سنغافورة قصة نجاح استثنائية إذ أنها حققت انجازات هائلة جعلت منها دولة متقدمة بفضل نظامها التعليمي الذي يعد أرقي نظم التعليم في العالم إذ انه بفضل التعليم تمكنت سنغافورة من تأهيل كفاءات متقدمة ساهمت في بناء اقتصاد قوي وتحولت من دولة يقطنها غالبية أمية إلي دولة تحتل أحد العشر مراكز الأولي بين دول العالم.. حيث يصل معدل دخل الفرد في سنغافورة إلي 56 ألف دولار سنوياً.. بدأت التجربة السنغافورية مع رئيس الوزراء الراحل لي كوان يو الذي أدرك ان التعليم هو السبيل الوحيد للنهوض بالبلاد وخصصت الدولة خمس الميزانية من أجل التعليم لاعتباره ركيزة أساسية للتقدم والنجاح حيث أعادت النظر في أجور المعلمين من أجل التطوير وقامت ببناء العديد من المدارس وأدركت ان التعليم المتطور كفيل لمحاربة الأمية ونسبة البطالة وبه ينحصر الفقر وتتبع سنغافورة نظاماً تعليمياً تنافسياً يهدف إلي توفير فرص تعليم متساوية للجميع بغض النظر عن العرق أو المكانة الاقتصادية.. وهو عبارة عن 6 سنوات في المرحلة الابتدائية وسنتين في المرحلة المتوسطة وسنتين في المرحلة الثانوية.. ويجدر الإشارة إلي أن التعليم في المرحلة الابتدائية إلزامي للأطفال يترتب عليه عقوبة 5000 دولار أو السجن علي أولياء الأمور الذين يرفضون إرسال أطفالهم إلي المدرسة أو بكلتا العقوبتين واهتمت الحكومة في سنغافورة بتأسيس معهد للتعليم التقني لمرحلة ما بعد الثانوية الذي يتخرج منه الطلاب بمهارات عالية مرتبطة بسوق العمل وبالصناعة الوطنية وقد لفت النظام التعليمي في سنغافورة الانظار حين نجح الطلاب السنغافوريون في الفوز بمسابقة Timss العالمية للرياضيات والعلوم في الأعوام 2003 و1999 و1995 لقد حفزت هذه النتائج المذهلة دولاً عديدة منها الولاياتالمتحدةالأمريكية علي دراسة أسرار تفوق الطلاب السنغافوريين للاستفادة منهم في التعليم وتطوير طرق التدريس وإعداد المعلمين القادرين علي إعداد تنمية مهارات الطلاب وقدراتهم وتصميم البرامج التي جعلت الطلاب السنغافوريين يصلون إلي مراتب متقدمة في المسابقات العالمية مما جعل كثير من الطلبة حول العالم يسعون إلي الدراسة في سنغافورة لما يتمتع به نظامها التعليمي من سمعة طيبة. والهدف من إلقاء الضوء علي التجربة السنغافورية هو إمكانية الاستفادة منها في مصر والدول العربية.