمل. ومنذ وفاة والدي قبل سبع سنوات وأنا أعيش مأساة حقيقية وسوء حظ لا يوجد له مثيل.
ومن البداية سأكون صادقة معك في كل كلمة سأقولها. فلم ينعم عليّ الله بالجمال.. وبدينة وابدو أكبر من سني.. ومنذ أن أنتهيت من دراستي رفضت فكرة النزول للعمل لأنني لا استطيع مواجهة المجتمع. بشكلي الذي ينفر الجميع مني. في حين أن لي شقيقتين أصغر مني تزوجن وأنجبن وكذلك صحباتي وزميلات الدراسة جميعهم تزوجن ويعيشون حياة مستقرة وسعيدة.
مرت كل هذه السنوات من عمري.. ولم يطرق بابي عريس واحد يعطيني الثقة والأمل في الحياة وانني ذات يوم سأكون زوجة وأماً مثل كل فتاة في هذه الحياة. كنت قبل زواج شقيقاتي أشعر أن غداً سيحمل لي الأفضل.. وأن الله سيعوضني خيراً لأنني حرمت مما ينعم به جميع من حولي بالزواج والانجاب.
لكن اسودت الدنيا أمام عيني بعد زواج شقيقاتي. وبدأ الجميع ينظر لي نظرة العانس التي فاتها قطار الزواج.. ولا أخفيك سراً أن الغيرة أصبحت تقتلني. ولا أعرف لماذا حياتي مظلمة إلي هذا الحد حظي تعس ولا يوجد أي جديد يعطيني بصيص أمل وللاسف كل يوم يمر عليّ أجدني كارهة الحياة وكارهة من حولي.
أنظر لنفسي في المرآة فاتحسر علي شبابي الذي ضاع بلا جدوي لا زوج يكون شريكي وسندي بعد والدي رحمه الله عليه.. ولا طفل يناديني بأجمل كلمة تتمني أن تنادي بها امرأة.
تصلك رسالتي وكلي ألم وحسرة لما أنا فيه. لم أعد أحب الآخرين ولا حضور المناسبات الاجتماعية خوفا من التعليقات والأسئلة السخيفة التي لا ترحم. حتي أصبحت أتمني الموت لأستريح من همي الثقيل.
** عزيزتي صاحبة هذه الرسالة التي أحزنتني كثيراً من فتاة متعلمة وحاصلة علي مؤهل فوق المتوسط مثلك وتعلم جيداً أننا نعيش في هذه الحياة ونصيبنا مكتوب ومقدر.. وأن الزواج قسمة ونصيب.. وبسبب نظرتك الضيقة للامور أضعت سنوات طويلة تبحثين فيها عن سراب. نعم سراب. أسمه ¢ ضل رجل ¢ كما يقول المثل الشعبي. فالسعادة يا أختي الكريمة ليس لها علاقة بالزواج والانجاب أو حالتنا المادية والاقتصادية. وأسألي كل المتزوجات من حولك هل هن سعيدات أم لا ووقتها ستعرفين أن السعادة تنبع من داخلك و ستجديها في الرضا بما قسمه الله لك.
والعجيب أنك اخترتي لنفسك السجن بين ¢ أربع حيطان ¢ في أنتظار ¢ العدل ¢ كما يقولون في الإحياء. والمناطق الشعبية.. دون عمل أو هدف أو حتي أمل في غد أفضل. فكيف سيطرق الخطاب بابك وانت حبيسة أربعة جدران. وكيف سيطرق الخطاب بابك وانت بدينة ولا تهتمين بمظهرك. كيف سيطرق الخطاب بابك وأنت ناقمة علي حياتك وتندبين حظك التعس ويتملكك اليأس والاكتئاب وتحسدين كل من حولك بداع وبدون بداع.. و قد تكونين أنت أفضل منهم حظاً ولا تدرين.
وللأسف خدعوك فقالوا أن الجمال مرتبط بالزواج أوالعنوسة فهناك الكثيرات من الفتيات علي قدر كبير من الجمال والجاذبية ولم يتزوجن بل أن الجميلات دائماً يرون من هن أقل جمالاً أكثر منهن حظاً. لأنه أحيانا يكون الجمال نقمة وليس نعمة. فالجمال الحقيقي هو ما صدق عليه قول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم: ¢إذا نظرت إليها سرتك¢.
فالرجل عندما يريد الزواج فإنه يبحث عن فتاة ستعيش معه باقي العمر. يريدها امرأة تستطيع القيام بأعمال البيت والحمل والولادة وتربية الأولاد. كما أن هناك أعتقادا لدي عدد كبير من الرجال أن المرأة الجميلة ربما تهتم بنفسها أكثر من بيتها وزوجها وأولادها. ولهذا تتزوج المرأة العادية بسرعة أكثر من تلك المرأة فائقة الجمال.
وهذا لا ينفي أن العنوسة من أهم وأكبر المشاكل بالمجتمع وتؤثر سلباً علي الفتيات خاصة لشعورها بالوحدة بعد رحيل الأهل وزاج الاشقاء الاصغر منها سناً كما حدث معك. لكن هناك من لا تيأس أو تستسلم لهذه المشكلة وتري أن سعادتها في عملها أو في انجاز نجحت في تحقيقه. بدليل ظهور العديد من الدعوات علي مواقع التواصل الاجتماعي تحث الفتيات علي الاستمتاع بالحياة إلي أن تجد ابن الحلال ومن هذه الدعوات الكوميدية "عوانس من أجل التغيير". و"عانس ولي الشرف". و"عانس بمزاجي وماله ضل الحيط". و"أنا موش عانس وبايرة أنا سنجل وعايشة". و"هاعيش بمزاجي ويسقط من يريد إزعاجي".
ففي النهاية كل منا في هذه الحياة لا يأخذ أكثر من نصيبه وما كتبه الله له. وما يجب ان انصحك به أن تتصالحي مع الحياة ومع نفسك.. و ثقيي في الله وفي كرمه وثقي في ذاتك..واستمتعي بحياتك وحافظي علي صحتك ورشاقتك
و اشغلي نفسك باشياء تحبينها واستغلي وقتك في العمل ورؤية الناس وفي هدف جاد تسعين إلي تحقيه. وتأكدي أن الله يختار لك الصالح دائماً وأخيراً أذكرك بقوله صلي الله عليه وسلم: "ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك".
زوجي سيئ الطباع
اكتب اليك رسالتي ودموعي تنهمر من عيني حزناً وألماً لانني لم أحسن الاختيار منذ البداية ولم أنصت لنصيحة من حولي. ودعيني أقص عليك مشكلتي باختصار. فأنا سيدة متزوجةى منذ 10 سنوات من جاري الذي أمضي معظم سنوات عمره في العمل بالخارج.
كنا نعيش في احدي المدن الساحلية. وانتقل أبي للعمل بالقاهرة واستقر بنا الحال في احدي الحارات الشعبية بمنطقة باب الشعرية. وكان يعيش في العقار المقابل لنا أسرة طيبة عرفت بحسن أخلاقها كما علمنا من جارتنا المسنة التي تلعب دور الخاطبة كما كنا نري في الأفلام الأبيض والأسود.
دخلت هذه السيدة حياتنا بكل سهولة واقتربت من أمي جداً وبدأت تتردد علي شقتنا وعرفت كل تفاصيل حياتنا بعد عدة أسابيع من استقرارنا في هذا المكان حاولت هذه السيدة أن توفق "رأسين في الحلال" فرشحت لي ابن جيراننا الذين يقيمون في العقار المقابل لنا.
وللاسف كان هذا العريس يعمل في احدي الدول العربية وقارب علي العودة إلي مصر والاستقرار بها.. ولم نعلم عنه شيئاً سوي انه سينزل قريباً في اجازة ويريد أن يرتبط بفتاة مهذبة وهادئة الطباع.. وبالفعل عاد ابن الجيران والتقينا واعجب كل منا بالآخر وتمت الخطبة وبعد شهور قليلة شغلنا فيها بتجهيز بيت الزوجية وتمت الزيجة وسط سعادة الجميع.
ومنذ بداية زواجنا وأنا أطيع زوجي في كل كبيرة وصغيرة ظناً مني أن بهذا سأعيش حياة سعيدة وهادئة. لكن للاسف فوجئت بانسان سيئ الطباع. وكل يوم يمر علي زواجنا لم أجد في حياتي معه ما يجعلني أتفاءل أن هناك حل لمشكلتي. فمنذ بداية زواجنا التقليدي ونحن في خلاف علي أي شئ وكل شئ. وللاسف كان طوال الوقت صعب الطباع لا يقدرني ولا يحترمني ولا يحترم اهلي أو اصدقائي.
فعندما أتذكر فترة الخطوبة فكان أيضاً عصبياً لكن سرعان ما يعود لهدوئه ويعتذر. لكن ففوجئت بعد الزواج أنني كنت أعرف شخصاً آخر غير الذي حدثني عنه وعن أخلاقه الجميع.
ففي بداية الزواج كانت تسير أمورنا طبيعية. ومشاكلنا كانت يفسرها من حولنا أنها مشكلات "سنة أولي زواج" لكن هذا ما كنت اتقبله لأخدع نفسي أو لكي تستمر حياتي معه لأن أسرتي لا تعرف الطلاق مهما كانت الاسباب.
فكنت دائماً اتحسر علي حالي اذا ما جاء أحد لزيارتي لأن زوجي لا يعامله باحترام. وكلما واجهته بأخطائه نتشاجر وللأسف لا يهتم. وكل يوم يكون أسوأ من الذي قبله.
حتي صرت أكرهه. وصارت هناك فجوة بينا. رغم أنني انجبت منه طفلين وصار كل ما يجمعنا هو الهم والغم و أولادنا واصبحت الحياة بيننا مستحيلة وفي المقابل لا يريد ان يطلقني. واصبحت لا أعرف إلي متي سأظل في هذا العذاب. وإلي متي سأظل أنام كل ليلة ووسادتي مبتلة بدموعي التي لا تتوقف حسرة وألماً علي ما أعانيه.
فدعواتي عليه في كل صلاة لم تستجب. رغم أنني أعلم أن دعوة المظلوم لا ترد ولا بينها وبين السماء حجاب. حتي ظننت أنه ربما أكون أدعو له لا عليه.
فهل يا سيدتي من خلال رسالتي البسيطة التي لا تحمل ربع ما أعانيه علي أرض الواقع أن تتخيلي مأساة زوجة وأم في بيت ليس لها فيه كلمة أو رأي. أعلم جيداً أنني أخطأت الأختيار. وأخطأت عندما تخيلت أن مع العشرة واستمرار الحياة سيأتي الحب والاحترام. ويعلم زوجي أن لزوجته الطيبة الطائعة دائماً لها حقوق ومشاعر يجب أن تحترم لكن ربما فات الوقت لهذا الكلام.
وفي كل الأحوال وجدت نفسي أكتب إليك ليس من أجل البحث عن مخرج. بل لأكون عبرة لكل فتاة أن تفكر جيداً وتدقق في كل كبيرة وصغيرة في أختيار من ستكمل معه الحياة الأخري وتتوقف أمام طباعه وسلوكه ونشأته.
** عزيزتي صاحبة هذه الرسالة يسرنا تواصلك معنا وثقتك في أراء صفحتنا.. ودعيني في البداية اذكرك بالحكمة التي تقول زوج بلا أخطاء كسراب يحسبه الظمآن ماء ¢. فكل منا له أخطائه لكن هناك أخطاء يمكن تقبلها وهناك ما لا يجب تقبله.
ولانك تبحثين عن العلاج فلابد وأن تعلمي أن العلاج دائماً يحتاج أن نفهم المشكلة وسببها من الأساس. لأن الاهانات المتكررة لزوجك وعدم احترامه لكي نتيجة. وليس سبباً.
فهل السبب هو قصر فترة الخطوبة ولم يدقق كلاً منكما في أختيار الأخر. أم لأن دائماً من تلعب دور الخطبة تحاول فقط أن توفق ¢ راسين في الحلال ¢ بأبداء الطباع الحسنة وأخفاء العيوب. أم ربما لأنك كنت ضعيفة الشخصية معه من البداية فتجرأ عليك. وببساطة شديدة أنك لم تجعلي من أسرتك كبيراً يقف أمامه أو يعمل له ألف حساب.
فكل هذه الأسئلة معها مفاتيح الخروج من أزمتك مع زوجك المهين لأن أي حياة زوجية يا أختي الكريمة اذا لم تقم علي الود والاحترام والألفة. والتفاهم فلن يكتب لها الاستمرار. فما رويته باختصار يؤكد أن هناك خللا ما في الأمر لا يكفي معه الصبر مهما طال.
وسأعود لسطور رسالتك لأتوقف طويلاً عند عبارتك التي ذكرتيها أن هناك فجوة بينكما وطريق مسدود لا يجمعكما فيه سوي الغم والهم والأولاد الذين لا ذنب لهم. فأقول لك أن الزواج ليس سجنا يطوقنا و يطوق حياتنا. ويصعب علينا الخلاص منه. كما أنه ليس مجرد حضانة تحوي أطفالنا. ليكونوا هم المبرر الوحيد لاستمرار الحياة.
فقد يكون زوجك يا عزيزتي فعلا صعب الطباع. لكنك لم تجبر يه من البداية أن يحترمك وأن يقدرك وأن يغير أسلوب تعامله معك. ومن الواضح أنكي تساهلتي طوال هذه السنوات في حفاظك علي هيبتك وكرامتك واحترامك لنفسك قبل احترامه لك.
فأصبحت الاهانة في بيتك أمر معتاد ومألوفاً وأعتقد أن هذا الوباء سينقل لأطفالك في المستقبل. في حين أن الزوجة في الشرع لها كامل الحقوق التي تحفظ لها كرامتها وأمنها. وهنا أذكرك بقول الله تعالي في محكم آياته "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف". فالحقوق متبادلة كما أن الواجبات أيضاً متبادلة.
ولا تظني أن إصلاح الزوج أمراً عسير كما ذكرت أو أن الوقت قد مضي لحل مشكلتك. فهذا هو أول الفشل. فيجب أن تتجنبي اليأس وأن تبدئي بالتضرع إلي الله بأن يهديه و أن يصرف عنكما الشيطان. وأن يجعل الود هو أساس الحياة بينكما. ولا يجب أن ننسي أن الحياة الزوجية لا بد أن نجد فيها مثل تلك المظاهر التي تحتاج الدعوة الخالصة لا الدعاء عليه في كل صلاة.
وأعلمي أن دوام الحال من المحال.. وأن التغيير قائم والناس تنتقل دائماً من السيئ إلي الحسن. ومن الحسن إلي الأحسن. اذا ما أحسنت الظن بالله في أن يبدل حالها إلي الأحسن ومع اكتشاف الأخطاء علي الأقل الداخلية. أي داخل البيت. فسيكون هذا الأمر عاملا مهما اذا ما بدأتي في أن تغيري طريقة تعاملك مع زوجك الذي من الطبيعي أن يكون في كثير من الاحيان حنون وهادئ وعقلاني ويمكن أن تناقشيه بالود والحكمة.
ولأنه ليس من المعقول يا عزيزتي أن يكون هناك بشر قادر علي أن يظل طوال الوقت يسب ويهين ويضرب دون سبب. ولا تحاولي أن تقنعيني أو تقنعي غيري أنك لا تفعلين ما يجعله يخرج عن شعوره. فكنت أتمني يوماً أن أجد رسالة تجمع رواية كلا الطرفيتن لا طرف دون الآخر حتي استطيع ان اقيم اسباب المشكلة بكل حيادية دون الانحياز لطرف دون الأخر.
لأن دائماً من يشكو يضع نفسه موضع الملاك البريئ المظلوم طوال الوقت. فكوني حكيمة هادئة. ولا تقابلي العصبية بالعصبية واختاري الوقت المناسب للحديث معه. وأفعلي كل ما يجعله سعيداً وراضي عنك. اشعريه دائماً برجولته وانه كل حياتك.
واطلبي منه أن يخبرك بما يرد أن تفعليه لكي يرضي عنك. لكن الأهم من كل هذا أن يكون لاسرتك وجود في حياتك. وأن يعلم زوجك أن ورءك ظهراً قوياً. لكي تصلي الي الحل. وفي النهاية اعلمي أختي الفاضلة أنه ما من أحد في الحياة الا وهو مبتلي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.