ملحمة حديدة من العمل الوطنى المصرى ظهرت فى الإقبال غيرالمسبوق على شراء شهادة استثمار قناة السويس فى وقت قياسى، بدأ بنحو ستة مليارات جنيه فى اليوم الأول - الخميس الماضي - برغم انقطاع الكهرباء لنحو 6 ساعات متصلة ، وبما يكشف عن أن الشعب المصرى انتفض من أجل بناء مستقبله بعد سنين من اليأس والإحباط وفقدان الأمل ،وأكد هذا ثقة الشعب فى القيادة الوطنية المخلصة والرشيدة ، واحساسه بأنه أصبح شريكا فى الحكم والسلطة والمسئولية المجتمعية ، ولإقامة وتشييد صرح بدأه أجداده منذ نحو170 عاما. الدكتور رشاد عبد اللطيف أستاذ بحوث المجتمع بجامعة حلوان وصف ظاهرة الإقبال على شهادات قناة السويس بأنها كشفت عن معدن الإنسان المصرى الأصيل ، وحرصه عمليا على نهضة بلاده بمشروع عالمى يجلب الخير له ولأولاده ويحل مشكلات مصر الصعبة مثل البطالة وما يترتب عليها من جرائم وتدمير للأجيال، ويكون الهدف أيضا استثمارا للأموال بعائد كبير أعلى من البنوك ، فالمصرى هنا يشعر بمسئولية وطنية ،وهدف قومى يعيدنا لأيام وعصرالإنجازات ،لذلك وجدنا الأطفال وكبار السن فى المقدمة، فالأطفال يخرجون بوعى غير عادى من أجل مستقبلهم ،وكبار السن لأنه أمل بعد سنين من اليأس والهزيمة والفساد الذى خرب البلاد ، وأمل فى تغيير الحاضر الصعب، فالمواطن أصبح يشعر لأول مرة أن هناك قيادة سياسية مخلصة تتبنى هذا العمل الوطنى، كما يشعر المصرى بأنه أمام مسئولية تاريخية يشارك فيها لأول مرة ، بدأت منذ قرارإبعاد أعداء الوطن عن السلطة خلال24 ساعة مع ثورة 30 يونيو، واستمرت مع مشروعات التنمية ومتابعة المشكلات الداخلية والخارجية وعلى رأسها مشكلة سد النهضة الأثيوبى لتأمين حقوق مصر التاريخية والجغرافية والفساد من وساطات واهدار الكفاءات، واستغلال المواطن، ومصالح الدولة ومواقعها. الأمل بعد اليأس وأضاف أستاذ علم الاجتماع أن الشعب يندفع الآن لشراء الشهادات لشعورهم بالأمل بعد اليأس والقضاء على السلبية والفساد المستشرى لأعوام طويلة ، وهذا يتطلب أن نزيد قيمة هذا المشروع باستيعاب المشردين وأبناء الشوارع والملاجئ بعد تدريبهم فى دورات للقيام بالأعمال المكملة فى مشروعات القناة ، لأن هؤلاء طاقة مدمرة إذا لم نستغلها ، فيتحول الفرد منهم إلى صاحب دخل من مهنته الجديدة ، فضلا عن اندماجه فى المجتمع وتهذيب سلوكه وليكون مصدر بناء وليس هادما للوطن ، فهذا المشروع نصر للفقراء والغلابة من ملايين المصريين ولتحقيق البعد الاجتماعى ،ونلمس أهميته الشديدة لدى المواطنين بأنه محور أحاديثهم فى كل مكان الآن وأنه موحد لجهودهم بعد غمامة طويلة على أعينهم ، أفقدتهم حسهم الوطنى لوقت قريب . وأضاف أن ذلك المشروع ذو البعد الوطنى الذى تجسد فى الإقبال على الشهادات ،يجب أن يتبعه معايشة ابنائنا له من خلال تنظيم رحلات لطلاب الجامعات والمدارس إلى مواقع العمل بالقناة الجديدة ،للإحساس بالعمل الوطنى وقيمته للنهضة والتنمية ،والطموح فى المستقبل المشرق ،والاتجاه لدعم المشروعات القومية الكبرى ،والاحساس بالبعد القومى والمسئولية فى المشاركة الوطنية ،لأننا فى زمن وظروف تتطلب المشاركة والمسئولية المجتمعية ،وهى تجربة فريدة فما يحدث من اقامة القناة فى عام وحجم التبرعات الخيالية من كل مصرى مهما كان مستواه المادى محدودا ، إضافة للاقبال على شراء الشهادة هو من شعب بنى أجداده الأهرامات المعجزة ، لذلك يجب أن يكون ما يحدث الآن هو محور حياتنا ، ويجب أن نستفيد فى ذلك أيضا من تجارب الدول السابقة فى تكريس جهد الشعب فى البناء والتنمية والتصنيع مثل الصين واليابان حتى دول أوروبا بعد مرحلة الحرب العالمية ، فإذا أضفنا البعد الوطنى والتاريخى والتلاحم بين المصريين بعنصرى الأمة لوجدنا ذخيرة من العمل والملاحم التى تفوق المعارك والحرب إلى المستقبل ، فليس لدينا وقت لإضاعته كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى فنحن فى مفترق تاريخى للأمة . الدور الوطنى وحول الدور الوطنى للفرد والمسئولية الوطنية يؤكد الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أننا دخلنا مرحلة جديدة فى علاقة المواطن بالدولة مشاركا فى المسئولية ،لذلك ومن منطلق الفهم للأحداث هناك تفهم وتفاهم تجاه انقطاع الكهرباء والمسئولية تجاه خفض