من أيام الفراعنة:

ماكينات الإنجاز تفرم كتائب اليأس

في 30 يونيو 2013 انطلقت ماكينات الإنجاز لتعمل في مختلف المجالات وعلي جميع الأصعدة والمستويات إلا أن دعاة الفوضي مازالوا يصدرون الاحباط للشعب المصري بكل قوة للدفع بالوطن إلي مصير مجهول إلا أنه مع كل محنة تتعرض لها البلاد يرد الرئيس عبدالفتاح السيسي بمشروع عملاق جديد يبعث الأمل ويعيد التفاؤل في الوقت الذي يحتاج الوطن كلمات الدعم ونشر الطاقة الإيجابية وروح الاصطفاف الوطني والتوافق أكثر مما يحتاج إلي بث روح الخلاف من أناس يتفنون في صناعة اليأس حتي لا يستمعون إلي صيحات الغضب والاستهجان.
ولم تكن دعوات الاحباط واليأس وليدة اليوم أو الأمس لكنها كانت موجودة منذ أيام الفراعنة علي خلفية الحروب التي كانت تنطلق بين حين وآخر رغم أنهم كانوا أكثر الشعوب إبهاراً في عصرهم بعد تقدمهم حضارياً وعلمياً.
كما توالت النكسات التي تعرضت لها مصر قبل الفتح الإسلامي وبعده أيضاً ورغم ذلك لم ييأس الشعب أو يصاب بالاحباط لكنه كان في كل المواقف صابراً ومرابطاً وواقفاً خلف قيادته في مواجهة الشائعات ودعاوي اليأس والاحباط.
ويقول الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث بآداب القاهرة إن الفترات المهمة في حياة الأمم والشعوب دائماً تعقب الثورات حيث تكون الآمال عالية والأحلام بلا سقف ولابد أن تقابلها إنجازات علي أرض الواقع حتي لا يؤدي إلي حالة من الاحباط والنفور المؤقت لتضيع تلك الحالة بمزيد من إلقاء الضوء علي الإنجازات وتعريف الشعب بالصعاب التي تواجهه لتحقيق الآمال.
فبعد ثورة 1919 كان الأمل الأكبر للمصريين الاستقلال التام عن بريطانيا وظلت هناك عراقيل ومشاكل كبري انتهت بمجرد إجراء انتخابات 1924 واختيار حكومة سعد زغلول وبعدها بعام ضم الجامعة الأهلية للحكومة كذلك الصحافة واستوديو مصر.
وكما تكررت نفس حالة الاحباط بعد ثورة 1952 حيث كانت الآمال والأحلام بلا سقف إلا أن تلك الحالة أجبرت القيادة السياسية في تلك الفترة علي التسريع من كم الإنجازات التي تعود بالخير علي الشعب في فترات قصيرة للغاية مما تسبب في نقلة نوعية في مجالات الصحة والصناعة والتعليم والثقافة وغيرها من الاحتياجات الضرورية للشعب المصري في تلك الفترة لذا أنصح القيادة السياسية بالمرور قدماً وعدم النظر للوراء.
وتري الدكتورة هدي زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي والعسكري بجامعة الزقازيق أنها ليست المرة الأولي التي تثار فيها الشائعات والمبالغات التي تخلط القليل من الحقيقة بالكثير من الأوهام بعد أن اعتدنا خلال السنوات الثلاث الماضية مواجهة الشائعات والتقارير مجهولة المصدر التي تنطلق من مواقع وفضائيات الجماعات المحظورة وعدم قدرة البعض علي التمييز بين الخبر الصحيح والكاذب لمواجهة كل إنجاز يتحقق علي أرض الواقع وإن كان الإعلام السبب الرئيسي وراء حالة الازدراء التي تمر بها حالياً لأنه لا يتبني موقفاً وطنياً واضحاً ليضع السم في العسل بقصد أو بدون.
أما المأساة التالية فهي افتقاد الرؤية الوطنية لكل من يكتبون المقالات في الصحف مما أدي إلي تفكيك المجتمع والتفكير بشكل فردي علاوة علي افتقاد المعرفة عند البعض واللجوء للأشياء الروحية رغم وجود الخبرات التاريخية.
وتؤكد أن مصر أمة عاشت في خطر منذ بدء الخليقة باعتبارها مطمعاً للمجاورين لوجودها في مكان عبقري سكانه ذات طبيعة خاصة وشخصيتهم ليس لها مثيل مما يجعلهم يتعاملون مع المكان والزمان بألفة ومحبة والدليل علي ذلك نهر المسيسبي بأمريكا والذي يضاهي في تفاصيله نهر النيل إلا أن من يسكنون حوله حتي هذه اللحظة مازالوا من الهنود الحمر بلا دولة أو حضارة ورغم ذلك يحاول الإعلام تجاهل التاريخ ويطمس معالمه ويمحو ذاكرة المصريين من أمجادهم.
وتحذر د.هدي من صناعة اليأس التي دأبت وسائل الإعلام علي تصديرها للمواطن المصري والتأكيد عليها بصفة مستمرة وشكل ممنهج لتدمير أحلامه وآماله في مستقبل أفضل دون أن يركزوا علي رسالة إيجابية واحدة تبعث الطمأنينة في النفوس وتركز علي صناعة الأمل من جديد رغم سعي القيادة السياسية لتحقيق ارتفاع في معدلات النمو وجذب المزيد من الاستثمارات وإقامة مشروعات عملاقة طويلة المدي تحقق النمو والاستقرار السياسي والاقتصادي خلال السنوات القادمة.
وتؤكد أن هناك فضائيات مازالت تبث السم في العسل بجميع الطرق وتقوم بإرهاب الشعب وتسويد المرحلة الحالية بلطم الخدود ليلاً وشق الجيوب نهاراً وفق مخطط مرسوم تنفذه كتائب زرع اليأس والاحباط بتجميع سفاسف الأمور وتضخيمها وانكار كل إنجاز لضرب كرسي في الكلوب وقلب أفراح المصريين أحزان وإنجاز الحكومة لخيانة للثورة رغم اختفاء طوابير البنزين والبوتجاز وعودة الأمن بقوة وانحسار عمليات الإرهاب والبلطجة وتحسن مياه الشرب والكهرباء وانتعاش مشروعات الإسكان الاجتماعي وتطوير منظومة النقل وانتهاء معاناة المواطنين وادخال منظومة الكروت الذكية لصرف الخبز والتموين وإعلان الحرب علي الفساد بجميع القطاعات حتي رئاسة الجمهورية وسعي الدولة لمواجهة جميع التحديات.
ويعود الدكتور طه الدبس الأستاذ بجامعة القاهرة للحديث قائلاً: إن الأمل والعمل كانت المبادرة الأولي التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد تخلي مصر عن صورة الدولة المرتبكة التي تعاني من أعراض ثورتين وتظهر أمام العالم من جديد كدولة محورية تسير بخطي ثابتة لإعادة كل ملفاتها لتكون تلك المبادرة بمثابة صناعة أمل من جديد لتغيير المستقبل بإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة في وقت قياسي لملء الفراغ لدي الشباب وإنقاذهم في وقت صعب من براثن الجماعات المتطرفة التي تخدعهم بأوهام وأفكار مغلوطة مما يتطلب منحهم الأمل واستثمار طاقاتهم المعطلة في جوانب مفيدة تعود عليهم وعلي المجتمع بالخير الكثير.
ورغم المحاولات الجادة علي مدي عامين في تغيير وجهة مصر وتنمية اقتصادها تظهر أصوات عالية لإعلاميين وسياسيين رافضين الاعتراف بما حققه الرئيس السيسي من نجاحات خجلاً من المريدين والاتباع علي مواقع التواصل الاجتماعي أو خوفاً من خسارة نجوميتهم التي تأسست علي المعارضة والخصومة مع الجميع ويكتمون الحق وهم يعلمون رغم تأكدهم من النجاحات التي تحققها القيادة السياسية داخلياً وخارجياً ويركزون علي الشائعات لإثارة حالة من الجدل بين أطياف الشعب المصري وتصدير الاحباط لجموع المصريين ليكون الوطن هو الخاسر الحقيقي.