ما من مشتاق إلا ومعه الخازوق.. محافظ. وزير. مدير. رئيس تحرير.. لا يفلت منه إلا بالموت. وهذا هو الخازوق الكبير. وما الخلاف الأخير بين وزير مشتاق لرئاسة الوزارة وصحفي مشتاق لحكم الصحافة. سوي لعبة - أو لعنة - خوازيق. لماذا يثار الموضوع الآن والرجل يقيم منذ أصبح وزيرا في فندق فخم علي النيل "سميراميس".. وهو أمر يستفز حتي ولو كان يدفع الفواتير من جيبه الخاص فملايين الفقراء وشد الحزام لا يتفق مع بذخ أي من الحكام. ليس الأمر جديداً فالزميل "علي فاروق " ظل يقود حملة في جريدة "المساء" منذ ستة أشهر تحت عنوان: "حاسبوه": رئيس الوزراء يطالب المواطنين بالتقشف والوزير يقيم في جناح 7 نجوم. العاقل من ينجو بنفسه فقد سبق وهلك من سبقه. غير انه لا أحد يتعظ والوقوف في الطابور غية والضوء يغري الفراشات. ** خلونا في الصحف. فطابورهم لم يعد ينقطع.. تري هل يستهوي القراء الحديث عنهم؟ زمان كانوا نجوما تحيط بهم الاساطير. ويراهم القراء بخيالهم ما بين يوسف بيه وهبي أو سليمان بيه نجيب أو عبدالفتاح القصري أو النابلسي أو إسماعيل يس.. وصولا إلي حسين فهمي وأحمد حلمي.. فكان "الرجل الذي فقد ظله" و"دموع صاحبة الجلالة" و"زينب والعرش" ومسرحية "أصل وصورة" مستوحاة من شخصية رئيس تحرير تقمصها الفنان "حسن مصطفي". تتغير الدنيا سريعا فبعد أن كان رؤساء التحرير باشوات وبكوات وموهوبين أصبح الأمر اشتراكية.. أحيانا لمن يرضون عنه أو لمن يغضبون عليه! مصطفي بيه أمين مثلا. أخذوا روحه عندما أمموا صحيفته "الأخبار".. وأخذوا سنوات طويلة من عمره عندما اتهموه بالجاسوسية فيقول لتلاميذه: لا تبتئسوا فأنتم تعيشون اليوم أزهي عصور الحرية.. وقد صدقت نبوءته. عشنا وسمعنا القصة التي رواها الزميل الذي يعرف الكثير من الأسرار "عبده مباشر" في كتابه "أنا وعبدالناصر والسادات" رواها الدكتور "رشاد رشدي" بحضور "أنور السادات" قبل أن يصبح رئيسا عن ذهاب نائب رئيس تحرير الأخبار "لطفي حسونة" إلي مكتب السيد "كمال رفعت" رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم وقتها ليعرض عليه "مانشيت" اليوم التالي فلم يجده لأنه كان مشغولا بمهام أخري اقلها انه أيضا وزير للعمل.. كذلك لم يجد مساعده الرائد "علي إسماعيل الإمبابي" لأنه كان دائما بصحبته.. كان الصول "أحمد زكي" هو المسئول.. والمانشيت هو "الأممالمتحدة تركع".. سأل الأستاذ "حسونة" يعني ايه تركع فلم يفهم السؤال لانه لم يعرف ما الذي لم يفهمه هل هي كلمة تركع أم كلمة الأممالمتحدة.. اضطر الصحفي أن يمثل دور الركوع دون صلاة فضحك الصول وقهقه وكانت موافقته شرطا أساسيا لانه كان الرجل المسئول. القصة قديمة ومازلت لا أصدق تفاصيلها ولكنني أعدت نشرها في كتابي "الصحافة والحكم" لما لها من دلالة. كانوا يعرضون عليه المانشيتات فيوافق بهزة من رأسه وينافقه كبار الصحفيين فيتمشي في الطرقة أمام مكتبه ويداه وراء ظهره مرددا: الصحافة سهلة أوي. ** أما أشهر خازوق فذلك الذي اكتشفه الكاتب المسرحي الموهوب "محفوظ عبدالرحمن" في روايته الشهيرة "حفلة علي الخازوق" المأخوذة عن حكايات "ألف ليلة وليلة" والحاكم الذي اختار معاونيه غير الأكفاء فعاثوا في الأرض فسادا وظلما للعباد يلفقون التهم ويفتحون السجون.. ولم يكن السلطان علي علم بما يدور حوله. مسرحية عمرها أربعون عاما أول ما عرضت في الكويت! انجليزي يا مرسي ؟ ** ولقد جربت شخصيا الجلوس علي الخازوق عامين كاملين باليوم والساعة ولم تكن رئاسة تحرير جريدة "الاجبشيان جازيت" علي بالي لأنني كما قلت للزميل رئيس مجلس الإدارة وقتها "سمير رجب" لست أستاذا في اللغة الانجليزية مثل من سبقوني وربما كنت أفضل قليلا من "انجليزي مرسي" ما بين "يونس شلبي" و"سعيد صالح". وعندما اتصل بي زميل شاب بعد كل تلك السنوات الطويلة يدعوني للمشاركة في برنامج الفنان "حسين فهمي" الجديد اعتذرت لأسباب خاصة بي. تمنيت لو أنني نصحته بالحديث مع الذين قاموا بتطوير "الجازيت" وقتها رغم أنني الذي فزت بجائزة "مصطفي وعلي أمين" بصفتي رئيسا للتحرير.. لو أنه استضاف رئيس التحرير الحالي "محمد قاسم" والسابق "رمضان عبدالقادر" والزملاء "أحمد عاطف" والآخرين.. وبحث عن الذين ساهموا بكتابة مقالات خاصة للصحيفة ومن بينهم الفنان "حسن كامي" أدام الله عطاءه وأرملة الفنان العظيم "تاد" الذي أثري "الجازيت" بلوحات علي نصف صفحة كاملة أسبوعيا راقت كثيرا لقرائها الأجانب والمصريين.. ومعركة نشر أول جريمة وكانت أمرا محرما فمن غير المعقول ان يعرف الخواجات أن في بلدنا حوادث.. والأساتذة الكبار الذين تعلمت منهم ومازال الدكتور "محمود عبدالعزيز" يواصل رسالته في الجازيت وهو الذي ظل يعمل سنوات طويلة مسئولا عن الإعلام بجامعة الدول العربية. كان الفنان حسين فهمي سيقدم كل هذا وأكثر في برنامجه التليفزيوني وبطريقته اللذيذة. رؤساء تحرير زمن مبارك ** عن حركة رؤساء تحرير الصحف القادمة والعلم عند الله وعند الحكومة.. وليس عند المجلس الأعلي للصحافة. أما رؤساء تحرير "زمن مبارك" فقد تكفل بهم زملاء شبان واعدون علي موقع "التحرير" الالكتروني: "أحمد سعيد حسنين" و"مارينا ميلاد" و"صلاح لبن" و"ماهر القاضي" اختاروا أربعة من رؤساء التحرير السابقين ولست أدري لماذا لم يتكلم الآخرون؟.. هل لأن الأستاذ "إبراهيم نافع" يقيم مضطرا في الامارات ويقولون انه في الطريق إلي التصالح والعودة إلي مصر بعد أن استبد به المرض والحنين إلي الوطن.. أم لأن الأستاذ "إبراهيم سعدة" آثر الاقامة في سويسرا حيث أسرة زوجته.. أم لأن الأستاذ "سمير رجب" بعيد في الساحل الشمالي وهو الذي سوي أوضاعه وعاد يكتب كبسولاته هنا أو هناك. ** أما الأربعة الذين تحدثوا فكانوا أسامة سرايا ومحمد علي إبراهيم وممتاز القط وطارق حسن المسئولين عن التحرير في الأهرام والجمهورية وأخبار اليوم والأهرام المسائي حتي الأيام الأخيرة لزمن مبارك. * قال "أسامة سرايا" انه مانح الحريات وصانع الصحافة الخاصة ومبارك اتظلم في البلد دي.. كنا نعيش أزهي عصور الحرية.. كان يتصل بي شخصيا لحل مشكلات الصحفيين وقد طلب مني ابلاغ الأستاذ "رجاء النقاش" وهو محرر بجريدة "الأهالي" التي تصدر عن حزب التجمع - أن يتقدم بأوراقه للجهات المختصة علشان يتعالج. وقال: مافيش هيكل وماهيكلش.. عصر صحافة النجوم وصحافة السلطة انتهت. وقال: كنت احترم كل الشخصيات التي خدمت المؤسسة العريقة وكنت لا أقبل أن يسيء أحد لإبراهيم نافع وكنت أضعه فوق رأسي فمن لا يحترم رئيس تحريره يسيء لنفسه. * وقال "محمد علي إبراهيم": الصحافة في عصر مبارك أفضل ألف مرة من الوقت الحالي والمهنة مابقاش فيها كبير. * مالك احدي الفضائيات كان يدفع إعلانات الحزب الوطني من جيبه. وتبرع بالمليارات للإخوان ثم أعلن دعمه للسيسي. * كل الموجودين علي الساحة ينتمون لنظام مبارك. * تعرضت للبهدلة بعد خروجي من المنصب. * بعضهم كان يسافر علي متن طائرة الرئيس مبارك وينزل علي نفقة وزارة الإعلام وكان "أنس الفقي" يتحمل التكلفة الخاصة باقامتهم كاملة وكانوا يحصلون علي هدايا "بدل" من السفارات المصرية!! * وقال "ممتاز القط": لم يحدث خلال عهد مبارك تدخل في ما ينشر سواء منه أو من المسئولين.. أثناء أحداث 25 يناير لم تهاجم أخبار اليوم مبارك احتراما لثلاثين سنة مليئة بالانجازات. * وقال "طارق حسن": نعم تغيرت قاعدة القراء في مصر ولكن نحو الهبوط.. والمشكلة الرئيسية ترجع إلي ان الصحافة ليست في خدمة المجتمع. * مشروع التوريث أكبر اشاعة في مصر.. جمال مبارك ليس سوي ابن الرئيس ونحن بلد "كلب البيه بيه".