حضر الرئيس خلال زيارته لسنغافورة منذ يومين مراسم تسمية إحدى زهور الأوركيد باسم الرئيس السيسى، وذلك فى تقليد تتبعه سنغافورة حيث تقوم بتسمية زهور الأوركيد بأسماء رؤساء الدول وكبار الشخصيات الدولية الزائرة لسنغافورة. هذه اللفتة الكريمة تعكس عمق العلاقات المتميزة التى تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين ويدل هذا التقليد الحضارى على رقة سنغافورة وشعبها ويأتى متسقاً مع اهتمامها بالبيئة ، هذه الدولة فى غضون عقود قليلة، حققت إنجازات هائلة جعلت منها دولة متقدمة. إلا أن الإنجاز الحقيقي الذي حققته هذه الجزيرة الصغيرة هو تطوير نظام تعليمي و يعتبر أحدَ أرقى أنظمة التعليم في العالم بلا نزاع. حيث مكنها نظامها التعليمي من تكوين كفاءات و خبرات ساهمت في بناء اقتصاد البلد. لقد فهمت سنغافورة أنها لا تملك أية موارد طبيعية تساعدها على تحقيق نموّ اقتصادي. فهي دولة في مدينة واحدة، مع جزر صغيرة جدا من جوانبها. فاختارت سنغافورة أن تركز على رأس المال الحقيقي الذي تملكه، و الذي اعتمدت عليه في تحقيق معجزتها الاقتصادية : الإنسان. وقد أجريت حواراً مع وزير التعليم العالى هناك وأكد لى أن الحكومة السنغافورية أعطت عناية بالغة بالتعليم، باعتباره ركيزة أساسية للتقدم و التفوق، و خصصت له نسبة كبيرة من الميزانية الدولة. ففي سنة 2006، بلغت نفقات الحكومة السنغافورية على التعليم 7 مليارات دولار سنغافوري. و في سنة 2007، وصلت إلى أكثر من 7.5 مليار دولار سنغافوري. و قد لفت النظام التعليمي السنغافوري الأنظارَ، حين نجح الطلاب السنغافوريون في بلوغ مراكز جد متقدمة في مسابقات الرياضيات العالمية، خاصة أنهم فازوا بمسابقة (TIMSS) العالمية للرياضيات و العلوم للأعوام 1995، 1999 و2003 . ورغم أن الحكومة المصرية بدأت تنفيذ أوجه التعاون مع الجانب السنغافورى وأعلن د. محمد يوسف وزير التعليم الفني عن تطبيق النموذج السنغافوري بفتح فصول دراسية بالمصانع والمزارع لتعليم الطلاب نظرياً وعملياً في مكان واحد وفى وزارة التربية والتعليم تدرس حالياً الإستعانة بمناهج سنغافورة فى العلوم والرياضيات إلا أن أوضاع المعلمين وميزانية التعليم بمصر تختلف كلياً وجزئياً عن سنغافورة . ولإننى أؤمن بأن استقرار الطبقة الوسطى مادياً فى المجتمعات يعنى اختفاء الفساد والرشاوى والمحسوبيات هذه الطبقة التى تشكل النسبة الأكبر فى مجتمعنا وتتمثل الصحفى والضابط والمعلم وغيرهم وأرى أن أهم هذه الفئات هو المعلم لإنه هو الذى يخرج الصحفى والضابط والمحامى والمهندس .. ومع احترامى للجهود التى تبذل للقضاء على الدروس الخصوصية كاتجاه للدولة تنفذه وزارة التربية والتعليم ومع ما أعلنه الوزير من أن الوزارة وضعت منظومة لمحاربة الدروس الخصوصية من خلال 4 بدائل تشمل تحسين العملية التعليمية وعمل نظام المحاضرات لطلاب الثانوية العامة، وبالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة وإنشاء قناة تعليمية، وعمل فصول تقوية بالمدارس ومراكز الشباب، وتم تشكيل لجنة بها 60 مبرمج لعمل محنتوى تعليمى تفاعلى للمناهج الشهادات العامة وسيتم نشره على موقع الوزارة ودعوة الوزير بتكاتف الجميع ووسائل الإعلام لكى يتم النهوض بمنظومة التعليم فى مصر إلا أن حل هذه المشكلة الأزلية فى معادلة من طرفين وهى زيادة مرتبات المدرسين بصورة توفر له حياة كريمة تتناسب مع الرسالة التى يؤديها حتى لو وضعنا كافة إمكانيات الدولة لهذا الغرض فلا تنمية بلا تعليم ، هذا الأمر سيُرجع المعلم إلى دوره مرة آخرى فى المدارس وأمجاده السابقة فى التربية قبل التعليم والتفانى فى الشرح ومساعده الطلاب ولن يكون هناك مبرراً لإعطاء الدروس الخصوصية وهذا ما فعلته دولة سنغافورة . [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة