اتحداك ان تعرف النتيجة التي ستفضي إليها مباراة القمة التي تجمع بين الزمالك والأهلي الليلة علي ستاد الجيش بمدينة الغريب وحي الأربعين.. مدينة السويس الباسلة.. صحيح تستطيع أن تتوقع وقد يصدق حدثك.. لكن في النهاية لا مكان للتنجيم حيث كذب المنجمون ولو صدقوا.. فعلا انتهي الموسم وسينفض السامر بعد ان حصل الأهلي علي نتيجة تؤهله للالتحاق بكليات القمة في امتحان الثانوية وهو تعبير مجازي عن لقاء اليوم رغم ان الفريقين يلتقيان مرتين في الدوري.. فيما لايزال الزمالك يبحث عن مكان له في تلك الكليات سواء عن طريق تنسيق العاملين بالخارج والفوز ببطولة الكأس أو في دوري الابطال الافريقي ووقتها سيرفع له الجميع القبعة وسيحقق انجازا جديدا يضاف إلي سجل انجازاته. فإذا كان هذا العام قد شهد الأسوأ في تاريخ امتحان الثانوية العامة بعد ان تم تسريب العديد من امتحانات بعض المواد واضطرت السلطات إلي اعادتها وشهدت البيوت المصرية حالة من التوتر والقلق الشديد خلال شهر رمضان الكريم صاحبه دموع الطلبة التي "غطت" أوراق الإجابة وفرحة المدرسين أصحاب الدروس الخصوصية الذين يغتالون الأسر المصرية!! وإذا كان عديمو الضمير والمسئولية من بعض العاملين بالمطبعة السرية المعنية بطبع الامتحانات وغيرهم قد خانوا الله ورسوله والوطن وضمائرهم وقاموا بهذا العمل المشين.. فإنهم ولا غيرهم لا يستطيعون تسريب ثانوية الأهلي والزمالك ولا حتي الحصول علي نتيجتها من الكنترول قبل أن يطلق الحكم النرويجي الذي سيدير اللقاء صافرة النهاية.. فالوضع هنا مختلف في الشكل والمضمون حيث الأسئلة والأجوبة في مباريات كرة القدم مرتبطة في المقام الأول بأقدام اللاعبين وخطط المدربين وادارة المباراة وقرارات طاقم التحكيم بالاضافة إلي العوامل الارادية التي تلعب دورا لا يقل عن الجوانب الفنية والبدنية ناهيك عن التركيز والرغبة الحقيقية في الفوز وترجمتها بشكل عملي علي أرض الواقع.. وطبعا التوفيق الذي أفضله بدلا من كلمة الحظ. والأهم من هذا كله وذاك يجعل من الصعوبة بمكان نجاح أي شخص في تسريب نتيجة قمة الأهلي والزمالك هو المستوي المتذبذب الذي ظهر عليه الفريقان علي مدار الموسم الحالي لدرجة احتارت معها الجماهير والخبراء والمعلقون وبرامج التوك شو العجيبة!! بعد ان لعبت الدراما الكروية دورا رئيسيا في مستوي وأداء ونتائج الفريقين خلال مشوار الدوري لكنها في كل الأحوال كانت دراماأفضل وانظف بكثير مما نشاهده سواء علي شاشة السينما أو الشاشة الفضية من أفلام ومسلسلات لا ترقي لمستوي الأحياء القذرة في بعض بلدان العالم كما أننا لم نشهد في لقاءات قطبي الكرة المصرية "سنج" ومطاوي ورشاشات ودعارة وألفاظا نابية ومشاهد ساقطة مثلما شاهدنا في بعض المسلسلات والأفلام!! لكن في نفس الوقت لم يقدم الفريقان المستوي الذي يشفع للملايين التي يحصل عليها اللاعبون بحجة "الانحراف".. أقصد الاحتراف الوهمي الذي نعيشه ونصدقه.. فنحن ولانزال لم ندخل بعد "كي جي ون" احتراف واسألوا الاتحادين الافريقي والدولي سواء داخل الملعب أو حتي من خلال القوانين والتشريعات ومعهم ثقافة الاحتراف التي تغيب عن أذهان وتصرفات اللاعبين وبعض المسئولين عن اللعبة! ومع هذا يرضي الجمهور الغلبان "بالهم" لكن "الهم" غير راضي به.. لذلك وللحقيقة أري ان الأهلي والزمالك لا يستحقان درع الدوري هذا الموسم.. ولو كان الأمر بيدي لحجبته لكنها القوانين والاعراف السائدة لها كلمتها وما باليد حيلة!! ** فالأهلي تجده تارة يؤدي بشكل مقبول وليس جيدا وأخري يصاب لاعبوه بحالة من الاغماء الكروي.. فلا تعرف لهم طعم ولا رائحة في الملعب.. والزمالك يجد الأهلي يخسر أو يتعادل فيقسم ان يسير في ظله!! ومع ذلك اتسع الفارق بين القطبين إلي 11 نقطة قبل عشرة اسابيع من النهاية تقريبا وجاء محمد حلمي ليقود الزمالك ومعه نصف العصا السحرية فبدأ الفارق يضيق بعد ان تحسن اداء الزمالك وهبط الأهلي بفعل فاعل من داخل الفريق وربما أكثر من فاعل حتي انحصرت الهوة وضاق الفارق إلي 5 نقاط ووقف الفريقان ومعهما الجماهير علي اصابهم في آخر خمس جولات حين استشعر الأهلي الخطر الشديد واحتمال فقدانه اللقب والدرع الذي يعيش في القلعة البيضاء فأجريت له عملية نقل دم تنفس بعدها الصعداء ونجح في حسم اللقاء قبل نهاية البطولة بأسبوعين فقط بعد ان تصور لاعبوه في بعض الأوقات ان الدرع سيعود للجبلاية لا محالة ونسوا ان كرة القدم لا تعرف ذلك بل تعشق اللعب بأعصاب الجميع. ورغم ذلك أيضا لابد ان نشيد بالزمالك في عدم فقدانه الأمل قبل الحسم والدفعة المعنوية التي حصل عليها اللاعبون بعد الفوز الافريقي في المياه الراكدة فاستمر في ملاحقة غريمه التقليدي لكن اعراف الكرة وآدابها ودروسها كانت اقوي عندما قالت وأين انتم في المباريات السابقة وقت ان كان كهرباء أقل فولت أو مقطوع بسبب اهتمامه باللعب الفردي و"المنظرة الكدابة"!! وأيضا خط دفاعه الذي كان مثل دفاع الأهلي الاثنين أشبه بشوارع التجمع الخامس الواسعة وحراسة "حدث ولا حرج" أشبه بحارس فيلم 4/2/4!! من يستطيع إذا ان يسرب نتيجة هذا اللقاء بعد كل تلك المعطيات التي طرحناها؟ ولو كان هناك حل رابع غير فوز أحد الفريقين أو التعادل في لقاء اليوم لقلنا ربما يخسر الفريقان!! عموما دعونا نحاول ان ننسي ونعتبر انفسنا ولاد النهارة. وسط الملعب والصراع المصري الهولندي بلا شك سيلعب الهولندي يول مدرب الأهلي والمصري محمد حلمي مدرب الزمالك علي ورقة خط الوسط والسعي الحثيث للسيطرة علي منطقة المناورات التي تعد المفتاح السحري لتحقيق الفوز كونها "الحبل السري" الذي يربط خطوط الفريق ويمدها بالاكسجين والغذاء الكروي ولكل منهما اسلحته حيث يقود حسام غالي هذا الخط في الأهلي بخبرته وحنكته وتمريراته القاتلة يقابله أيمن حفني في الزمالك بخفة حركته ومهارته العالية وسرعة انتقاله من الوسط للهجوم بالاضافة إلي تمريراته السحرية كما ينتظر ان يركز الفريقان علي عدم اهتزاز شباكهما في الربع ساعة الأولي من عمر اللقاء وهي الفترة التي يكون فيها التركيز قليلا بالنسبة للاعبين الهواة. وتبقيعملية الاعصاب والهدوء لها دور السحر في الاداء وتحديد النتيجة بالفريق الذي سيتمتع بالهدوء سيكون الأوفر حظا في تحقيق الفوز لأنه سيكون الأكثر تنظيما وايضا دقة في التمرير.. ويبقي الشيء الأهم والمتمثل في خروج اللقاء بما يرضي طموحات المنتخب القومي والجماهير المصرية. وها هم جاءوا إلي السويس لبدء مرحلة جديدة من التنافس الرياضي الشريف وضرب أروع الأمثال في الروح والأخلاق الرياضية ليكونوا نبراسا للشباب والأجيال القادمة.. لقد عاش الشارع الرياضي أياما عصيبة بسبب عملية اختيار الملعب الذي سيحتضن هذا اللقاء وخرجت التصريحات من هنا وهناك بعضها عاقل يقدر الظروف التي تعيشها البلاد وبعضها أجوف كالطبل ليس له طعم ولا رائحة ولا يعرف أقل قدر من المسئولية وتشاء الاقدار ان تبتسم المدينة الباسلة لقرار اقامة المباراة هنا علي ملعبها وبالقرب من المكان الذي انطلقت منه شرارة حرب اكتوبر المجيدة. صحيح انتهي الموسم الكروي بشكل فعلي.. يبقي شرف اقامة هذا اللقاء والمشاركة فيه هو الأهم لأنه يعد بمثابة باب جديد وضوء أخضر لظهور وتألق نجوم جدد من الفريقين وفي نفس الوقت قد يمثل انتهاء عصر لبعض اللاعبين ويبقي في النهاية لقاء القمة ذات خصوصية تضعه ضمن أولويات التاريخ الكروي. المنتخب الفائز الأكبر لا يهمنا كثيرا من يفوز ومن يخسر.. لكن الذي يسعدنا جميعا ان تنتصر الروح الرياضية والاخلاق الحميدة ويخرج المنتخب الوطني القومي هو الفائز الأكبر فهو الغاية والهدف الذي يوحد كل المصريين الذين يعقدون آمالا عريضة علي الوصول لمونديال روسيا 2018 بعد فترة غياب ليست بالقصيرة منذ المشاركة في ايطاليا عام .1990 نريد ان ننسي هدف مجدي عبدالغني الوحيد الذي سجله المنتخب يوم التعادل مع هولندا 1/1 في بداية مشواره بالمونديال نريد اهدافا جديدة وانتصارات لم يستطع الجيل السابق ولا حتي الأجيال الأخري ان تحققها فالشباب المصري وبعد ثورتين عظيمتين اذهلتا العالم لديه القدرة علي تحقيق أي حلم بما فيه الحلم المونديالي القادم.. وكل المؤشرات والمعطيات تؤكد ذلك وكلنا أمل في تحقيق ما يصبو إليه المصريون. الذي يتكلم كثيرا لا يعمل كثيرا والأصوات المرتفعة لا تصل بل تصم الاذان.. واتصور انه حان الوقت لكي تمثل قيادتنا الرياضية سواء في اتحاد الكرة أو الأندية أو حتي وزارة الشباب والرياضة القدوة والمثل للشباب. تشكيل الفريقين ** ينتظر أن يمثل الأهلي: شريف اكرامي لحراسة المرمي وأحمد فتحي ورامي ربيعة وأحمد حجازي وصبري رحيل لخط الدفاع وحسام غالي وحسام عاشور والسولية ورمضان صبحي لخط الوسط وجون انطوي ومؤمن زكريا للهجوم. ** يمثل الزمالك: أحمد الشناوي لحراسة المرمي وحازم إمام وعلي جبر وأحمد دويدار وحمادة طلبة لخط الدفاع وأيمن حفني وطارق حامد واحمد توفيق ومحمد ابراهيم لخط الوسط وباسم مرسي وكهربا لخط الهجوم.