كانت هوليود أول من أدرك أن الأيديولوجية يمكن أن تصدرعبر قوة السينما الناعمة التي تتسلل إليك دون مقاومة. وذلك قبل أن يدرك السوفيت والنازي أهمية قوة السينما في تشكيل الوعي وحشد الأمة. فالكثير من مواقف ورؤي الأجيال الأولي لعبت السينما الأمريكية دورًا كبيرًا في تشكيلها. بل إن هوليوود من الأوائل الذين أدركوا أن جعل المتفرج بلا موقف. هو غاية كبري من الممكن أن تحقق بها أهداف الرؤي الأمريكية عن العالم.پ كانت هوليوود تسعي لاستمرار أرباحها في ألمانيا. لأنها الدولة التي تمتلك أكبر عدد من دور العرض في أوروبا. لذا فقد قررت هوليوود عدم صناعة أفلام سينمائية تنتقد النظام النازي الذي وصل للحكم في ألمانياعام 1933.. هذا ما كشفه كتاب الباحث الأمريكي "بن أروند" الذي صدر عام 2013 وأثار ضجة كبيرة في الأوساط الثقافية.پ ووفقًا لكتاب أروند. والذي يحمل عنوان "العمالة: الاتفاق بين هوليوود وهتلر". فإن هوليوود خضعت للشروط الرقابية التي فرضها النازي بغرض عرض أفلامها في الصالات في ألمانيا . وقد قدم الكتاب وثيقة مهمة تم الكشف عنها لأول مرة. عبارة عن مخاطبات رسمية بين أستوديو فوكس للقرن العشرين في عام 1938 موجهة مباشرة إلي الزعيم النازي تطلب منه رأيه في مستوي أفلام هوليوود. وقد ختمت الرسالة بتحية النازي الشهيرة في ذلك الوقت "هايل هتلر". لم تنتج أمريكا أفلامًا معادية للنظام النازي في الفترة من 1933 وحتي 1941. سوي ثلاث أفلام: "اعتراف جاسوس نازي 1939" من إخراج "أناطول ليتفاك". و"العاصفة القاتلة 1940" من إخراج فرنك بورزج. وبالطبع فيلم شارلي شابلن الشهير "الديكتاتور 1940". ولكن هذا الفيلم كان إنتاج شابلن نفسه ومن تأليفه وإخراجه بعيدًا عن هوليوود. بل إن شخصية اليهودي اختفت من علي شاشة هوليوود في تلك الفترة باستثناء فيلم "بيت روتشولد1934" من إخراج الفريد ويركير. و"إيميل زولا 1937" من إخراج ويليام ديتريل. پقام الباحث "بن أروند" الأستاذ في جامعة هارفارد ببحث دءوب في الأرشيف الألماني والأمريكي لمدة عشر سنوات. ويؤكد أن هتلر كان من المعجبين بسينما هوليوود وبالذات لوريل وهاردي. وكان هتلر يدرك تمام الإدراك قوة السينما كسلاح للدعاية والتأثير. ومن هنا وجه وزير دعايته "جوزيف جوبلز" إلي استخدام هذا السلاح من أجل السيطرة علي عقل الشعب الألماني. لم يدرك العديد من الباحثين مدي هذا التواطؤ بين هوليوود ونظام هتلر . بل الأكثر من ذلك فإن العديد من الباحثين يؤكدون أن شركات هوليوود قد قامت باستثمار أرباحها المحققة في ألمانيا في الصناعات العسكرية. وصناعة السيارات. والأفلام الخام مع شركة كوداك . فظلت أموال هوليوود تدعم الاقتصاد الألماني محققًا الأرباح. في الوقت الذي كانت الأجهزة السرية الألمانية "الجستابو" تقمع وتقتل الشعب الألماني. ومنذ عام 1938 أصبحت الدبابات الألمانية تجتاح كل أوروبا. دون أن تشير هوليوود إلي ذلك في أفلامها. ومن بين الوثائق التي تم الكشف عنها في كتاب "هوليوود وهتلر". خطاب موجه من السفير الأمريكي في المملكة المتحدة "جوزيف كيندي". والذي أصبح ابنه جون كينيدي رئيسا للولايات المتحدة فيما بعد. لمدراء الاستوديوهات الكبري في هوليوود يطلب منهم عدم تقديم أفلام تنتقد النظام النازي. حتي لا يتم اتهام يهود أمريكا بأنهم يدفعون الولاياتالمتحدة لدخول مستنقع الحرب .