الاستهلاك، ومن ثم ينسحب ذلك على كل سلوكياته واستهلاكه لأن دوره محورى فى مشكلات البلد ووسائل مواجهاتها وهذه درجة من الوعى ربما يتجه لخفض الاقبال على المنتج الاجنبى فى خطوة ثانية إذا تبنت الدولة والإعلام مثل هذه القضايا ، فإننا يمكن أن نستغنى عن نصف مانستورده فورا دون أن تتأثر حياتنا فى أى شىء سلبى ، بما يوفر عجز الميزانية إلى النصف ، ويسمح بتشغيل أبنائنا فنحن نعيش فى أزمة على كل المستويات ، فيمكن توفير استهلاك الكهرباء والغاز والمياه دون اسراف ، فهى إرادة شعب يريد أن يتقدم ويسهم رجاله بامكاناتهم الفريدة فى النهضة الحقيقية ، فنحن نمتلك البدائل وأفضل منها لولا وجود أصحاب المصالح الذين لايهمهم مصلحة الوطن ، وجاء مشروع القناة الجديدة مفتاحا لشخصية المصرى، ومشجعا فى نفس الوقت على الادخار بعائد مجز وهو 12٪ مما يساعد على اجتذاب الاموال المعطلة لدى المواطن والمستثمر على السواء وتجنيب البلد الاستدانة والقروض وهو ما يكلفها الكثير ، وأن قيمة العائد هى نسبة ربح عالية بالنسبة لعائد البنوك الحالى، مما يشجع حتى الفقراء على هذا الأدخار ،وفى نفس الوقت فإن صاحب الشهادة إذا حدثت له مشكلة واحتاج المبلغ بشدة أمكنه الإقتراض حتى 90٪من المبلغ فى مقابل هامش ربح14٪ فقط حسب مدة الاقتراض فإذا سدد المبلغ تعود له نسبة12٪ كما كانت ،فى الوقت الذى يمكنه استرجاع قيمة الشهادة بالكامل بعد عام كامل،كما هناك ميزة أخرى تعود على رجل الأعمال إذا أرادفتح مستندات خطاب ضمان يمنحه البنك الضمان بشهادته،كما أن الشهادة معفية من كل الضرائب والحجوزات ،ويمكن لأى مواطن أن يحصل على حساب مباشر أو رقم بالبنك أو يعطى كارت سحب لرصيد العائد له كل ثلاثة أشهر . متى تقدم للحصول على الشهادة.دون أى مشاكل. حالة استنفار وأضاف أستاذ الاقتصاد أن المواطن أصبح لديه وعى عال بأهمية دوره فى بناء وطنه ،وكشفت حالة الاستنفار ا لنداء الوطن ليس بأمواله الفائضة ،ولكن بالاموال المباشرة من أسرته وأولاده ،وجعلها استثمارا لهم متصل ،هى فى نفس الوقت فرصة مزدوجة لفتح الأرزاق لتشغيل ملايين الشباب بعد ذلك فهو أمل وعمل حتى أن البعض يعتقد أن نسبة العائد عالية، ولكن ذلك غير صحيح لأن المقصود منها هو تحسين حال المواطن ورفع مستواه المادى والاجتماعى ذلك لأنه بنهاية عام الحفر للقناة، سيرتفع عائد القناة سنويا من 5،2 مليار جنيه إلى 13،5 مليار ،أى يزيد العائد بعد عام واحد بنسبة 259٪ ،فالنسبة الحالية لاتعتبر عالية بل هى رزق للناس وتقدير للمواطن لموقفه الوطنى، وفى نفس الوقت فإن ماطرحة المشروع لمشاركة الأبناء والأطفال بشهادات قيمتها أقل، يهدف لتربية الأجيال على العمل والحس الوطنى والمشاركة فى أعمال بناء الوطن وبنسبة تصل إلى 80٪ فى نهاية مدة السنوات الخمس المحددة ،مع تحديد اسم الوالدأو الوصى أوحتى بلوغ سن القاصر إلى السن القانونية والرشد . التوسع فى الشهادات وطالب الدكتور رشاد عبده بضرورة التوسع فى منافذ بيع شهادات الاستثمار فى مكاتب البريد خاصة أن معظم البلاد بالأقاليم ليس لها فروع للبنوك، فالريف يساوى نحو 60 ٪ من السكان ويمكن للمكاتب طلب الشهادات من البنوك لاتاحة العمل الوطنى لهؤلاء المواطنين ،وفى نفس الوقت بجب على الدولة أن تنشئ جهازا للعمل التطوعى فى المشروعات القومية والكبرى، لأن المواطن قد تكون قدرته المادية أو خبراته أكثر فائدة للوطن وأن يكون التطوع جزئيا أو كليا ،وأن نكرس الجهودفى مواجهة مشاكلنا فورا ،والتوعية بأهداف كل مشروع واحتياجاته ،لأن ذلك يجعل المواطن يحس بالمسئولية ويضع امكاناته باقتناع من أجل بلده، وهو مايجعل مصر فى مصاف الدول الكبرى قريبا ،فلا ننسى أن دول أوروبا خرجت من الحرب الكبرى اقتصادها صفر، وتحملت الشعوب المسئولية بالعمل ليل نهار والتضحية بلا مقابل ،فالشعب المصرى بايمانه يستطيع أكثر من ذلك فهو صاحب الحضارة والتاريخ فى آلاف السنين ،وأهم من كل ذلك أن تستمر الدولة وقيادتها فى مصارحة الشعب ،وهذا ماينتهجه الرئيس عبد الفتاح السيسى حاليا، فهو يضع المواطن فى المسئولية ،وللإعلام دور حيوى جدا فى ايقاظ الوعى الوطنى وما يحيط بالبلاد من أخطار،وحتى لا يعطى الفرصة للشائعات لخلق صراعات بين أبناء الوطن وهذا مايحلم به أعداء مصر وأعداء التقدم.