كلام محظور

دولة المطار .. وحدود الجمارك!

أصابني الوجع في قلبي بسبب بعض العقول التي تحاول ان تكون فوق القانون وتتغول في سلطتها علي السلطات الأخري.
فما حدث في مطار القاهرة مؤخرا يثير الوجع والألم والمخاوف علي الوطن.. المطار دولة داخل دولة لأنه يضم كافة الاجهزة المختلفة سواء كانت أمنية أو اقتصادية أو خدمية وغيرها والمفترض ان كل جهاز يدرك صلاحياته وحدود سلطاته ولكن يبدو ان بعض مأموري الجمارك من الشباب لم يدركوا حدود سلطتهم ومهمتهم الوطنية وتصوروا ان تمتعهم بالضبطية القضائية في مجال عملهم الجمركي يعفيهم من قيام الشرطة بتفتيشهم مثل باقي العاملين في الطيران والمطار أثناء الدخول من احد منافذ أو أبواب المطار كما يتصور بعضهم ان قيام رجال الأمن المكلفين بتأمين منافذ الدخول بتفتيشهم يمثل اهانة لهم أو تقليلا من شأنهم رغم ان هذا الاجراء يمثل حماية للجميع وللوطن خاصة اننا في ظروف عصيبة وعيون اللجان الأمنية الامريكية والروسية والبريطانية والالمانية وغيرها ترقب وتتابع ما يجري في المطارات المصرية خاصة فيما يتعلق بالإجراءات الأمنية المتعلقة بتفتيش الركاب والعاملين والأمتعة والبضائع واشهد ان مدير امن مطار القاهرة اللواء فهمي مجاهد يعاقب أي رجل أمن لا يقوم بتفتيشه اثناء عبوره من أحد المنافذ رغم انه قائدهم ومديرهم.
لقد انتابني الاحساس بأن بعض رجال الجمارك خاصة من الشباب يحتاجون لتوعية بمهامهم وحدود سلطتهم ولابد ان يقوم قدامي رجال الجمارك وأهل الخبرة منهم وغالبيتهم اكفاء يفهمون القانون ويحترمونه.. ان ينقلوا خبرتهم وتجاربهم للشباب الجدد من اهل المهنة ولوكان خبراء الجمارك أو القدامي منهم قد قاموا بواجبهم في توعية الجدد ماحدثت عملية الاعتراض علي التفتيش أو التهديد بالاضراب عن العمل وهو الأمر الذي دفع وزير المالية الدكتور عمرو الجارحي للانتقال اليهم وتعريفهم بحدود سلطتهم ومهامهم ووجوب الاستجابة للتعليمات الامنية التي تهدف لحماية الوطن والمواطن وقد حاول الوزير وفي صحبته اللواء هشام البستاوي مساعد وزير الداخلية للمنافذ ان يلقن المحتجين درسا في الالتزام والانضباط عندما خضع للتفتيش اثناء دخوله المطار.. فرجال الجمارك الامناء علي الوطن وأمنه يجب ان يكونوا قدوة للآخرين واثبات انهم أول من يحرص علي تطبيق الاجراءات الامنية وكل ما يتعلق بأمن الوطن.
اتمني ان تعود روح العائلة الي مطار القاهرة وتعمل كافة الاجهزة في تناغم وانسجام وتعاون ووئام واحترام متبادل لأن الخلافات بين بعضهم تؤذيهم وتثير أوجاعهم وتضر بالوطن.
ونفس الرسالة يجب ان يعيها بعض رجال الشرطة الذين يسيئون استخدام سلطتهم أو ينحرفوا بها أو ينتهجوا أسلوبا يثير غضب واستفزاز الآخرين والشركاء في حماية الوطن وخدمة المواطن.