حينما تتوقف اهتماماتنا عند البحث وراء حكاية ابنة الوزير التى تقدمت لمسابقة ال30 ألف معلم فى التعيينات الجديدة بوزارة التربية والتعليم وهل أصابها الدور أم لا ؟ ونتناسى فرحة تعين 30 ألف من أبنائنا رغم الظروف الإقتصادية الصعبة التى تمر بها البلد والتحديات التى تواجه سوق العمل وأن هذه المسابقة التى أعلن عنها الرئيس السيسى فى احتفال عيد العلم الأخير كبشرى خير لمعلمى مصر وتوفير هذا العدد من الوظائف لأبنائنا وإخواتنا المعلمين فهذا يدل على شئ إما أننا فقدنا الإحساس بالفرح والتفاؤل أو أن نظرتنا للأمور أصبحت ضيقة إلى أبعد الحدود أو فقدنا الثقة بكل من حولنا أوالشعور بأن هناك باقة نور فى النفق المظلم يا سادة ابنه الوزير فى النهاية مواطنة تعيش على أرض مصر ولها كافة الحقوق وعليها كافة الواجبات ووالدها أيضاً مواطن بالنهاية ويتمتع بنفس الحقوق وعليه نفس الواجبات وكونه وزير هذا لا ينفى حقوقه كمواطن ، وفى أوروبا والدول المتقدمة يحدث هذا الأمر بصورة عادية وطبيعية جداً فلماذا قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد العلم بأن ابنة وزير الأوقاف جاء اسمها فى كشوف المسابقة وقد حصلت على تقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف من كلية التربية جامعة عين شمس، لم يصبها الدور وابنة شقيق وزير التربية والتعليم نفسه الحاصلة على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية بتقدير جيد ودبلوم تربوى بتقدير جيد جدا لم يصبها الدور أيضا طبقاً لما جاء ببيان وزارة التربية والتعليم ، واتسأل ما الغريب فى هذا أليس من حق وزير الأوقاف أن تتقدم ابنته لمسابقة تقدم إليها مليون و800 ألف معلم وحتى ابنة شقيق وزير التربية والتعليم التى تقدمت قبل أن يتولى الوزير حقيبة الوزارة لأن هذه المسابقة أعلن عنها فى سبتمبر الماضى أى قبل توليه الوزارة بستة أشهر ارحمونا بالله عليكم لماذا التشكيك فى كل شئ جميل حولنا وتبنى نظرية المؤامرة والنفسنة فى كل ما ينقلنا بخطوة إلى الأمام والبكاء على اللبن المسكوب ، هذه التعينات أهداها الرئيس السيسى لمعلمى مصر فى عيدهم لحل أزمة 30 ألف معلم وتوفير فرص عمل لهم ولو كان الأمر يقتصر على تعين أناس بأنفسهم ما كانت الوزارة تكبدت أعباء إجراء مسابقة مادياً ومعنوياً وهذا ليس دفعاً عن وزارة ولا وزير فهذه المسابقة أعلن عنها فى عهد وزير التربية والتعليم سابق وأعلن نتائجها الوزير الحالى ولكن الحق يقال أن الشفافية والحيادية التزم بها الجميع والمعلم دخل اختبارات فى التخصص والتربوى واللغات وعرف نتيجته إليكترونياً فى لجنته دون تدخل العنصر البشرى فى الإختبارات فهل نتوقف عند هذا الأمر هل من المنطقى على جانب آخر أنه مازالت تصريحات الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم الجديد تؤكد عودة الإنضباط فى المدارس وإعداد لائحة طلابية تنظم العلاقة بين الطالب والمعلم وتكون بمثابة وثيقة أخلاقية بين الطرفين على أن يوقع عليها ولى الأمر ويلتزم بها الطالب فى الوقت الذى من المفترض أن نبحث المؤهلات التى تهيئ الطالب للوصول للعالمية وتنمية ابتكاراتهم واكتشاف مواهبهم ولكنى فى الوقت ذاته اشفق على الوزير الجديد فالميراث ثقيل والعملية التعليمية بها الكثير من الكوارث وتواجه العديد من التحديات التى تحتاج إلى سنوات وسنوات لإصلاحها وإن كان الوزير يركز على إن الأصلاح يبدأ من المدرسة . عند هذا الحد عرفت لماذا نقف محلك سر ومهما توضع استراتيجيات وخطط لتطوير التعليم لا يحس بها المواطن وكيف يشعر بها ومازالنا نفكر بطريقة كيف ندخل الحمام بالرجل اليمنى أم اليسرى ففى الوقت الذى يتطور العالم من حولنا ويدرك أهمية التعليم فى الإرتقاء بالدول والشعوب نبحث نحن عن طرق " نشد " بها التلميذ لمدرسته. ففى سنغافورة على سبيل المثال وهى من الدول التى حققت طفرة اقتصادية كبرى غير عادية بفضل توجيه إمكانيات الدولة فى التعليم وكيف أن المدرس يحصل على أعلى رواتب الدولة حيث سخرت الحكومة كل استثماراتها لخدمة التعليم وآصبح الجميع يتطلع أن يلتحق بكليات التربية والعمل بمهنة التدريس ، لإنه رواتبهم ستصبح أيضاً أعلى من رواتب القضاة وهى الفئة الأعلى راتباً فى دول العالم هذا ليس كل شئ بل تم تدريب المدرسين وتنمية مهاراتهم لتواكب تطوير المناهج الذى أزمعت وزارة التربية والتعليم هناك على استحداثه وخاصة فى العلوم والرياضيات أما المدرسون القدامى فلم يركنوا كخيل الحكومة ولكن تم إعادة تدريبهم وتوظيفهم لخدمة مشروعهم التعليمى على الأساليب العلمية والتكنولوجية فى العملية التعليمية وزير التعليم السنغافورى أكد فى حواره معى أن الدولة اعتبرت التعليم هو المشروع الأكبر الذى يجب أن تسخر الدولة كل إمكانياتها لتطويره وتنميته لإيمان دولته أنه لا سبيل إلى النهوض بسنغافورة إلا بخلق أجيال ذات تفكير علمى منظم ومعلم يساير متطلبات العصر ويتمتع بكفاءة ومهارات تدريبية عالية وما اهدشنى حقاً ذلك الكتاب الذى كان يحمله الوزير معه وهو بمثابة دليل للعلم يتضمن طرق تعامل المعلمين مع التلاميذ والطلاب فى المراحل الدراسية المختلفة من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية ويشمل أدق التفاصيل عن العلاقات الإنسانية وعناصر جذب المعلمين للطلاب للمدرسة وكيف تكون المدرسة جاذبة بداية من المبنى المدرسى وحجرات الدراسة بل وألوانها والإهتمام بالمكتبة المدرسية والملاعب ، باختصار الدليل يشمل كل ما يخص العلاقة بين المعلم والطالب [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة