خلال مسيرتي التعليمية وقراءاتي الحرة في مجالات الشعر العربي تصويراً لمشاعر الحب. والهجاء. والرثاء. والفخر.. وغير ذلك مما جادت وتجود به لغتنا العربية الجميلة يبقي بيت للشعر لا يغادر مخيلتي هذه الأيام كان في إطار قصيدة لشاعر النيل: حافظ إبراهيم منظومة عن مصر أوائل القرن الماضي حيث قال: يشتكي الفقر غادينا ورائحنا ونحن نمشي علي أرض من الذهب إن هذا البيت يعبر أصدق تعبير عن الحالة المصرية أمس واليوم وهي حالة الثراء الذي تتمتع به مصر وقد أجمع البُحَّاث والدارسون في علوم الاقتصاد انها كذلك تملك بحاراً وبحيرات ونهاراً لا يبخل بعطائه وصحاري غنية بالمعادن وموقعاً جغرافياً متفرداً ومناخاً مستقراً طول العام وتراثاً وحضارة من أهم الحضارات البشرية والأهم من ذلك شعباً تمثلت فيه العبقرية الإنسانية بكل صورها.... أمة كانت لديها مثل هذه الإمكانات ليس مقبولاً أن تشكو الفقر والفاقة وتعيش الأزمة تلو الأزمة لولا أن إدارة تلك الإمكانات ليست علي المستوي بل إن شئنا الحقيقة سوء الإدارة لها والتي تتمثل في كثير من الصور بالغة القبح.... أليس الإهدار سمة من سمات حياتنا اليومية؟..... أليست الطاقة رغم ندرتها وغلو قيمتها مهدرة؟..... أليست المياه رغم أنها مشكلة المستقبل يتم التعامل معها يتسيب واهمال ولا مبالاة؟..... أليس البشر ومنهم الشباب عاطلون في فترة هم والوطن في أمس الحاجة إلي طاقاتهم؟.... الوقت بصفة عامة في مصر ليس له قيمة أو ثمن. الصور كثيرة ومتعددة أوصلتنا إلي ما نحن فيه يقول القائل إننا بدأنا مع الصين مشروعاً للنهضة أين نحن والصين؟.... يقولون إن الخطة الخمسية الأولي 61. 66 وضعت مصر في مركز متقدم عن كوريا الجنوبية بمراحل.. أين نحن وكوريا الجنوبية؟؟..... أما آن الأوان أن نتوقف للحظات محاسبين لأنفسنا أليست الحالة التي نعيشها ويقودها ويتحرك بها الرئيس السيسي محاولة لتدارك الموقف واللحاق بغيرنا من الأمم هذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت الحركة شاملة لقائد وشعب في منظومة متكاملة الكل أعد نفسه ليكون جندياً في معركة البناء والتطوير أقول هذا والملاحظ العادي يدرك أن كثيراً من فئات المجتمع جفلت العمل وركنت إلي الدعة واستمرأت الراحة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلي العمل الجاد الخلاق وفي المقابل حرب شعواء تشنها بلا هوادة قوي الشر دولاً أو جماعات يستخدمون أنكي وأسوأ أساليب حروب الجيل الرابع والخامس أيضاً من محاولات لا تهدأ لخلق الفُرقة بين فئات المجتمع وإشاعات لا ينضب معينها الخبيث.... واختلاق أزمات إحداها تلو الأخري مع حصار اقتصادي لمحاولة عنيدة لتحجيم الدور المصري وتقذيمه. بل إن طموحاتهم تسعي إلي أكثر من ذلك وعلينا جميعاً أن نكون في حالة التيقظ والإدراك لما يحدث فينا وحولنا..... بوحدتنا سوف نعبر هذه الفترة وننطلق إلي آفاق أرحب وأوسع من السلام والرخاء.