يعد المعلم هو عصب العملية التعليمية لما له من تأثير فى تشكيل عقول الطلاب فهم بناة ضمير الأمة وشبابها ويدها الضاربة ومع ذلك فهو يرون أنفسهم من أكثر فئات المجتمع التى تعانى ضعف المرتبات ولا يوفر له راتبه كرب أسرة حياة كريمة تمكنه من التفرغ لعمله ودراسته ليعمل على النهوض بالتعليم وتطويره ويتسألون هل يراد بالمعلم أن يكون فقيرا محتاجا ليقضى على ما تبقى من تعليم في مصر فالمعلمون هم الوحيدون الذين ينتجون أهم سلعة وهى العقول وبالتالى فالعدالة اجتماعية وتطبيق للحد الأدنى والأعلى للأجور والدخول في هيكلة الأجور أصبحت ضرورة لا محاله وبهذه الرواتب المتدنية كما يصفونها حتى بعد إضافة الكادر لا يحقق لهم طموحاتهم وكأن القائمين على العملية التعليمية يقولون لنا «افسدوا» سواء بالضغط علي الطلبة بالدروس الخصوصية، أو بعمل إضافي لسد الاحتياجات، وبالتالي لا يؤدي المعلم دوره المأمول والسؤال الذى يطرح نفسه هل أزمة المعلمين هى الرواتب فقط أم أزمة ضمير؟! ، ففى الماضى لم يكن هناك أى وضع مادى متميز للمعلم لا كادر ولا بدلات وكان المعلم له احترامه ويبذل قصارى جهده لتوصيل المعلومة للطالب وكان الطلاب يرتبطون بمعلميهم لدرجة أننا كنا نحفظ أسماء مدرسينا أكثر من أسماء أساتذة جامعاتنا ، والسؤال الأهم هل يقدر المعلم تقديره الأدبى والمعنوى الذى يستحقه مقارنة بالمعلمين على مستوى العالم ؟! وحتى نكون منصفين لن يكون هناك معلم مهني إلا إذا كان راتبه كبيرا، هذا ما أكده وزير التعليم بدولة سنغافورة فى حواره معى عن إن دولته رسخت كل إمكانياتها واقتصادياتها واستثماراتها لتطوير التعليم وتنمية مهارات المعلم وأصبح المعلمين أعلى رواتب فى بلادهم حتى أعلى من رواتب القضاة لدرجة أن الجميع يتهافت على الإلتحاق بكليات التربية مع الإستفادة من خبرات المدرسين القدامى وتنمية أدائهم فى ذات الوقت في احدث الدراسات التي قام بها سلط مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" الضوء على بعض الممارسات والأساليب للحفاظ على المعلمين الجيدين في النظام التعليمي. وقد اكدت الدراسة أن المعلم هو أحد أهم عناصر في عملية التعلم، ومن الضروري توظيف أفضل الأساتذة لتحقيق جودة عالية في التعليم، وطرحت الدراسة سؤالا ً لماذا لا يشعر معظمهم بالتقدير. هذا ما استعرضته نتائج دراسة عالمية حديثة عن المعلمين، والتي اكدت أن "ثلثي المعلمين حول العالم يشعرون بعدم تقدير مهنتهم". حيث أجرت الدراسة بحث شمل أكثر من مائة ألف معلم وناظر حول العالم من 34 بلد. وتؤكد الدراسة، التي أجراها أهم مركز دراسات اقتصادية في العالم، أن جودة التعليم، أكثر من أي عامل آخر، تحدد نتائج النظام التعليمي، وذلك لا يكون إلا من خلال المعلمين الجيدين. هذا و يعتبر، 31% فقط من المعلمين حول العالم أن مهنتهم تحصل على التقدير المناسب. أما في آسيا، فأتت الإإحصائيات بأرقام إيجابية عن وضع الأساتذة أكثر مما هو عليه الحال في أوروبا. ففي كل من ماليزيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة وأبو ظبي تحصل مهنة التعليم على احترام عال في هذه الأماكن. وفنلندا هو البلد الأوروبي الوحيد الذي يحظى المعلم فيه بالتقدير الملائم. وتأتي انجلترا بالمرتبة الثانية بنسبة 31% من المعلمين الذين يشعرون بتقدير وظيفتهم، أما فرنسا فسجلت أدنى نسبة ب 5% فقط .. كما تتقصى الدراسة موضوع ساعات العمل في البلدان المختلفة، ومسألة السلوك داخل الفصول الدراسية. ويوظف نظام التعليم في كل من انجلتراوسنغافورة فريق عمل من المعلمين الأصغر سناً بالمقارنة مع أماكن أخرى، وتبين الدراسة أيضاً أن نسبة الرضى والارتياح تزداد عند الأساتذة في حالة "الفريق التعليمي" والعمل ضمن مجموعة خلافاً لأولئك الذين يعملون في عزلة. ويختم كوجلان مقالته بدعوة لجميع المعلمين ليكونوا مؤهلين وأن يثابروا في تطوير مهاراتهم والتدريب المستمر طيلة فترة عملهم كأساتذة. ففي سنغافوة، تدفع ظروف العمل الصعبة والساعات الطويلة العديد من المعلمين الكفوئين لترك وظائفهم والتحول نحو الدروس الخاصة. بينما تبين الدروس المستفادة من فنلندا، كيف يحافظ المعلمين على وظائفهم حتى التقاعد ويتمتع الأساتذة بالاحترام العالي في هذا البلد. و في فنلندا، يحتفظ الغالبية العظمى من المعلمين بوظائفهم في مهنة التعليم بنسبة 90%. فالمعلم، في هذه الدولة الاسكندنافية، يستفيد من نظام رواتب يضاهي المهن الأخرى مثل الهندسة والمحاماة والطب، وهذا ما يجعل وظيفة التعليم أحدى أفضل الخيارات المهنية لألمع المواهب الشابة في فنلندا. ويعود ذلك أيضاً إلى التقليد القديم والثقافة التي تولي مهنة التعليم احتراماً كبيراً .. [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة