أسهم الناقد الكبير د. حسين حمودة الاستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة في رفد الساحة الأدبية والنقدية في مصر والعالم العربي بكثير من البحوث والدراسات المهمة. سواء علي مستوي التنظير أو التطبيق. وقد تجلي ذلك في دراساته الرائعة عن ¢الرواية والمدينة¢ و¢يحيي الطاهر عبدالله ودوره في تطوير القصة القصيرة¢ و¢پفي غياب الحديقة حول متصل الزمان / المكان في روايات نجيب محفوظ¢پو¢ميادين الغضب.پقراءات في روايات مصرية¢. وغيرها من الدراسات في كثير من الدوريات والصحف المصرية والعربية. إضافة لمشاركته في كثير من المؤتمرات في الداخل والخارج وإشرافه علي العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.پوأخيرا تولي رئاسة تحرير سلسلة كتابات نقدية الصادرة عن هيئة قصور الثقافة. * يري البعض أن هناك تعثرا في إصدار سلسلة كتابات نقدية. ما مدي صحة ذلك؟ 1⁄4 بدأت العمل مؤخرا في هذه السلسلة. ولست متأكدا من مدي التعثر في انتظامها خلال الفترات الماضية. ولكن عندي أملاً كبيراً في أن تصدر بانتظام خلال الفترة المقبلة. * وما معايير اختيار الاعمال التي ستنشر في السلسلة؟ 1⁄4 الكتب التي ستنشر بهذه السلسلة ترتبط أساساً بما تتضمنه من قيمة نقدية حقيقية. بغض النظر عن التوجه الفكري أو النقدي الذي تنطلق من الكتب. وقد قمت قبل تسلم عملي بالسلسلة. بنوع من الاستبيان الذي شارك فيه عدد كبير من المثقفين والمثقفات. وقدمو مجموعة من التصورات التي رأوها حول السلسلة. وسوف أحاول أن أنطلق من هذه التصورات بقدر الإمكان. * وهل تري المشهد الإبداعي والنقدي في مصر ملائم لذلك؟ 1⁄4 أتصور أن الحركة النقدية في مصر. وربما في الوطن العربي كله. أصبحت غير قادرة علي القيام بما يجب القيام به إزاء الإبداع. وهناك تدفق إبداعي غزير في مجالات أدبية متعددة. تحتاج إلي ما تحتاجه من عمليات ¢الغربلة¢ و¢المتابعة¢ و¢التقييم¢ و¢التحليل¢. والأهم من ذلك التقديم للقراء. وهذا كله غير متحقق لأسباب كثيرة جداً منها. انشغال النقاد بمهام الحياة أو العمل. وعدم قدرتهم علي التفرغ لمهمتهم. ومنها غياب المنابر النقدية الواصلة إلي القراء...إلخ. ومنها عزلة بعض النقاد إما داخل أسوار الجامعة. وإما في الدوائر المنهجية التي يتحركون فيها وبها. وإما في سجون المصطلحات التي زجوا بأنفسهم داخلها...إلخ. وأتصور أن هذا الوضع سوف يستمر لفترة غير قصيرة. حتي تتغير هذه الأوضاع. *پپيري بعض النقاد والمبدعين أننا نعيش فوضي قصيدة النثر. فما رأيك؟ 1⁄4 تجربة قصيدة النثر. رغم أنها لها تاريخ ليس قصيراً بحال. لا تزال في تصوري محاطة بأشكال كثيرة من عدم الاستقرار. وربما عدم الاستقرار يمكن أن يمثل أحياناً سمة إيجابية في الإبداع. لكنه في حالة قصيدة النثر يعبر عن نوع من عدم التبلور. وفوضي النشر. وغياب التقييم. وتزاحم أسماء بعضها موهوب وبعضها استسهل الدخول في هذا التوجه من توجهات كتابة الشعر. ولكن أتصور أن هذا كله سوف يجد حلوله الخاصة. وسوف يبقي من هذه التجربة ما يستحق البقاء. ولعل هذا هو أحد القوانين التي يمكن استخلاصها من حركة الإبداع والمغامرة الإبداعية خلال التاريخ كله. * هل للتكنولوجيا الحديثة والانترنت أثر علي إقبال الناس علي القراءة والكتاب الورقي؟ 1⁄4 المؤكد أن تزايد الاهتمام بالوسائط الحديثة. وبأشكال التواصل علي شبكة الإنترنت. أثر تأثيراً حقيقياً علي كل مل يتصل بسبل القراءة القديمة. وأكثر من هذا أصبحت هناك وسائل جديدة للحصول علي المعارف والعلوم والآداب وغيرها دون الاعتماد علي الكتاب الورقي. ولهذا التغير طبعاً جوانب إيجابية وأخري سلبية. * وهل تقوم مؤسسات الدولة الرسمية بدورها في التنوير ومواجهة الفكر المتطرف؟ 1⁄4 لا أعتقد أن المؤسسات الثقافية الرسمية تقوم بدورها الكامل المطلوب في هذا الشأن. هناك ميراث طويل من البيروقراطية. ومن عدم الإيمان بدور المثقف. ومن التخبط في التنسيق بين الهيئات الثقافية المتعددة. وهذا كله يجعل الدور الذي يفترض أن يتم لا يتحفف علي النحو المأمول.